إنما المؤمنون إخوة !!!!
حقوق المسلمين بعضهم على بعض ...
لقد أمر الإسلام المسلمين بحقوق يلزموها فيما بينهم , ويقوم بها المسلم
تجاه إخوانه سواء عرفهم أم لم يعرفهم , مثل السلام , وتقديم العون ,
وتقديم النصح , والإرشاد له ,
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله ﷺ:
" حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام وعيادة المريض
وإتباع الجنائز وإجابة الدعوة وتشميت العاطس " رواه البخاري ...
وهذه الحقوق التي بيّنها المصطفىﷺ تهدف إلى بناء مجتمع متماسك موحد, يحرص فيه الفرد على سعادة غيره مثل حرصه على سعادته,
ويتمنى فيه الخير لإخوانه كما يتمناه لنفسه ,
قال ﷺ :( لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )
ولعلّ الخطوة التي قام عليها بناء المجتمع الإسلامي المتماسك ,
إنما هي الأخوة الإيمانية والمحبة والإيثار , والأخوة بدورها ,
ليست شعاراً بلا مضمون , بل هي علم ٌ وحال وعمل ,
حقيقة وسلوك ,طاقة ترعاها العناية الإلهية وتقوي أواصرها ,
وتمكَّن جذورها لدرجة تصبح عندها , أقوى من قوة النسب
قال تعالى : ( إنما المؤمنون أخوة )
فليس بمجتمع مسلم ذلك الذي تختفي فيه أخلاق المؤمنين،
لتبرز أخلاق الفجار.
ليس بمجتمع مسلم ذلك الذي لا يوقر فيه الكبير،
ولا يرحم فيه الصغير، ولا يعرف لذي فضلٍ فضله.
ليس بمجتمع مسلم ذلك الذي يُظلم فيه المحق، ويُحابَى فيه المبطل .
ليس بمجتمع مسلم ذلك الذي لا يكاد الناس يتكلمون فيه أو يعملون
أو يتصرفون إلا رياءً ونفاقًا.
ليس بمجتمع مسلم ذلك المجتمع الذي تسوده أخلاق المنافقين:
من كل من حدث فكذب ، ووعد فأخلف ، وائتمن فخان،
وعاهد فغدر، وخاصم ففجر .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبيﷺ أنه قال :
(المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه
كان الله في حاجته ومن فرّج عن مسلم كربه, فرّج الله عنه كربه من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلماً سـتره الله يوم القيامة )
متفق عليه
فالمسلم لا يظلم أخاه و لا يُسْلمُه إلى عدو غاشم يتملك أمره ,
فيبطش به , بل ينصره إن استنصره , و يقرضه إن استقرضه ,
و يعوده إن مرض ويحفظه إذا غاب , وليس ذلك فحسب ,
بل يشاطره أفراحه و أتراحه ,
فإذا ما أصابه خيرٌ هنأه وإذا ما أصابته مصيبة واساه,
وإذا ما بدرت منه هفوة أو زلة , بادر إلى نصحه بالرفق واللين ,
إن حركة الناس تشبه إلى حد كبير الأخطاء التي يرتكبونها ,
لأن الذين لايخطؤن هم الأموات لأنهم لايتحركون ,
قال رسول اللهﷺ:
( كل ابن خطّاء وخير الخطائين التوابين )
أخرجه الترمذي
إن خصوصية العلاقة الأخوية الإيمانية بين المسلمين
لا ترقى بأية حال من الأحوال
إلى التعالي على الآخرين أو إلى التعصب البغيض !!!
بل هي أنموذج أمثل للتعامل الإنساني تجسيداً لقوله تعالى:
( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف
وتنهون عن المنكر و تؤمنون بالله)[ آل عمران /110 ]...
ولهذا فإن النبيﷺ يربط اكتمال الإيمان بالمحبة والإيثار وإنكار الذات وبذل الجهد في سبيل الرقي بالمشاعر الإنسانية إلى درجة يرغب فيها الفرد لأخيه ما يرغب لنفسه, ويتمنى له ما يتمنى لنفسه.
عن أنس رضي الله عنه أن النبيﷺ قال :
" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه "
رواه البخاري ومسلم ...
كما خط رسول الله ﷺ خطوطاً حمراء ...
لا يحق لمسلم أن يتجاوزها بشكل من الأشكال ,
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال :
" كل المسلم على المسلم حرام دمه و ماله وعرضه "
متفق عليه..
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما , قالﷺ:
" المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً " البخاري ...
وقد نهى النبيﷺ عن سـب المسلم وقتله بغير حق ...
عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول اللهﷺ قال:
" سب المسلم فسوق وقتاله كفر "متفق عليه ...
وحث المسلم أن يتعاون مع أخيه على الخير مادياً كان أو معنوياً
ومن ذلك إغاثة المكروب , ومساعدة المحتاج , وإعطاء المعوزين ,
والأخذ بيد الغارمين و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ,
و العمل من أجل التنمية مع الجماعة مصداقاً لقوله تعالى:
( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب
ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين
وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء
وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون ) [البقرة:177]
إنه تعاون ينتهي إلى تماسك النسيج الاجتماعي كي تتظافر فيه الجهود وتتساند فيه السواعد وتتآلف من خلاله القلوب وتتحابب
وتتماسك الأمة به وتقوى وتتكافل وليس ذلك أثراً لنظريات
أو فلسفات بل هو أثر العقيدة الحرة حينما تحتل القلوب.
تعليقات
إرسال تعليق