تابع ...
رسالة للأزواج ...
الرجل الحادي عشر:
ذاك المُقَتِّر الشحيح على أهل بيته في الإنفاق،
الذي وسَّع الله عليه في الرزق وقصر الإنفاق على زوجته.
نقول لقد ذمّ الله البخل والشح فقال تعالى:
(.. وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
وكان عبد الرحمن بن عوف وهو يطوف بالبيت يقول:
"رب قني شح نفسي رب قني شح نفسي".
فقيل له في ذلك، فقال:
" إذا وقيت شح نفسي فقد وقيت البخل والظلم والقطيعة".أو كما قال.
يقول الشنقيطي في "أضواء البيان":
" ومجيء الحسن على القرض الحسن هنا
بعد قضية الزوجية والأولاد وتوقي الشح ـ
وهو يعني الآيات (يا أيها الذين ءامنوا ان من ازوجكم واولدكم عدوا لكم فاحذروهم
وان تعفوا وتصفحوا وتغفروا فان الله غفور رحيم(14)
انما اموالكم واولادكم فتنة والله عنده اجر عظيم(15)
فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا واطيعوا وانفقوا خيرا لانفسكم
ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون(16)
ان تقرضوا الله قرضا حسنا يضعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم(17)
سورة التغابن آية 13 ـ 17 ـ:
يشعر بأن الإنفاق على الأولاد والزوجة
إنما هو من باب القرض الحسن مع الله كما في قوله تعالى:
( يَسْألُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَآ أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالاٌّ قْرَبِينَ)
وأقرب الأقربين بعد الوالدين هم الأولاد والزوجة،
وفي الحديث في الحث على الإنفاق
( حتى اللقمة يضعها الرجل في فيّ امرأته)".
وكان من صفاته و أخلاقه أنه جميل العشرة لنسائة
يتلطف بهمن ويوسعهن نفقته.
وفي الحديث عند مسلم وغيره،
قال رسول الله أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله
ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله
ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله قال أبو قلابة وبدأ بالعيال.
قلت: لأنه لا يختار لأمته إلا الأفضل.
الرجل الثاني عشر:
الذي يأتي أهله كالبهيمة يتغَشَّها من غير مقدمات للجماع.
يقول الحسين بن علي رضي الله عنه:
"من الجفاء أن يجامع أهله لا يلاعبها قبل الجماع".
ويقول ابن القيم في "الزاد": "ومما ينبغي تقديمُه على الجماع؛
ملاعبةُ المرأة، وتقبيلها، ومص لسانها، وكان رسول الله يُلاعب أهلَه،
ويقبلها، وروى أبو داود في "سننه" أنه كان يقبل عائشة، ويمُصُّ لِسانَها.
ويُذكر عن جابر بن عبد الله قال: نهى رسول الله عن المواقعة قبل الملاعبة".
قلت: حديث "مصّ اللسان" ضعفه الألباني.
وحديث جابر ـ النهي ـ: لا يصح.
ولكن لا يعني أن ذلك ممنوع شرعاً، بل هو من الاستمتاع المباح؛
ما لم يأتِ النهي عن ذلك.
الرجل الثالث عشر:
الذي يقْدُم من السفر على أهله ليلاً بغتةً من غير أن يشعرهم بقدومه.
لأن ذلك الفعل لا تستحبه الزوجة، فهي تحب أن تستقبل زوجها
في أحس حالٍ وأجمل منظر وفي أبها حلة مما يبعث
المحبة والشوق منه إليها، ولا تريد أن يرى منها زوجها ما تستعف نفسه منها.
وقد راع ذلك الشارع الحكيم قالﷺ:
( إذا قَدِمَ أحدُكم ليلاً؛ فلا يأتينَّ أهلَه طُرُوقاً،
حتى تستحد المُغِيبَةُ، وتمشط الشَّعِثَة).
وهذه من الحقوق المهجورة تجاه الزوجة.
يقول الألباني رحمه الله في "الصحيحة": في هذا الحديث أدب رفيع،
أخل به جماهير الأزواج- إلا ما شاء الله- ؛ فهم يباغتون زوجاتهم
إذا رجعوا من سفرهم ليلاً، دون أي إخبار سابق،
فعليهم أن يتأدبوا بهذا الأدب الرفيع؛ بأن يخبروا زوجاتهم
بمجيئهم ليلاً بعد العشاء بواسطة ما؛ كشخص يسبقهم إلى البلد،
أو بالهاتف، والله ولي التوفيق.
قال الصنعاني: في ـ هذا الحديث ـ دليل على أنه يحسن التأني للقادم على أهله حتى يشعروا بقدومه قبل وصوله بزمان يتسع لما ذكر، من تحسين هيئات من غاب عنهن أزواجهن؛ من الامتشاط، وإزالة الشعر بالموسى مثلاً من المحلات التي يحسن إزالته منها، وذلك لئلا يهجم على أهله وهم في هيئة غير مناسبة، فينفر الزوج عنهن، والمراد إذا سافر سفراً يطيل فيه الغيبة، كما دل له قوله ﷺ في رواية البخاري:
( إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرق أهله ليلاً ).
فعلى الزوج أن يخبر زوجته بقدومه بالوسائل المتاحة، كي تتأهب له وتتزين.
الرجل الرابع عشر:
ذلك الرجل الذي تتزيَّن له زوجته في خلوتهما
بما ترى أنها تَقرُ عين زوجها به من زينة وحسن منظر
ـ سواء ملابس نوم بجميع أنواعها وأشكالها، أو مكياج ـ،
فتُفاجأ الزوجة برفض ذلك من زوجها؛
بل ويصفها بأنها كصويحبات اللهو الساقطات
ـ اللاتي يشاهدها في الشاشات، أو قد يكون شاهدها من قبل
إن كان اليوم هو من المستقيمين ـ.
فالواجب عليك أيها الزوج الكريم أن تستمتع بزوجتك الصالحة
والتي تريد أن تملئ عينيك كي لا تحتاج إلى أن تنظر إلى الحرام بحسرة.
وقد كن نساء السلف يفعلن ذلك، بل ونساء النبيﷺ فعلنه ـ أعني التزين ـ،
فهذه عائشة أم المؤمنين الصّديقة بنت الصديق رضي الله عن أبيها وعنها؛
تقص قصتها مع الزينة فتقول: "دخل علي رسول اللهﷺ
فرأى في يدي فتخات من ورق، فقالﷺ: (ما هذا يا عائشة؟)،
فقلت: صنعتهن أتزين لك يا رسول الله".
أخي الكريم ! إنْ كان هناك ما تكرهه على زوجتك أو تلاحظ عليها شيئاً؛
فوجهها بالحسنى ولا تُعنف، ولك في رسول الله ﷺ أسوة حسنة.
فخاتمة الحديث السابق فيه التوجيه من الرسولﷺ،
فتقول عائشة رضي الله عنها: "قال ـ رسول اللهﷺ: (أتؤدين زكاتهن)،
قلت: لا، أو ما شاء الله. قالﷺ: (هو حسبك من النار)".
فرويدكم أيها الرجال بالقوارير، وتأدبوا بالأدب النبوي تفلحوا وتسعدوا.
الرجل الخامس عشر :
يتبع ...
رسالة للأزواج ...
الرجل الحادي عشر:
ذاك المُقَتِّر الشحيح على أهل بيته في الإنفاق،
الذي وسَّع الله عليه في الرزق وقصر الإنفاق على زوجته.
نقول لقد ذمّ الله البخل والشح فقال تعالى:
(.. وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
وكان عبد الرحمن بن عوف وهو يطوف بالبيت يقول:
"رب قني شح نفسي رب قني شح نفسي".
فقيل له في ذلك، فقال:
" إذا وقيت شح نفسي فقد وقيت البخل والظلم والقطيعة".أو كما قال.
يقول الشنقيطي في "أضواء البيان":
" ومجيء الحسن على القرض الحسن هنا
بعد قضية الزوجية والأولاد وتوقي الشح ـ
وهو يعني الآيات (يا أيها الذين ءامنوا ان من ازوجكم واولدكم عدوا لكم فاحذروهم
وان تعفوا وتصفحوا وتغفروا فان الله غفور رحيم(14)
انما اموالكم واولادكم فتنة والله عنده اجر عظيم(15)
فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا واطيعوا وانفقوا خيرا لانفسكم
ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون(16)
ان تقرضوا الله قرضا حسنا يضعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم(17)
سورة التغابن آية 13 ـ 17 ـ:
يشعر بأن الإنفاق على الأولاد والزوجة
إنما هو من باب القرض الحسن مع الله كما في قوله تعالى:
( يَسْألُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَآ أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالاٌّ قْرَبِينَ)
وأقرب الأقربين بعد الوالدين هم الأولاد والزوجة،
وفي الحديث في الحث على الإنفاق
( حتى اللقمة يضعها الرجل في فيّ امرأته)".
وكان من صفاته و أخلاقه أنه جميل العشرة لنسائة
يتلطف بهمن ويوسعهن نفقته.
وفي الحديث عند مسلم وغيره،
قال رسول الله أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله
ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله
ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله قال أبو قلابة وبدأ بالعيال.
قلت: لأنه لا يختار لأمته إلا الأفضل.
الرجل الثاني عشر:
الذي يأتي أهله كالبهيمة يتغَشَّها من غير مقدمات للجماع.
يقول الحسين بن علي رضي الله عنه:
"من الجفاء أن يجامع أهله لا يلاعبها قبل الجماع".
ويقول ابن القيم في "الزاد": "ومما ينبغي تقديمُه على الجماع؛
ملاعبةُ المرأة، وتقبيلها، ومص لسانها، وكان رسول الله يُلاعب أهلَه،
ويقبلها، وروى أبو داود في "سننه" أنه كان يقبل عائشة، ويمُصُّ لِسانَها.
ويُذكر عن جابر بن عبد الله قال: نهى رسول الله عن المواقعة قبل الملاعبة".
قلت: حديث "مصّ اللسان" ضعفه الألباني.
وحديث جابر ـ النهي ـ: لا يصح.
ولكن لا يعني أن ذلك ممنوع شرعاً، بل هو من الاستمتاع المباح؛
ما لم يأتِ النهي عن ذلك.
الرجل الثالث عشر:
الذي يقْدُم من السفر على أهله ليلاً بغتةً من غير أن يشعرهم بقدومه.
لأن ذلك الفعل لا تستحبه الزوجة، فهي تحب أن تستقبل زوجها
في أحس حالٍ وأجمل منظر وفي أبها حلة مما يبعث
المحبة والشوق منه إليها، ولا تريد أن يرى منها زوجها ما تستعف نفسه منها.
وقد راع ذلك الشارع الحكيم قالﷺ:
( إذا قَدِمَ أحدُكم ليلاً؛ فلا يأتينَّ أهلَه طُرُوقاً،
حتى تستحد المُغِيبَةُ، وتمشط الشَّعِثَة).
وهذه من الحقوق المهجورة تجاه الزوجة.
يقول الألباني رحمه الله في "الصحيحة": في هذا الحديث أدب رفيع،
أخل به جماهير الأزواج- إلا ما شاء الله- ؛ فهم يباغتون زوجاتهم
إذا رجعوا من سفرهم ليلاً، دون أي إخبار سابق،
فعليهم أن يتأدبوا بهذا الأدب الرفيع؛ بأن يخبروا زوجاتهم
بمجيئهم ليلاً بعد العشاء بواسطة ما؛ كشخص يسبقهم إلى البلد،
أو بالهاتف، والله ولي التوفيق.
قال الصنعاني: في ـ هذا الحديث ـ دليل على أنه يحسن التأني للقادم على أهله حتى يشعروا بقدومه قبل وصوله بزمان يتسع لما ذكر، من تحسين هيئات من غاب عنهن أزواجهن؛ من الامتشاط، وإزالة الشعر بالموسى مثلاً من المحلات التي يحسن إزالته منها، وذلك لئلا يهجم على أهله وهم في هيئة غير مناسبة، فينفر الزوج عنهن، والمراد إذا سافر سفراً يطيل فيه الغيبة، كما دل له قوله ﷺ في رواية البخاري:
( إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرق أهله ليلاً ).
فعلى الزوج أن يخبر زوجته بقدومه بالوسائل المتاحة، كي تتأهب له وتتزين.
الرجل الرابع عشر:
ذلك الرجل الذي تتزيَّن له زوجته في خلوتهما
بما ترى أنها تَقرُ عين زوجها به من زينة وحسن منظر
ـ سواء ملابس نوم بجميع أنواعها وأشكالها، أو مكياج ـ،
فتُفاجأ الزوجة برفض ذلك من زوجها؛
بل ويصفها بأنها كصويحبات اللهو الساقطات
ـ اللاتي يشاهدها في الشاشات، أو قد يكون شاهدها من قبل
إن كان اليوم هو من المستقيمين ـ.
فالواجب عليك أيها الزوج الكريم أن تستمتع بزوجتك الصالحة
والتي تريد أن تملئ عينيك كي لا تحتاج إلى أن تنظر إلى الحرام بحسرة.
وقد كن نساء السلف يفعلن ذلك، بل ونساء النبيﷺ فعلنه ـ أعني التزين ـ،
فهذه عائشة أم المؤمنين الصّديقة بنت الصديق رضي الله عن أبيها وعنها؛
تقص قصتها مع الزينة فتقول: "دخل علي رسول اللهﷺ
فرأى في يدي فتخات من ورق، فقالﷺ: (ما هذا يا عائشة؟)،
فقلت: صنعتهن أتزين لك يا رسول الله".
أخي الكريم ! إنْ كان هناك ما تكرهه على زوجتك أو تلاحظ عليها شيئاً؛
فوجهها بالحسنى ولا تُعنف، ولك في رسول الله ﷺ أسوة حسنة.
فخاتمة الحديث السابق فيه التوجيه من الرسولﷺ،
فتقول عائشة رضي الله عنها: "قال ـ رسول اللهﷺ: (أتؤدين زكاتهن)،
قلت: لا، أو ما شاء الله. قالﷺ: (هو حسبك من النار)".
فرويدكم أيها الرجال بالقوارير، وتأدبوا بالأدب النبوي تفلحوا وتسعدوا.
الرجل الخامس عشر :
يتبع ...
تعليقات
إرسال تعليق