القائمة الرئيسية

الصفحات

لوط والسر الالهي بعقوبة اللواط(المثلية الجنسية)










قصص الأنبياء عليهم السلام ...

قصة نبي الله لوط عليه السلام ...
حال قوم لوط :


قوم لوط وهم قوم كان فيهم نبي الله لوط عليه السلام
 وتم تسميتهم بقوم لوط نسبةً له وقوم لوط سكنوا منطقة الأغوار الأردنية
 والفلسطينية وكانت قراهم تسمى سدوم وعمورة
 وذلك حسب ما جاء في القرآن وجميع الكتب السماوية ذكرت قصتهم...
دعا سيدنا لوط قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له،
 ونهاهم عن كسب السيئات وفعل المنكرات والفواحش. 
واصطدمت دعوته بقلوب قاسية وأهواء مريضة ورفض متكبر. 
وحتى أنهم حكموا على لوط وأهله بالطرد من القرية !!!...
 لقد كان القوم الذين بعث إليهم سيدنا لوط عليه السلام :
يرتكبون عدداً كبيراً من الجرائم البشعة...
فقد كانوا يقطعون الطريق، ويخونون الرفيق، ويتواصون بالإثم ،
ولا يتناهون عن منكر، وقد زادوا في سجل جرائمهم الكثيرة :
جريمة لم يسبقهم بها أحد من العالمين...
فقد كانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء.
وهو نوع من الشذوذ الجنسي فهم يأتون الرجال على النساء (اللواط)
 لقد اختلت المقاييس عند قوم لوط .. 
فصار الرجال أهدافاً مرغوبة بدلا من النساء،
 وصار النقاء والطهر جريمة تستوجب الطرد..
 كانوا مرضى يرفضون الشفاء ويقاومونه.. 
ولقد كانت تصرفات قوم لوط تحزن قلب لوط..
وقد كانوا يرتكبون جريمتهم علانية في ناديهم..


 وكانوا إذا دخل المدينة غريب أو مسافر أو ضيف اغتصبوه 
عنوةً ولم ينقذه من أيديهم أحد..
 وكانوا يقولون للوط : استضف أنت النساء ودع لنا الرجال.. 
واستطارت شهرتهم الوبيلة، وجاهدهم لوط جهاداً عظيماً، 
وأقام عليهم حجته، ومرت الأيام والشهور والسنوات، 
وهو ماض في دعوته بغير أن يؤمن له أحد.. 
فلم يؤمن به غير أهل بيته.. حتى أهل بيته لم يؤمنوا به جميعاً.
 كانت زوجته كافرة. وزاد الأمر بأن قام الكفرة بالاستهزاء 
برسالة لوط عليه السلام، فكانوا يقولون :
قال تعالى : ( ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنتَ مِنْ الصَّادِقِينَ (29) العنكبوت
فيئس لوط منهم، ودعا الله أن ينصره ويهلك المفسدين.

ذهاب الملائكة إلى قوم لوط :



خرجت الملائكة من عند نبي الله إبراهيم قاصدين قرية لوط.. 

بلغوا أسوار القرية وابنة لوط واقفة تملأ وعاءها من مياه النهر..

 رفعت وجهها فشاهدتهم وقد جاؤوا بصورة شبان جميلي المظهر

فسألها أحد الملائكة:
 يا جارية هل من منزل ؟؟؟
 قالت [ وهي تذكر قومها وفعالهم المنكر ]:
 مكانكم لا تدخلوا حتى أخبر أبي وآتيكم ..
 أسرعت نحو أبيها فأخبرته. فهرع لوط يجري نحو الغرباء.
 فلم يكد يراهم حتى سألهم : من أين جاءوا ؟ وما هي وجهتهم؟ 
فصمتوا عن إجابته. وسألوه أن يضيفهم..
استحى منهم وسار أمامهم قليلاً ثم توقف والتفت إليهم يقول:


لا أعلم على وجه الأرض أخبث من أهل هذا البلد.
قال كلمته ليصرفهم عن المبيت في القرية،
غير أنهم غضوا النظر عن قوله ولم يعلقوا عليه،
وعاد يسير معهم ويلوي عنق الحديث ويقسره قسراً
ويمضي به إلى أهل القرية - حدثهم أنهم خبثاء..
 أنهم يخزون ضيوفهم.. حدثهم أنهم يفسدون في الأرض. 
وكان الصراع يجري داخله محاولاً التوفيق بين أمرين..
 صرف ضيوفه عن المبيت في القرية دون إحراجهم،
 وبغير إخلال بكرم الضيافة..
عبثاً حاول إفهامهم والتلميح لهم أن يستمروا في رحلتهم،
 دون نزول بهذه القرية. سقط الليل على المدينة..
 صحب لوط ضيوفه إلى بيته.. لم يرهم من أهل المدينة أحد..
 لم تكد زوجته تشهد الضيوف حتى تسللت خارجة بغير أن تشعره. 
أسرعت إلى قومها وأخبرتهم الخبر.. !!!
وانتشر الخبر مثل النار في الهشيم وجاء قوم لوط له مسرعين..
 تساءل لوط بينه وبين نفسه: من الذي أخبرهم ؟..
 وقف القوم على باب البيت خرج إليهم لوط وبدأ بوعظهم:
فقال لهم: أمامكم النساء -زوجاتكم- هن أطهر..
 فهن يلبين الفطرة السوية السليمة ..
 كما أن الخالق -جلّ في علاه- قد هيّئهن لهذا الأمر.
( فَاتَّقُواْ اللّه  (يحاول ان يلامس نفوسهم من جانب التقوى 
بعد أن لمسها من جانب الفطرة.. اتقوا الله وتذكروا أن الله يسمع ويرى..
 ويغضب ويعاقب وأجدر بالعقلاء اتقاء غضبه. )
وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ) ...


هي محاولة يائسة لِلَمْس نخوتهم وتقاليدهم. 
وينبغي عليهم إكرام الضيف لا فضحه.
وقال أخيراً ( أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ). أليس فيكم رجل عاقل ؟..
 إن ما تريدونه -لو تحقق- هو عين الجنون. 
إلا أن كلمات لوط عليه السلام لم تلمس الفطرة المنحرفة المريضة، 
ولا القلب الجامد الميت، ولا العقل المريض الأحمق..
 ظلت الفورة الشاذة على اندفاعها...
 أحس لوط بضعفه وهو غريب بين القوم..
 نازح إليهم من بعيد بغير عشيرة تحميه،
 ولا أولاد ذكور يدافعون عنه دخل لوط غاضباً وأغلق باب بيته.. 
كان الغرباء الذين استضافهم يجلسون هادئين صامتين.. 
فدهش لوط من هدوئهم وازدادت ضربات القوم على الباب..
 وصرخ لوط في لحظة يأس خانق: قال تعالى :
( قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ(80) ) هود
تمنى أن تكون له قوة تصدهم عن ضيفه..
 وتمنى لو كان له ركن شديد يحتمي فيه ويأوي إليه.. 
غاب عن لوط في شدته وكربته أنه يأوي إلى ركن شديد..
ركن الله الذي لا يتخلى عن أنبيائه وأوليائه.



هلاك قوم لوط :
 


عندما بلغ الضيق ذروته وقال النبي كلمته..
 تحرك ضيوفه ونهضوا فجأة أفهموه أنه يأوي إلى ركن شديد..
 فقالوا له لا تجزع يا لوط ولا تخف نحن ملائكة..
ولن يصل إليك هؤلاء القوم.. 
ثم نهض جبريل عليه السلام، وأشار بيده إشارة سريعة،
 ففقد القوم أبصارهم .
 التفتت الملائكة إلى لوط وأصدروا إليه أمرهم :
أن يصحب أهله أثناء الليل ويخرج..
 سيسمعون أصواتا مروعة تزلزل الجبال.. 
فلا يلتفت منهم أحد كي لا يصيبه ما يصيب القوم فأي عذاب هذا؟.. 
هو عذاب من نوع غريب، يكفي لوقوعه بالمرء مجرد النظر إليه..
 أفهموه أن امرأته كانت من الغابرين امرأته كافرة مثلهم
 وستلتفت خلفها فيصيبها ما أصابهم...


 سأل لوط الملائكة: أينزل الله العذاب بهم الآن..
فأنبئوه أن موعدهم مع العذاب هو الصبح. 
قال تعالى : (إِنَّ مَوْعِدَهُمْ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ(81) ) هود
خرج لوط مع بناته وزوجته ساروا في الليل وغذوا السير..
واقترب الصبح.. كان لوط قد ابتعد مع أهله ثم جاء أمر الله تعالى..
 يقول العلماء عن السر في كيفية عذاب قوم لوط :
 اقتلع جبريل عليه السلام بطرف جناحه مدنهم السبع من قرارها البعيد.. 
ورفعها جميعاً إلى عنان السماء !!!
حتى سمعت الملائكة أصوات ديكتهم ونباح كلابهم، 
قلب المدن السبع وهوى بها في الأرض..
 أثناء السقوط كانت السماء تمطرهم بحجارة من الجحيم.. 
حجارة صلبة قوية يتبع بعضها بعضاً، ومعلمة بأسمائهم،
 ومقدرة عليهم..
 استمر الجحيم يمطرهم حتى انتهى قوم لوط عن آخرهم تماماً..
ولم يعد هناك أحد منهم نكست المدن على رؤوسها،
 وغارت في الأرض، حتى انفجر الماء من الأرض.. 
هلك قوم لوط ومحيت مدنهم. كان لوط يسمع أصوات مروعة..


 وكان يحاذر أن يلتفت خلفه.. 
ولكن الكافرة زوجته نظرت  نحو مصدر الصوت ورأت الهول 
فصاحت وا قوماه فأصبها العذب الأليم ووقع عليها حكم الله
إنها كانت من القوم الكافرين 
فتهرأ جسدها وتفتت مثل عمود ساقط من الملح.

السر وراء هذا العذاب العظيم ...

كل هذه العقوبة وهذا العذاب كان لعظمة الذنب الذي اقترفوه 
ولشناعة الخلق الذي مارسوه (الشذوذ) وما يسمى اليوم 
بالمثلية الجنسية والذي يزداد إنتشاراً في طول البلاد وعرضها
فأنتظروا عقوبة قوم لوط قريباً (أليس الصبح بقريب)

مكان قوم لوط ...


يقول أكثر اهل العلم : إن مكان المدن السبع بحيرة غريبة
 ماؤها أجاج وكثافة الماء أعظم من كثافة مياه البحر الملحة..
وفي هذه البحيرة صخور معدنية ذائبة.. 
توحي بأن هذه الحجارة التي ضربت قوم لوط كانت شهباً مشتعلة.
 ويقال إن البحيرة هي التي نعرفها باسم "البحر الميت" في فلسطين..
 وانطوت صفحة قوم لوط محيت مدنهم 
وأسمائهم من الأرض.. وسقطوا من ذاكرة الحياة والأحياء 
وطويت صفحة من صفحات الفساد..
 وتوجه لوط إلى إبراهيم ليزوره وقص عليه نبأ قومه.. 
وأدهشه أن إبراهيم كان يعلم ومضى لوط في دعوته إلى الله..
 مثلما مضى الحليم الأواه المنيب إبراهيم في دعوته إلى الله.. 
ومضى الاثنان ينشران الإسلام في الأرض...

تعليقات

التنقل السريع