القائمة الرئيسية

الصفحات

حقوق الازواج والزوجات 4

تابع ...
رسالة للازواج ...



الرجل الخامس عشر:
الرجل الطيب النفس مع أهله بدرجة كبيرة

حتى وصل الأمر به إلى أنه ارتكب وتلبس بصفة لا يُحمد عليها،
 وهي: أنه ضعيف الشخصية في بيته وعلى زوجته بالذات،
 فـ"ترك الحبل على الغارب".
فهي التي تروح وتغدو به، وتُسيِّره على كيفها، فهو كالآلة مسير


 وليس بمخير؛ فقدَ القوامة التي ملّكه الله إياها، وانفلت الزمام منه،
 وأسند الأمر غير أهله، فأصبحت الزوجة هي الآمرة
 والناهية في البيت على الأولاد وعلى الزوج،
فلما حصل ذلك ماذا عسى أن يكون حال الأسرة ؟!!
لا شك ـ في الغالب ـ أنها ستتردى العلاقة؛

حيث أنه سيطالب باسترجاع ما فقده من القوامة والقيادة،
 وفي المقابل سيجد المقاومة والمعاندة من الزوجة المتسلطة
التي فرحت بشخصية زوجها الضعيفة واستغلتها،
فهي لن تتخلى عن حب السيطرة بتلك السهولة؛
فينشب الخلاف وتدُب المشاكل بين الزوجين،
 فتُفقَد السعادة والراحة النفسية و الدفء في ذلك البيت،
والسبب هو؛ ذلك الرجل الذي ترك الزمام لزوجته
 والتي هي أضعف في التدبير والحكمة وتصريف الأمور من الرجل
 ـ وهذا الغالب على النساء وليس كلهن، لأنه يوجد فيهن
من تعدل عشرات الرجال في الحكمة ورجاحة عقلها ـ.
ولا تفهم أيها الزوج من هذه النقطة؛ أني أدعوك للغلظة والشدة

 وسوء الأخلاق والمعاملة مع زوجتك، فقد دعوتك في نقاطٍ قبل هذه؛
 بالتحلي باللين وحسن العشرة، فكن أخي الكريم بين هذا وذاك،
 فـ"لا تكنْ ليناً فتُعصَر، ولا قاسياً فتُكسَر"
وقد تكون أنت الفاعل فيكون المثل هكذا " ..فتَعصِر، ... فتَكسِر".
الرجل السادس عشر:
ذاك الرجل الذي تنصّل من المسؤولية، وأحالها على زوجته.

فهي التي تدير شئون المنزل، وهي التي تتابع الأولاد ذكوراً وإناثاً في المدارس

 وهي التي تدبر نفسها في الذهاب إلى أي مكان احتاجت إليه ـ
ولا أقول: المكان الذي ترغبه ـ وعنيت بهذا،
 أن ثمّة فرقٍ بين ما تحتاج إليه وبين ما ترغبه، فهو لا يوصلها للمستشفى مثلاً،
 أو لزيارة أهلها، ولوازم البيت ـ بمجاميعها ـ يترك لها التصرف
 في الذهاب بأي وسيلة ومع من !!
بمعنى أنه رجل لا يحب أن يرتبط بمسئوليته تجاه البيت،

وذلك رغبة منه في التفرغ لملذاته وشهواته؛ حتى لا يُسأل عما يفعل
ـ ولسان حاله يقول: خليت لك الحبل؛ فلا تقلقيني جيب وجيب،
 ولا أين كنت؟ وأين رحت؟ وليش تأخرت؟ وأين ذِيك العازة؟ ـ.
فطريقته في ترك زوجته تخرج ـ من دونه ـ لحاجتها أو لغير حاجتها؛

فتقابل الرجال في الأسواق والمحلات التجارية، والمستشفيات، والمدارس،
وركوبها في سيارات الأجرة؛ قد يعرض المرأة للزلل والوقوع في حبائل الشيطان، وخاصة في استغلال وضعها الضعيف مِنْ قِبَل مَنْ لا خلاق لهم،
 فتصبح فريسة سهلة، ولقمة سائغة للرذيلة ـ والعياذ بالله ـ.
والسبب ذاك الرجل الذي يسعى وراء ملذّاته؛ غير مبالي في أهل بيته.
وفي الوقت نفسه؛ تُقابَل هذه الزوجة مِنْ قِبَل النساء؛

 بأنهنّ يهنئونها على هذا الزوج الذي أعطاها الحرية ولم يكبتها ـ زعموا ـ.
ما دروا أن المسكينة متورطة مع شبح باسم الزوج، أذاقها الأمرّيْن.
الرجل السابع عشر:
ذاك الذي يهدد زوجته بالزواج أو الطلاق إن لم تفعلي كذا وكذا، إذلالاً لها.

أقول أخي الكريم: الطلاق جعله الله بيد الرجل لأنه صاحب القوامة والأرجح عقلاً، والضابط لنفسه عند الغضب ووقت العاطفة؛ فلا تستعمله سلاحاً

 تُذل به زوجتك وأم عيالك؛ حتى وإن كنت تريد ذلك من باب التأديب لها؛

 فلا ينبغي لك فعل ذلك، فالمرأة لها كرامة وعزة نفس،
 ولها مكانتها في الإسلام والمجتمع،
واعلم أن الطلاق لا مزح فيه يقول النبيﷺ:
(ثلاث جدهن جد وهزلهن جد النكاح والطلاق والرجعة)،
ثم إنه لا خير في امرأةٍ لا تستقيم إلا بالتهديد بالضرّة،
 وإن أردت الزواج أخي الكريم؛ فلا داع أن تلعب بأعصاب زوجتك،
 أو تختلق الأعذار ـ بأنها كذا وكذا ، وفيها من الخُلق السيئ كذا وكذا ـ.
هذا يعتبر من ضعف شخصيتك، وصِغَرٍ في عقلك،
 فالله سبحانه وتعالى سهل لك الأمر بأن أباح لك مثنى وثلاث ورباع،
 فلِمَ المراوغة والتشبث بالأوهام والافتراءات على زوجتك
وهي مما اتهمتها به بريئة، ولو كان ما ذكرته من تعليل؛ صحيح.
 فلا ينبغي أن تُظهر ذلك عنها، كما أنه ينبغي لها أن لا تُشَهِّر بك سوء خلقك.
ومن صيغ التهديد في العصر الحديث؛ ما يسمونه بـ"زواج المسيار"،

 الذي أصبح لعبة ـ أعني زواج المسيار ـ بأيدي بعض الرجال،
 فقد وجدوا فيه التنفيس لإشباع شهواتهم؟؟
 من غير أن ينظروا في عاقبة الأمور الوخيمة،
 حيث أن معظم من يتزوج بهذه الطريقة؛ يكون سراً وفي الخفاء
 وقد يتزوج في الشهر ويطلق مراراً، وأنا أعرف بعض من فعل ذلك،
 لأنه لم يكلفه شيئاً، وهو في نفس الوقت عاجز من أن يفتح له بيت آخر لزوجة ثانية.
فأقول: هل هذا هو العلاج الصحيح لحل المشكلة بينك وبين زوجتك ؟!
فاتقوا الله أيها الرجال وحافظوا على النسل،

 كما أوصي نفسي وإياكم بالمحافظة على الزوجة الصالحة،
بل والصبر على التي قد يكون فيها سوء خلق،
 فقد تكره فيها خُلق وترضى منها خُلق آخر كما قالﷺ:
 (لا يفرك "أي لا يبغض" مؤمن مؤمنة،
 إن كره منها خلقاً رضي منها آخر).
الرجل الثامن عشر:
ذاك الرجل الذي يضايق زوجته بعد زواجه من الثانية.

فلا أدري هل ذلك منه كي تطفش منه زوجته وأم عياله وتتنازل عن ليلتها؛

 تعبا منه ومن هذرمته، أو هو تكريهها منه ومن عشْرته؛
كي تزيد المشاكل ويصل إلى الحل الذي يرده ـ وهو الطلاق ـ،
فيتعذر أمام المجتمع المحيط به؛ أنها هي التي نغّصت عليّ الحياة،
 ففراقها ذلك الحين أولى، وقد لا يطلقها ولكن يبقى مُذِلّاً لها لأنها
ـ المسكينة ـ ستتحمل كل ما يأتيها كي تبقى بجوار أطفالها.
فنصيحتي لكل زوج فيه هذه الخصْلة؛ أن يتقي الله تعالى

وليعلم أن الله تعالى حرّم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرماً،
 كما جاء في الحديث القدسّي المشهور.
وقد أحسن من قال:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضةً على النفس من وقع الحُسام المهند

والرجل التاسع عشر:
ذاك الذي جعل الآخرين هم الذين يقودونه في الحياة، ويوجهونه.
وذلك بأن اتخذ من أصدقائه أو بعضهم؛ صناديقاً لأسرار بيته،

فما تكون من صغيرة ولا كبيرة إلا وينثرها لصديقه أو زميله؛

 رجاء أن يجد حلاً أو توجيهاً منهم، حتى وصل الحال إلى أن أولاده
 يحتاجون لشفاعة زملائه لهم عنده ـ أعني به "والدهم" ـ،
 ومنهم من يجعل أخواته يتدخلن في حياته ومشاكل بيته؛
 بأن يفشي لهن كل ما يحدث داخل أسرته من قضايا،
وبهذا يهمش زوجته ويقدم عليها غيرها، وكأنها من سقط المتاع.
فنقول لهذا الصنف من الرجال:

 إحفظ شخصيتك وكرامة أهلك ـ أم أولادك ـ، ومكانة أولادك،
 وشاركهم في الحلول والرأي، وافتح لهم قلبك،
وكن في نفس الوقت ذو حزمٍ وقوة في اتخاذ القرار ـ بحكمة ـ،
 ولا تخرج أسرار بيتك لأحد مهما كانت مكانته منك.
وما أحسن من قال:
إذا ضاق صدر المرء بسر نفسه فصدر الذي يستوعب السر أضيق

الرجل العشرون:
ذاك الذي أطلق العنان لزوجته وبناته.

فهن يخرجن من البيت متى شاءوا، وكيفما شاءوا، ومع من شاءوا

 من غير رقيب ولا متابع، فهن ـ أعني زوجته وبناته ـ
إذا خرجن تجدهن متبرجات، متعطرات،
 وقد يمتد مكوثهن خارج البيت إلى بعد منتصف الليل بل إلى الفجر،
مرة بحجة عند بنات خالي أو بنات عمي أو زميلاتي
أو في حفلة مٍلْكة أو زواج ويشتد الخطب لو كانت في قصور أفراح أو استراحات.
وبهذا الإهمال وهذا التساهل؛ فسدت بعض الأسر،

 لأنها لم تجد من يقول لها أين تذهبين،
 وليش هذا اللبس ـ القصير أو العريان ـ، وليش تأخرت، 
وأين كنت، ومع من ركبتي؟
قد يقول هذا الصنف من الرجال أو بعضهم: أنا أثق في زوجتي وبناتي،

 وهن يعرفن الخطأ من الصح، فلماذا أخونهن ؟
نقول: أخطأت الطريق. نحن لم نقل خوِّن أهل بيتك ـ والعياذ بالله ـ،

 ولكن الرقابة والمتابعة والمحافظة على أهل بيتك
 أمر واجب وحتمي عليك، والغيرة أمر فطري وجاء الإسلام وأكدها.
وقد جاء في الحديث الصحيح عن المغيرة قال: قال سعد بن عبادة:

 لو رأيتُ رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح،
 فبلغ ذلك رسول اللهﷺ فقال: (أتعجبون من غيرة سعد ؟
واللهِ لأنا أغيرُ منه، واللهُ أغير مني، ومن أجل غيرة الله؛
 حرم الله الفواحش ما ظهر منها وما بطن).
وإن من الفواحش أن تترك نساءك يلبسن القصير، والشفاف،
 والمفتوح الجانبين أو من الأمام، أو مكشوفة الظهر
 أو البطن أو اليدين كاملة ـ بحجة الموضة ـ.
فاتقوا الله عباد الله في الأمانة التي بين أيديكم وحافظوا عليها،

 يقول النبيﷺ:
 (ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالأمير الذي على الناس راع عليهم
 وهو مسئول عنهم، والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم،
والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم،
 والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه،
 فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته).البخاري ومسلم ...
وأقول هنا عبارة قد لا تعجب البعض،
 ولكني قلت في المقدمة:
 أني سأخاطب بعض الناس في رسالتي هذه بما يفهمونه
 ـ قصدي إيصال الأمر إليهم عبر أسلوب المجالس العامة ـ،
فأقول: لو ذهبت للجزار، ووجدت قطعتين من اللحم  معلقة؛
 واحدة مكشوفة وحولها الذباب،
والأُخرى مغطاة ومحافظ عليها، أيهما تشتري وتقبلها لنفسك ؟؟!!
الجواب: متروك لمن ترك نساءه عرضة لأعين البار والفاجر.
وفي ختام هذه الرسالة، نقول:

 ليس أحد من الرجال معصوم غير الأنبياء
على نبينا محمد وعليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم،
 فكل واحد منا فيه خِصلة أو اثنتين أو أكثر أو أقل، ولكن الطامة؛
الذي جمعها أو جلّها، فعلينا جميعاً التناصح فيما بيننا لقولهﷺ:
( الدِّين النصيحة ..)، ولا شك أن الرجل منا لا يستطيع تقييم نفسه بنفسه،
 ولا أن يرى اعوجاج وخطأ نفسه،
ولهذا لابد من أن ينكر عليك الغير حتى تعرف ما لك وما عليك
ومصداق ذلك في قوله :
 (المؤمن مرآة أخيه إذا رأى فيها عيباً أصلحه).
فمن وجد فيه من هذه الخصال فليحمد الله على أنه وُفِّق لمعرفتها
 وليعزم على التخلص منها.
ولنتمثل بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: 

"رحم الله من أهدى إلي عيوبي".
ونقول: عليكم أيها الرجال بوصية النبيﷺ
 

تفلحوا وتسعدوا في الدارين حيث يقول :
 (استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع
وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته
 وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا).البخاري 
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين،
منقول ...

تعليقات

التنقل السريع