ذو القرنين وسر القوة والسيطرة المطلقة

فناجــــيل القهوة ...

البعض منا يجهل الكثير عن القهوة وفناجيلها

ولا يعرف أن لكل فنجال معنى يختلف عن الآخر 

فأليكم معاني كل فنجال وما يترتب عليه

فالفنجـال الأول يسمى ( الهـيف ):

وهو الفنجال الذي يحتسيه المعزب أو المضيف قبل ما يسقي القهـوة لضيوفه ...
وقديمأ كانت هذه العادة عند العرب ليأمن ضيوفهم وإعطائهم رسالة

 بأنهم في مأمن وأن القهوة غير مسمومة .

الفنجـال الثاني يسمى ( الضـيف ):

وهو الفنجـال الأول الذي يقدم للضيف وهو واجب الضيافـة

 وقد كان الضيف قديمأ في البادية مجـبرأ على شربه إلا في حالـة العداوة 

أوأن يكون للضيف طلب صعب وقوي عند المضيف وأقصد المعزب

 فكان الضيف لا يشربه إلا بعد وعـد من المضيف أو المعزب بأن طلبه يلبى .

 وقد كان من عظائم الأمـور أن يأتي إنسان إلى بيتك ولا يشرب فنجالك

 إلا بعد تلبية طلبه فأنت حتماً مجـبر على التلبيـة وإلا لحق بك العـار عند النـاس .

الفنجـال الثالث يسمى ( الكـيف ):

  
وهو الفنجـال الثاني الذي يقدم للضيف وهو ليس مجـبر على شربه 

ولا يضير ذلك المضيف إن لم يشربه الضيف ...

إنما هو مجـرد تعديل كيف ومزاج الضيف
وهو أقل فناجيل القهـوة قـوة في سلوم (عادات) العرب ...

الفنجـال الرابـع يسمى ( السـيف ):

 
وهو الفنجـال الثالث الذي يقدم للضيف وهذا الفنجـال غالبـأ ما يتركـه الضيف

 ولا يحتسـيه لأنه أقـوى فنجـال قهـوة لدى عرب الباديـة 

إذ أنه يعـني أن من يحتسـيه فهـو مع المضيف في السـراء والضـراء 

ومجـبر على الدفـاع عنه بحـد السـيف وشريكه في الحـرب والسلم 

يعادي من يعاديه ويتحالف مع حلفـاؤه حتى وإن كان من بين حلفائه 

من هم أعداء له في الأصل أعداء للضيف !!!

ويعتبر هذا الفنجـال عبارة عن عقد تحـالف عسكري ومدني وميثاق أمني 

ما بين الضيف والمضيف وأقصد المعزب ...

وقد كان هذا الوضـع يحمل النـاس أمورا شداد جسام 

يواجهون الموت والدمـار بسببه !!!

فلذلك كانوا يتحاشـونه ويحترصون منه أشـد الحـرص ...

أما شرب أكثر من ثلاثة فناجـيل إحيانأ فهي عادة يعملها أهل 

وذوي صاحب القهوة وأفراد قبيلته وأبناء عمومته وذوو العلاقة بالدم معه .

- بقي أن نذكر أن هناك فنجال خامس ويسمى:

 فنجـال ( الفارس ):

حيث يكون هناك من يطلب شخص ما بدم أو بثأر أو ما شابه ذلك

 وهنا إن كان شيخ القبيلة أو كبير في السن أو إمرأة يجمع شباب القبيلة

 وفرسانها ويصب القهوة في الفنجال ويرفعه عالياً على رؤوس الأشهاد 

وأمام علية القوم جميع الحاضرين ويقـول :

هــذا فنجـال فـلان بن فـلان من يشربـه ؟
أي من يأخذ حقنا أو ثأرنا أو دمنا منه أي يقصد قتل من سمية الفنجال باسمه 

فيقوم أحد الفرسان ويقـول :
أنا له ويأخذ الفنجـال ويشربـه ويذهب في طلب هذا الشخص 

ولا يعـود إلى قبيلته إلا بعد إحضـار البينة على أنه قد اوفى بالعهد

 الى صاحب الفنجـال من الشخص المطلوب ...

وإلا فله أحد الخيارين إما أن يجلي من قبيلته ولايعـود لها أبدًا

 لما لحقه من ذل وعار وصم بها جبينه ...

وإما أن يعود محملأ بالخزي والعار ويصبح مدعاة للسخرية لأفراد القبيلة

 صغيرها وكبيرها رجالأ ونساء لا يزوج ولا يتزوج منه احد

 ولا يخرج للحرب مع فرسانها مطلقأ ..

اخيراً وليس آخراً...

في الختام هنالك معلومة حاضرة لدى البعض منا وغائبة لدى الآخرين

 أن طريقة صب القهوة لدى العرب تسمى :

 بأنها (خص وليس قص) ...

والمعنى من هذا القول أن القهوة تعطى للشيخ اولا أو زعيم القوم أو كبيرهم

 دون اللتزام بأعطائها على اليمين من الديوان 

كما العادة بعطاء وتوزيع الماء او الشاي وحتى البدء بالسلام ...