القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة رائعة : دارت الساعة عليك ووقعت كما تجبرت وتكبرت


قصة وعبرة وموعظة بليغة ...

المتكبر وانتقام الله الكبير المتعال ...



"اذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك "
هذه الحكمة والدرة الفاخرة من درر كلام امير المؤمنين

 علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه

القصة الرائعة ...
 بينما كان رجل من عليّة القوم كما يصنفه الناس 
فيه شيءٌ من شوفة الحال والتكبر والتعالي على الخلق
يطوف في السوق عليه من حسن الهيئة والزهو ما لا يعلمه إلا الله،
إذ مرت به إمرأة من عوام الناس وفقرائهم تتززق الله ببيع السمن البلدي الذي تجنيه من دوابها التي ترعاها وتصنعه بيدها
إذ استوقفها صاحبنا الرجل الكبير وقال لها ماذا تبيعين يا امرأة ؟
فقالت : أبيع سمناً بلدياً يا سيدي .
فقال لها : أرني ما لديك يا أمرأة ولا تكثري علي في الكلام !!!
ولما همت المرأة أن تنزل دلو السمن من فوق رأسها أراقت منه بعض السمن فوقع على ثياب الرجل بغير قصدٍ ،
فاستشاط غضب الرجل السفيه وثار على المرأة المسكينة 

وعنفها بشدة...
وقال لها جاداً : لن أبرح الأرض ( اغادر مكاني ) 
حتى تعطيني ثمن الثوب الذي افسدته ،
فأخذت المرأة تستعطفه وتقول له : خلِّ عني يا سيدي
 فأنا إمرأة مسكينة وفقيرة ...
فقال لها مرة اخرى: لن أبرح الأرض حتى تعطيني ثمن الثوب .
فسألته وهي تبكي : وكم تريد ثمن الثوب ؟
فقال السفيه بحنق وتشفي : اريد ألف درهماً ثمناً لثوبي !!! ،
فقالت له المسكينة المستضعفة : اتق الله يارجل - أنا إمرأة فقيرة فأنى لي بألف درهم ؟؟؟!!!
قال لها ساخراً : لا شأن لي اعطني حقي ولا تكثري الكلام !!!،
فقالت له الفقيرة : يا رجل إرحمني ولا تهني ولا تستقوي علي !!!.
وما زاده كلامها ولا حالها إلا استكباراً وإستحماراً !!!


وفي هذه اللحظة العصيبة على المرأة المستضعفة
 تتدخل الرعاية الإلهية والرقابة الربانية نصرةً للفقيرة المسكينة
فبينما هو يتهددها ويتوعدها إذ أقبل عليهم شاب عليه الوقار
 وفيه أثر النعمة وبوجهه نور التقوى والإيمان
فقال للمرأة المستضعفة : ما شأنك يا إمة الله وما حاجتك ؟
فقصت عليه الخبر وشرحت له ما صار وجرى بينها وبين 
هذا الرجل المتكبر،
فقال لها الفتى : هوني عليك يا أختاه ، دعي الأمر لي فوالله
لأعينك وأنصرك بإذن الله ..
وتوجه الفتى للرجل السفية وقال له واثقاً :أنا ادفع ثمن الثوب ،
وأخرج على الفور من زناره كيس فيه ألف درهم ورماه للرجل 
وقال : هاك المال أيها الرجل ودع المرأة وحالها ،
فعد الرجل المتكبر المال وهم بالرحيل ، 
وهنا كانت المفاجأة الكبرى !!!
فقبل أن يبرح الرجل المكان استوقفه الفتى
وقال له : على رسلك أيها الرجل لم ينتهي عملنا ونقاشنا !!! .
فبهت السفيه وتعجب واستغرب !!! 

وقال ساخراً : وماذا تريد أيها المتحذلق ؟؟؟!!!
فقال الفتى : هل أخذت ثمن الثوب ؟ فقال : اللَّهُمَّ نعم ،
فقال له الشاب: فأين الثوب ؟ 
نريد بضاعتنا التي اشترينا ودفعنا ثمنها !!!
فقال الرجل مستعطفاً ومنكراً المعرفة بالقصد :
 لم أفهم مقصدك يا بني !!!؟؟؟
قال الفتى : قد أعطيناك ثمن الثوب كاملاً فأعطنا إياه ،
قال الرجل المتكبر بغرابة وتعجب : وأسير عارياً !!!؟؟؟
قال الشاب كما قال للمرأة آنفاً : لا شأن لي !!! 
نحن اشترينا ونريد بضاعتنا !!!
قال الرجل المتكبر : وإن لم أعطك الثوب ؟
قال: تشتريه ونبعك إياه إنا أردنا أو سلمنا إياه !!!،
قال الرجل المتكبر : تريد الألف درهم خاصتك ؟
قال الشاب : كلا ، بل نريد الثمن الذي نطلبه ؟!
فقال له الرجل المتكبر : لقد دفعت لي الف درهم ،
فقال الشاب : لا شأن لك بما دفعت .
فأنت طلبت وأنا اشتريت وانتهت الصفقة وأنا حر بمالي.
فقال له الرجل المتكبر : وكم تريد ايها التاجر الذكي ؟!
قال له الشاب وبكل ثقة : أريد ألفي درهم ثمن بضاعتي !!! ،
فصعق الرجل وقال له : 

هذا كثير جداً يا بني فلا تثقل كاهلي وارحمني !!! .
قال الشاب بلطف : إذن فأعطنا ثوبنا ولا تضيع وقتي !!!
ولا تنسى أنك لم ترحم المرأة الفقيرة المسكينة قبلاً !!!
فقال الرجل المتكبر السفيه : أتريد أن تفضحني ؟!
قال الشاب : أنت جلبت العار لنفسك 
مذ كنت تريد أن تفضح المرأة المسكينة !!!
فقال الرجل المتكبر : هذا ظلم وجور !!!.
فقال الشاب واثقاً من نفسه : الآن نتكلم عن الظلم !!!
 الآن عرفته ورأيته ؟؟؟
وأين كان بصرك وبصيرتك لما ظلمت المرأة الفقيرة المسكينة ؟؟؟
فخجل الرجل المتكبر من صنيعه كثيراً...
 ودفع المال للشاب صاغراً معترفاً بذنبه وصنيعه الآثم .
وما إن أخذ الفتى النبيل المال من الرجل 
حتى أعطاه هدية للمرأة المسكينة معتذراً إليها ....
​فأخذتها ودموعها تنهمر وتتشكر الفتى على صنيعه
 وتدعو الله له بكل الخير والتوفيق
وهنا كانت المفاجأة أن كل من كان في السوق ورأى الحادثة ونهايتها الدراماتيكية وقف وأخذ بالتصفيق والدعاء للفتى النبيل وصنيعه وفرحاً لإنتصاره للمرأة المسكينة
وبالتوبيخ والنهر للرجل المتكبر السفيه وفعلته وما آل له حاله
حيث نال الجزاء الأوفى لتكبره وغطرسته مع الفقيرة المسكينة...
ورحم الشاعر اذ يقول :
لاتظلمن إذا ما كنت مقتدراً ,,,,* فالظلم آخره يأتيك بالندم
نامت عيونك والمظلوم منتبه,,,,*يدعو عليك وعين الله لم تنم.

تعليقات

التنقل السريع