القائمة الرئيسية

الصفحات




كان الجو صحوا" والسماء صافية ومحمود يتأمل في السماء ينظر يمنة سماء واسعة وشمس ساطعة
 ثم يلتفت يسرة عله يرى شيئا" مما يخطر بباله ويدور في خياله فلا يرنو له شيء ذو بال ...
وهو كذلك مذ احيل للتقاعد ابريق الشاي لا يكاد يغادر من امامه حتى يعود
 ومكت دخانه يمتلئ مرات وتفرغه زوجته المرضية بلا كلل ولا ملل

محمود يغفو ويحلم او يترائ له انه يحلم ...
ارض واسعة وشجر مثمر من كل الاصناف جدول رقراق يعبر الحديقة من وسطها
 يعطي الروح لكل شيء ينشر الامل والخضار حتى بالتراب
بركة سباحة نظيفة وواسعة معرش عنب يحمل العناقيد الرائعة من الحلواني والزيني والبلدي...

اما الاحصنة الاصيلة في الاصطبل والبقرات الهولندية والبلدية يرعاها المزارع وعائلته و
يشرب محمود الحليب الطازج يوميا" ويفطر جبنا وعسلا وقشدة وشنكليش وزيتون وزعتر وكله من خيرات المزرعة ...
وعند المساء اذبحوا ديكين واشوهم لنا او اطبوخوا لنا كم زغلول حمام او اذبحوا ارنبين بلديين واطبخوهم مع الملوخية ..
كله من خيرات المزرعة الغناء ومن نتاج الحقلة ومواشها ..
وفي السهرة تفاح ودراق وخوخ ورمان او جوز ولوز اعناب ...
ثم قمروا البزر والفستق واتونا بالعرانيس المسلوقة وفرقعوا البوشار والأولاد يفرحون والاباء يتسامرون....


وفجأة  غيمة سوداء تعبر السماء من الشمال الى الجنوب 
وبدأ المطر فنفض محمود رأسه ونظر حوله !!!
واذ به على برندة البيت والشاي امامه وسيكارته تحرق اصبعه وزاد المطر
 قالت له زوجته يا محمود طوفة قال وما ذلك يا امرأة ؟؟؟

قالت كانت جدتي تقول اذا غيمة سوداء تعبر السماء شمال جنوب فهي قزعة 
وتملئ السماء ثم تمطر مطرا" غزيرا" ...
وفعلا" انزلت السماء بفضل الباري مطرا" عظيما" وسالت السيول وامتلأت الاودية بالماء
وبينما محمود يتأمل السماء الماطرة ذهب نظره الى الشرق الى اماكن لا تمطر فيها والشمس ساطعة 
واذ به يرى منظرا" مهيبا" ولوحة فنية مبدعة لا يمكن لرسام مهما اوتي من ابداع ان يرسم مثلها 
انه قوس قزح بألوانه البهية وخطوطه النقية وطلته العجيبة والسحرية
ففتن به محمود ونسي ما به من كدر وعناء وطار بمخيلته 
وكأنه يسبح في السماء حتى غابت الشمس وتوقف المطر وانتهى يوم من ايام محمود المتميزة
 على غير اعتياد على امل ان يأتي يوم آخر في فرح وفرج فيه حب وود
فيه رزق وخير ...

تعليقات

التنقل السريع