القائمة الرئيسية

الصفحات

الحلم الذي ينتظره الملايين ان يتحقق (قصة وعبرة)








كان ياما كان في سالف العصر والأوان حتى كان :


ارتدت الجدة طقم اسنانها الصناعية البديلة وجلست الى سرير حفيدها
 تروي له الحكايات قبل أن ينام...
فلاحظت الجيتار الذي يحرص على إبقائه قريباً من فراشه !!!
لكنها لم نلحظ الرشاش الممدد الى جانبه تحت الغطاء كصديق حميم...
لم تلحظ نظرة البطولة المبكرة المطلة من عينيه..
كانت ما تزال تعتقد أنه مجرد صبي صغير !!!
فهي لا تعرف  بالضبط ما إذا كان في التاسعة أوالثالثة عشرة من عمره ...
أوحتى السابعة عشر من العمر...
قالت الجدة : كان ياما كان في قديم الزمان لحتى كان ...
كان لملك الزمان بنت حلوة عيونها عيون المها ومن ذهب وشعرها ذهب
 واسنانها لولو ومن ذهب !!!
ولها ايضا جنية من ذهب تحرسها وتسهر على مستقبلها وراحتها وامانها ....و....و....
وطبعا...تزوجت الأميرة من ابن الملك الجار
وكان بالطبع أميراً شعره من ذهب وعيناه واسنانه من ذهب.
وعاشا في ثبات ونبات ....
وخلفوا البنين والبنات ...
وتوتة توتة خلصت الحدوتة ...
لكن الحفيد لم ينم اتسعت عيناه ...
قالت الجدة ...هل أروي لك حكاية ثانية....؟ لم يجب..
وروت له حكاية ثانية عن ابنة الملك الثانية وابن الملك الثاني
وكيف تزوجا في حفل مهيب اكلات فيه الماس بدلا من الخبز ..
لكن الحفيد لم ينم ..ازدادت عيناه اتساعا...
قالت الجدة..هل أروي لك حكاية ثالثة !!!؟؟؟ ...لم يجب...
وروت له حكاية ثالثة عن ابنة الملك الثالث ...
لكن الحفيد لم ينم.....ازدادت عيناه اتساعا ..!!!
سألته وهي تتثاءب هل أروي لك حكاية اخرى عن ابنة ملك آخر كي تنام...؟
قال لها...بل انا سأروي لك حكاية كي تستيقظي...!!!
قال الحفيد وهو يروي لجدته حكاية كي تستيقظ...
كان يا ما كان في حاضر الزمان...كان هنالك فتاة في حارتنا
ينادونها هنية .. 
حلمت هنية ذات يوم حلماً بل كابوساً بل شاهدت فيلماً مرعباً
هنية حلمت أنها ذهبت ذات يوم الى الملك سليمان  تسأله 
عن هوية والدها الحقيقي...!!!
قال لها والدك بحار انكليزي من جيوش الانتداب التي مرت بالمدينة...
قالت له ..غير معقول ..امي قالت شيئا اخر...
جمع الملك مجلس السحر عند البحر ...
فضربوا في رمل الشاطئ.
وقال ساحر الميناء..والدها محارب من اخر كتيبة في الجيش الصليبي..!!
بقي في هذا الشاطئ لأنه ظن أن الحرب الصليبية لم تنته بعد !!!
وكان يقاتل حينا ويذهب ليختبئ في الجبال حينا آخر
ووافقه السحرة على ذلك وانتهى المؤتمر وعاد كل ساحر الى بلده...
وذهبت هنية من جديد إلى أمها وكانت اعرابية عمرها اكثر من الف عام
 ولها 21 ولدا ماعدا هنية!!!

سألت امها من هو ابي ...؟قالت لها امها ..يوم تصبحين أماً ستفهمين ..
هل هو بحار انكليزي من جيوش الانتداب..؟ لا...
هاهو صاحب كازينو للقمار..؟ لا...هل هو شاعر أو مجنون ...؟ لا..
هل اولادك ال21 هم اخوتي ...؟ هل نحن من اب واحد...؟
نعم انت وبقية اولادي من اب واحد ولكن مشتتون ...
ودارت الأيام على هنية ثقيلة !!!
والتقت هنية بشاب غريب اهملته أسرته منذ طفولته فنما في الغابات 

وتألم طويلاً وعلمته الطبيعة كيف يدافع عن نفسه بجسده الشاب القوي...
أحبته هنية وكان فقيراً مثلها..مشرداً مثلها ..لكنه لم يكن حائراً مثلها ...
كان يعرف جيداً اسماء آبائه وأجداده ..
وفرحت حين أكد لها انها من قبيلته الكبيرة المتفرقة البالغة 22 بطنا...
وفي أواخر يناير حملت هنيةًًً .. !!!
شهقت الجدة وكانت تنصت بغضب وذهول الى حكاية حفيدها..!!!
وصرخت ...حملت بهية بدون زواج شرعي...؟ تابع الحفيد...
وغضب الملك سليمان لأن هنية تعهدت يوم عقد القران مع الغريب بعدم الإنجاب...
وقرر الملك ان تجهض هنية ويقتل زوجها...!!!
 وأقره على رأيه وزير الميمنة ومجلس السحر في المملكة ...
لكي يستقر الحال..!!


أما وزير الميسرة فكان له رأي آخر
فتقرر اغتياله واكل لحمه وشرب دمه...
واعلنت هنية العصيان على الملك !!!
وفي يناير واعتصمت بجنينها ...
وصارت هي وزوجها يقاتلان رجال الملك الذين حاولوا عبثاً
 اختطافها وغسل دماغها ورحمها ...
ووقف إلى جانبها الأطفال والبسطاء والشعراء الجوالون في المملكة
كانت ظروف حياتها وسط الرصاص والقنابل والكلاب البوليسية التي تنقلها قاسية ..
وقد أصيبت اكثر من مرة ...وبترت يدها اليمنى واحترق شعرها الجميل ...
لكن الطفل كان يكبر في احشائها ولم يكن طفلاً عادياً ...
فقد كانت حركاته في بطنها تشبه حركات قذيفة من نار ..
لم يكن يسبح في كيسه المائي كبقية الأطفال انما كان يركض كعداء 
يسابق أعداء مجهولين ...
كأنه هارب من أولئك المتحالفين لاجهاضه ...
وكانت تحس بأن له ساقي رجل ناضج يعرف طريقه...
وفي الشهر التاسع لم تضع بهية طفلها ..وخافت خوفاً عظيماً ...
إلا أن زوجها طمأنها ...طفلك ليس عادي .
وحملك له قد يستمر تسعة شهور او تسعة أعوام ...
المهم أن لا يجهض..وهو لم يولد مرة..
بل سيولد اكثر من مرة في أكثر من مكان واحد ...
وسيولد بالذات حيث لا يتوقعون مولده ...
وهنا صحت هنية من النوم فزعتاً من هذا الحلم ...

كانت الجدة قد غرقت في نوم عميق...
وختم الصبي الحكاية ....توتة توتة لم تنته الحدوتة بعد...
لكن نهايتها اقتربت.......وترك جدته غارقة في شخيرها ...
وحمل رشاشه وجيتاره ........
... وانطلق في الليل كي يساهم في شروق الشمس ...

تعليقات

التنقل السريع