كان الحجاج بن يوسف كثير السفر والتنقل وكذا كان محباً للصيد والبراري
ومما اشتهر به الحجاج البطش والترهيب والظلم في أحيان كثيرة فتجنبه الناس
وابتعد عنه كل صاحب ذوق وإحساس خشية الهلاك أو الإفلاس ..
فأكثر من وقع بيد الحجاج لم يفلت منه إلا ميتاً أوسجيناً إلا قليلاً ممن خرج
من بين يديه بإعجوبة أو بمكر وحيلة محكمة أو بتميز وإبداع قل نظيره
فتصبح هذه المواقف قصص ورويات
وكثير منها تصبح حكماً وأمثال وتؤخذ منها العبر والمواعظ
ويستقرى منها الخطط والفوائد ويعلم منها الفطن والذكاء الخارق ...
الحجاج والفتى صاحب الكلاب ...
مما يروي من أخبار الحجاج ابن يوسف ...
أنه ذات يوم للصيّد فرأى بضع كلابٍ إلى جانب صبي صغير السن
أنه ذات يوم للصيّد فرأى بضع كلابٍ إلى جانب صبي صغير السن
عمره نحو عشر سنوات شعره طويل وله ذوائب.
فقال له الحجاج : ماذا تفعل هنا أيها الغلام؟
فرفع الصبي طرفه إليه وقال له: يا حامل الأخبار لقد نظرت إلىّ بعين الاحتقار
فقال له الحجاج : ماذا تفعل هنا أيها الغلام؟
فرفع الصبي طرفه إليه وقال له: يا حامل الأخبار لقد نظرت إلىّ بعين الاحتقار
وكلمتني بالافتخار وكلامك كلام جبار وعقلك عقل حمار !!!.
فقال الحجاج له : أما عرفتني يا فتى ؟
فقال الحجاج له : أما عرفتني يا فتى ؟
فقال الغلام: عرفتك بسواد وجهك لأنك أتيت بالكلام قبل السلام .
فقال الحجاج: ويلك أنا الحجاج بن يوسف .
فقال الغلام: لا قرّب الله مني دارك ولا مزارك فما أكثر كلامك وأقل إكرامك.
فقال الغلام: لا قرّب الله مني دارك ولا مزارك فما أكثر كلامك وأقل إكرامك.
فما أتم الصبي كلامه إلا والجنود قد حلّقت عليه من كل جانب
فأمرهم الحجاج أن يحملوه إلى قصره.
فجلس الحجاج في مجلسه والناس حوله جالسون ومن هيبته مطرقون
فجلس الحجاج في مجلسه والناس حوله جالسون ومن هيبته مطرقون
وهو بينهم كالأسد تتطاير من عيونه الشرر، ثم طلب إحضار الغلام،
فلما مثل بين يديه، رفع الغلام رأسه وأدار نظره فرأى بناء القصر عاليا،ً
فلما مثل بين يديه، رفع الغلام رأسه وأدار نظره فرأى بناء القصر عاليا،ً
ومزينًا بالنقوش والفسيفساء وهو في غاية الإبداع والإتقان والجمال .
فقال الغلام: أتبنون بكل ريعٍ آيةً تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون
فقال الغلام: أتبنون بكل ريعٍ آيةً تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون
وإذا بطشتم بطشتم جبارين ...؟؟؟
فاستوى الحجاج جالساً وكان متكئاً وقال : هل حفظت القرآن ؟
فاستوى الحجاج جالساً وكان متكئاً وقال : هل حفظت القرآن ؟
فقال الغلام: هل القرآن هارب مني حتى أحفظه. ؟؟؟
فسأله الحجاج: هل جمعت القرآن ؟
فقال الغلام: وهل هو متفرق حتى أجمعه ؟؟؟
فقال له الحجاج: أما فهمت سؤالي ...؟؟؟
فأجابه الغلام: ينبغي لك أن تقول هل قرأت القرآن وفهمت ما فيه...!!!
فقال الحجاج: إذاً أخبرني عمّن خُلِقَ من الهواء؟ ومن حُفِظَ بالهواء؟
ومن هَلِكَ بالهواء؟
فقال الغلام: الذي خُلِقَ من الهواء عيسى عليه السلام ،
فقال الغلام: الذي خُلِقَ من الهواء عيسى عليه السلام ،
والذي حُفِظ َبالهواء سليمان بن داود عليهما السلام ،
وأما الذي هَلَكَ بالهواء فهم قوم هود.
فقال الحجاج: فأخبرني عمن خُلِقَ من الخشب؟ والذي حُفظ بالخشب؟
فقال الحجاج: فأخبرني عمن خُلِقَ من الخشب؟ والذي حُفظ بالخشب؟
والذي هلك بالخشب؟
فقال الغلام: الذي خُلِقَ من الخشب هي الحية خُلِقت من عصا موسى ،
فقال الغلام: الذي خُلِقَ من الخشب هي الحية خُلِقت من عصا موسى ،
والذي حفظ بالخشب نوح عليه السلام، والذي هلك بالخشب زكريا عليه السلام.
فقال الحجاج: فأخبرني عمن خُلق من الماء؟ ومن نجا من الماء؟ ومن هلك بالماء؟
فقال الغلام: الذي خُلق من الماء فهو أبونا آدم عليه السلام ، والذي نجا من الماء موسى عليه السلام، والذي هلك بالماء فرعون.
فقال الحجاج: فأخبرني عمن خُلق من النار؟ ومن حُفظ من النار؟
فقال الغلام: الذي خُلق من النار إبليس، والذي نجا من النار إبراهيم عليه السلام.
فقال الحجاج: فأخبرني عمن خُلق من الماء؟ ومن نجا من الماء؟ ومن هلك بالماء؟
فقال الغلام: الذي خُلق من الماء فهو أبونا آدم عليه السلام ، والذي نجا من الماء موسى عليه السلام، والذي هلك بالماء فرعون.
فقال الحجاج: فأخبرني عمن خُلق من النار؟ ومن حُفظ من النار؟
فقال الغلام: الذي خُلق من النار إبليس، والذي نجا من النار إبراهيم عليه السلام.
فقال الحجاج:
فأخبرني عن العقل؟ والإيمان؟ والحياء؟ والسخاء؟ والشجاعة؟ والكرم؟ والشهوة؟
فقال الغلام: إن الله قسم العقل عشرة أقسام جعل تسعة في الرجال وواحداً في النساء.
والإيمان عشرة تسعة في اليمن والشام وواحداً في بقية الدنيا،
والحياء عشرة تسعة في النساء وواحداً في الرجال،
والسخاء عشرة تسعة في الرجال وواحداً في النساء،
والشجاعة والكرم عشرة تسعة في العرب وواحداً في بقية العالم،
والشهوة عشرة أقسام تسعة في النساء وواحداً في الرجال.
فقال الحجاج: فأخبرني عن أقرب شيء إليك؟ فقال الغلام: الآخرة.
ثم قال الحجاج: سبحان الله يأتي الحكمة من يشاء من عباده
فقال الغلام: إن الله قسم العقل عشرة أقسام جعل تسعة في الرجال وواحداً في النساء.
والإيمان عشرة تسعة في اليمن والشام وواحداً في بقية الدنيا،
والحياء عشرة تسعة في النساء وواحداً في الرجال،
والسخاء عشرة تسعة في الرجال وواحداً في النساء،
والشجاعة والكرم عشرة تسعة في العرب وواحداً في بقية العالم،
والشهوة عشرة أقسام تسعة في النساء وواحداً في الرجال.
فقال الحجاج: فأخبرني عن أقرب شيء إليك؟ فقال الغلام: الآخرة.
ثم قال الحجاج: سبحان الله يأتي الحكمة من يشاء من عباده
ما رأيت صبياً أتاه الله العلم والعقل والذكاء مثل هذا الغلام.
ثم قال الحجاج: فأخبرني عن النساء؟
فقال الغلام: أتسألني عن النساء وأنا الصغير الذي لم يطـّلع بعد
فقال الغلام: أتسألني عن النساء وأنا الصغير الذي لم يطـّلع بعد
على أحوالهن ورغائبهن ومعاشرتهن ..؟؟؟!!!
ولكن بما أنك سألتني فسأذكر لك المشهور من أمورهن ...
فبنت العشر سنين من الحور العين،
فبنت العشر سنين من الحور العين،
وبنت العشرين نزهة للناظرين، وبنت الثلاثين جنة نعيم،
وبنت الأربعين شحم ولين، وبنت الخمسين بنات وبنين،
وبنت الستين ما بها فائدة للسائلين.
فقال الحجاج: أحسنت يا غلام وأجملت وقد غمرتنا ببحر علمك،
فقال الحجاج: أحسنت يا غلام وأجملت وقد غمرتنا ببحر علمك،
فوجب علينا إكرامك ثم أمر له بألف دينار وكسوة حسنة وجارية وسيف وفرس.
وقال الحجاج في نفسه: إن أخذ الفرس نجا، وإن أخذ غيرها قتلته.
فلما قدمها له قال الحجاج: خذ ما تريد يا غلام ...
وقال الحجاج في نفسه: إن أخذ الفرس نجا، وإن أخذ غيرها قتلته.
فلما قدمها له قال الحجاج: خذ ما تريد يا غلام ...
فقال الغلام: إن كنت تخيرني فإنني أختار الفرس،
أما إن كنت ابن حلال فستعطيني الجميع.
فقال الحجاج: خذهم لا بارك الله لك فيهم.
فقال الحجاج: خذهم لا بارك الله لك فيهم.
فقال الغلام: قبلتهم لا أخلف الله عليك غيرهم ولا جمعني بك مرة أخرى.
وخرج الغلام من بين يدي الحجاج سالماً غانماً؛
وخرج الغلام من بين يدي الحجاج سالماً غانماً؛
بفضل ذكائه وفهمه ومعرفته وحسن إطلاعه...
منقول بتصرف ...
تعليقات
إرسال تعليق