القائمة الرئيسية

الصفحات

لقمان الحكيم واسرار الوصايا ال 7 العظيمة







قصص قرآنية رائعة ...


قصة لقمان الحكيم ...


يقول الله سبحانه وتعالى:
" وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا
يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ" سورة لقمان.

ذكر أن لقمان كان رجلاً صالحاً ذو عبادة كثيرة، وحكمة عظيمة،
وقيل : أنه كان قاضياً في زمن نبي الله داود عليه السلام والله أعلم.

ويقال أنه كان من اهل سودان مصر من قرية النوبة حبشي اسود البشرة
ذو قدمين مشققتين وشعر مجعد !!!
واختلفت الاقوال عن طبيعة عمله فمنهم من يقول انه نجار او خياط 
او راعي المهم أنه كان في بداية حياته عبدًا وكانت لديه حرفة
كيف تحرر من العبودية ؟؟؟


جاء سيده يومًا بشاة وقال له : اذبح هذه الشاة وائتني بأطيب مضغتين فيها
 فذبحها واتى ( باللسان والقلب )!!!
وفي اليوم التالي قال له: يا لقمان اذبح شاة ووإتني بأخبث مضغتين فيها 
فاتاه ايضاً باللسان والقلب )!!!
فقال له: كيف ذلك يا لقمان!!!؟؟؟
طلبت منك اطيب ما فيها فاتيتني باللسان والقلب!!!
ثم طلبت منك اخبث ما فيها فأتيتني بهما!!!
فقال لقمان: ليس شئ أطيب منهما اذا طابا !!!
ولا شئ أخبث منهما اذا خَبُثا !!! سبحان الله ...
بعد هذه الحادثة اعتقه سيده وأعطاه حريته ...


افعاله وصفاته:

كان لقمان رجلاً طويل التفكر عميق النظر لم ينم نهاراً قط !!!
ولم يره أحد يبزق ، ولا يتنحنح ، ولا يبول ولا يتغوط ولا يغتسل ،
 ولا يعبث ، ولا يضحك !!!
وكل ذلك كان يفعله بمعزل عن الأعين وبسترٍ( لا يفعله أمام الناس) ،
وكان لا يعيد منطقاً نطقه إلا أن يقول حكمةً يستعيدها
وكان قد تزوج وولد له أولاد ، فماتوا فلم يبك عليهم
وكان يغشى السلطان ، ويأتي الحكام لينظر ويتفكر ويعتبر ،
فبذلك أوتي ما أوتي من علم وحكمة ...
ومن الناس من يزعم أنه عُرضت عليه النبوة فخاف أن لا يقوم بأعبائها !!!
فاختار الحكمة لأنها أسهل عليه والله أعلم.
والمشهور أنه كان حكيماً ولياً ولم يكن نبياً ...
وقد ذكره الله تعالى في القرآن فأثنى عليه.قال تعالى :
" وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا
يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ" سورة لقمان.

جواهر قصة لقمان الحكيم ...

ومما أثر من قصة لقمان أنها تشتمل على العديد من الحكم ، والمواعظ ، 
والوصايا النافعة الجامعة للخير المانعة من الشر.
وأعظمها التي سنتلوها عليكم الآن :

الحكم السبعة العظيمة ...



أولاً ـ لا تشرك بالله
 أن لقمان وعظ ولده الذي هو أحب الخلق إليه ،
وهو أشفق الناس عليه فقال له قال تعالى :
( يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ )لقمان :13.

فنهاه عنه وحذره منه لأن الله لا يغفر أن يشرك به.
ثانياً ـ لا تظلم .
نهى لقمان ولده عن ظلم الناس ولو بالشيء اليسير
فإن الله يسأل عنه ويحاسب عليه.
وأخبره أن هذا الظلم لو كان في الصغر كالخردلة وكان في جوف صخرة صماء
 لا باب لها ، أو لو كانت ساقطة في شيء من ظلمات الأرض أو في السماوات
على اتساعهما وامتداد أرجائهما.
لعلم الله مكانها فلا يخفى عليه الذر مما تراءى للعيون أو توارى عنها. 
كما قال تعالى :
( وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ
وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) الأنعام: 59.

ثالثاً ـ اقم الصلاة .
أمر لقمان ابنه بالصلاة فقال له
قال تعالى: ( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ) لقمان :17.
أي أدها بجميع واجباتها من حدودها وأوقاتها وركوعها وسجودها وطمأنينتها
 وخشوعها وما شرع فيها واجتنب ما نهي عنه فيها لأن الصلاة هي 
عماد الصلة بالله فمن أقامها فقد أقام الدين ووصل ربه.
رابعاً ـ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
أمر لقمان ابنه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر،
فقال له قال تعالى : (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ
وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُور) لقمان :17.

ثم أمره بالصبر وذلك أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر
لابد أن يعادى وينال منه من قبل الناس ويؤذى ويعادى
ولهذا أمره بالصبرعلى ذلك ومعلوم أن عاقبة الصبر عظيمة.
خامساً ـ لا تتكبر .
أمر لقمان ابنه بعدم التكبر على الناس وأن لا يصرف وجهه عن الناس
 حال كلامه لهم وكلامهم له على وجه التكبر عليهم والازدراء لهم.
 قال تعالى : ( وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ ) لقمان :18.
سادساً ـ تواضع لله وللناس.



نهى لقمان ابنه عن التبختر في المشية على وجه العظمة
 والكبر والفخر على الناس كما قال تعالى :
( وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ
وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا) لقمان :18.

ولما نهاه عن الاختيال في المشي أمره بالقصد فيه
فإنه لابد له أن يمشي فنهاه عن الشر ، وأمره بالخير
فقال له قال تعالى : ( وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ ) لقمان:19.
أي لا تبتاطىء مفرطاً ولا تسرع إسراعاً موحشاً ولكن بين ذلك.
سابعاً ـ اخفض صوتك .
أمر لقمان ابنه بأن يغض من صوته فقال له :
قال تعالى : ( وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ ) لقمان :19.
أي إذا تكلمت لا تتكلف برفع صوتك كثيراً ،
فإن أعلى الأصوات ، وأنكرها صوت الحمير.
وقد ثبت الأمر بالاستعاذة عند سماع صوت الحمير بالليل
فإنها تكون قد رأت شيطاناً ولهذا نهينا عن رفع الصوت
حيث لا حاجة إليه ولا سيما عند العطاس فيستحب خفض الصوت وتخمير الوجه. 
هذه ثُلة عظيمة من النصائح التي أمر لقمان ابنه أن يفعلها وثبتها ربنا سبحانه
 وتعالى في كتابه الكريم القرآن
والتي ينبغي على كل مؤمن ومسلم أن يفعلها وينتهجها ويتحلى بها 
فهي من أكمل مكارم الأخلاق ومن أعظم آداب الدين والتدين .

تعليقات

التنقل السريع