القائمة الرئيسية

الصفحات

سليمان وبلقيس اعجب واجمل قصص التاريخ1





قصة سليمان عليه السلام مع ملكة سبأ بلقيس..

سليمان وجيشه والهدهد :


في يومٍ مشرقٍ وضاحٍ جميل تصدر أوامر عليا من رأس الحكم والأمر والسلطة

 الملك النبي سليمان بن داوود عليهما السلام ولي أمر البلاد والعباد بأنه على
 الجيش التحشد والإجتماع إنه امر بالنفير والتعبئة العامة للخروج للقتال !!!
ثم ما لبث أن خرج سليمان القائد العام يتفقد جيشه ، 
ويستعرضه ويفتش عليه وكان جيشاً غريباً عجيباً فهو ليس كجيوش اليوم: 
( مشاة ودبابات وطيارات وسفن ومدافع وعربات ورشاشات ووو.) 
وليس كجيوش التاريخ (مشاة وفرسان ورماة السهام والرماح والتروس ووو.)
لقد كان جيشاً ليس له مثيلاً في التاريخ إنه خليط عظيم من البشر والجن 
والوحوش والطيور وكل أوابد الكون !!! ذو قوة لا تدانى وبأس لا يستهان به .
قال تعالى :
( وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ )..النمل: 17..

 وبينما سليمان يتفقد الصنوف ويعد الصفوف اكتشف غياب طائر الهدهد 
وتخلفه عن الوقوف مع الجيش دون سابق عذر او انذار!!!
 فغضب سليمان وقرر معاقبته ( تعذيبه أوحتى قتله) !!!
 إلا إن كان لديه عذر قوي سبب وجيه أو ظرف قاهر منعه من القدوم !!!.

الهدهد كان في جولة استطلاعية ويقدم تقريره لسيده:


ولما جاء الهدهد ووقف على مسافة غير بعيدة عن سليمان عليه السلام
وبدأ بسرد عذره وسبب غيابه عن الجيش قال تعالى :( فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ 
فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ )...النمل :22 ...

 شاهدوا كيف يخاطب هذا الهدهد أعظم ملك في الأرض !!!
بكل ثقة وثبات ووضوح ودون خوف وبلا تردد...
وقال لسليمان اعظم الملوك يومها أنا أعلم منك بقضية خبرتها بنفسي ،
فقد جئتك بأخبار مؤكدة من مدينة سبأ باليمن ...
(إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً) بلقيس (تَمْلِكُهُمْ) تحكمهم (وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ) 
أعطاها الله قوة وملكاً عظيمين وسخّر لها الله الكثير ومنها (وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ)
 كرسي الحكم ضخم جداً ومرصّع بالجواهر ولكن مع كل اسف -(شاهدوا غيرة 
هذا الطير المبارك على الدين والإيمان بالله والتوحيد)- قال تعالى :
(وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ) 
وهم يعبدون الشمس (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ) أضلهم الشيطان
 (فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ 
فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ) يسجدون للشمس 
ويتركون الله سبحانه وتعالى (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) 
...(من سورة النمل وتفسيرها)...


سليمان واجراءاته بعد وصف الهدهد لما رأى .. 


فتعجب سليمان من كلام الهدهد، فلم يكن شائعاً في زمانه أن تحكم المرأة البلاد،
 وتعجب أكثر من أن قوماً لديهم كل شيء ويسجدون للشمس !!!
 وتعجب أيضا من عرشها العظيم الذي وصفه الهدهد بشيء من التهويل بالعظمة!!!
وللوهلة الأولى لم يصدق الهدهد ولم يكذبه إنما سيختبره ويتأكد من الخبر .
قال تعالى على لسان سليمان : (قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ) 
وهذا منتهى العدل والحكمة والفطنة والحنكة في الحكم .
 ثم كتب كتاباً بيده موجهاً إلى بلقيس ملكة سبأ وأعطاه للهدهد 
ليوصله إليها ولقومها وقال له: قال تعالى على لسان سليمان :
(اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ) 
ألق عليهم كتابنا وانظر وانتظر منهم ما ردهم وما مدى استجابتهم 

الملكة بلقيس وكتاب سليمان التهديدي ...


فرمى الكتاب عليهم ووقف في مكان قريب بحيث يستطيع سماع ردهم على الكتاب.
وصل كتاب سليمان الملكة بلقيس فقرأته وعلمت فحواه ومقصده ،
 فجمعت مجلس المستشارين الذي يساعدها على الحكم وبدأت تقرأ على رؤساء قومها ووزرائها رسالة سليمان..قال الله تعالى واصفاً الجلسة الإستشارية:
قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ
 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31)(النمل:29-31)
هذا هو نص خطاب الملك سليمان لملكة سبأ..
إنه يأمر في خطابه أن يأتوه مسلمين هكذا مباشرة..
 إنه يتجاوز أمر عبادتهم للشمس.. 
ولا يناقشهم في فساد عقيدتهم ولا يحاول إقناعهم بشيء.. 
إنما يأمر فحسب أليس مؤيداً بقوة تسند الحق الذي يؤمن به..؟
 لا عليه إذاً أن يأمرهم بالتسليم..
كان هذا كله واضحا من لهجة الخطاب القصيرة المتعالية المهذبة في نفس الوقت..
طرحت الملكة على رؤساء قومها الرسالة.وكانت عاقلة تشاورهم في جميع الأمور:
 (قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ).
كان رد فعل الملأ وهم رؤساء قومها التحدي ..
 أثارت الرسالة بلهجتها المتعالية المهذبة غرور القوم ، وإحساسهم بالقوة ،
 أدركوا أن هناك من يتحداهم ويلوح لهم بالحرب والهزيمة 
ويطالبهم بقبول شروطه قبل وقوع الحرب والهزيمة 
(قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ).
أراد رؤساء قومها أن يقولوا : نحن على استعداد للحرب.. 

رأي وقرار الملكة بلقيس ... 


ويبدو أن الملكة كانت أكثر حكمة من رؤساء قومها.. 
فإن رسالة سليمان أثارت تفكيرها أكثر مما استنفرتها للحرب ..
فكرت الملكة طويلا في رسالة سليمان كان اسمه مجهولاً لديها ،
 لم تسمع به من قبل ، وبالتالي كانت تجهل كل شيء عن قوته ، 
ربما يكون قوياً إلى الحد الذي يستطيع فيه غزو مملكتها وهزيمتها .
ونظرت الملكة حولها فرأت تقدم شعبها وثراءه ، 
وخشيت على هذا الثراء والتقدم من الغزو .. 
ورجحت الحكمة في نفسها على التهور ، وقررت أن تلجأ إلى اللين ،
 وترسل إليه بهدية.. وقدرت في نفسها أنه ربما يكون طامعاً !!!
فقد يكون سمع عن ثراء المملكة العظيم وخيراتها الوافرة،
 فحدثت نفسها بأن تهادنه وتشتري السلام منه بهدية .. 
قدرت في نفسها أيضا إن إرسالها بهدية إليه سيمكن رسلها الذين يحملون الهدية
 من دخول مملكته وإذا سيكون رسلها عيوناً في مملكته..
 يرجعون بأخبار قومه وجيشه ، وفي ضوء هذه المعلومات ، 
سيكون تقدير موقفها الحقيقي منه ممكناً ..
أخفت الملكة ما يدور في نفسها ، وحدثت رؤساء قومها بأنها ترى استكشاف 
نيات الملك سليمان ، عن طريق إرسال هدية إليه ، 
انتصرت الملكة للرأي الذي يقضي بالانتظار والترقب .. 
وأقنعت رؤساء قومها بنبذ فكرة الحرب مؤقتا ، لأن الملوك إذا دخلوا قرية 
انقلبت أوضاعها وصار رؤساءها هم أكثر من فيها تعرضا للهوان والذل ..
واقتنع رؤساء قومها حين لوحت الملكة بما يتهددهم من أخطار ..
فأرسلت هدية فاخرة وقيمة لسليمان وارسلت وفدها إليه ...
فما كان رد سليمان ؟ وكيف آلت الأمور بعد الهدية ؟

نتابع بإذن الله في الجزء الثاني من اروع القصص 
هنا الجزء الثاني (سليمان وبلقيس2)...>>>
وهنا الجزء الثالث والأخير (سليمان وبلقيس3)...>>>


تعليقات

التنقل السريع