الجزء الأول هنا ...>>>(سليمان وبلقيس1)..
الجزء الثاني هنا ...>>>(سليمان وبلقيس2)
نبي الله سليمان وبلقيس ملكة سبأ...
سليمان يستعد لإستقبال ضيفته الكبيرة بلقيس..
أمر سليمان ببناء قصر يستقبل فيه بلقيس.
واختار مكانا رائعا على البحر وأمر ببناء القصر
بحيث يقع معظمه على مياه البحر،
وأمر أن تصنع أرضية القصر من زجاج شديد الصلابة،
وعظيم الشفافية في نفس الوقت، لكي يسير السائر في أرض القصر
ويتأمل تحته الأسماك الملونة وهي تسبح، ويرى أعشاب البحر وهي تتحرك.
فتم بناء القصر، ومن فرط نقاء الزجاج الذي صنعت منه أرض حجراته،
لم يكن يبدو أن هناك زجاجا.
تلاشت أرضية القصر في البحر وصارت ستاراً زجاجياً خفياً فوقه.
وصول بلقيس لمملكة سليمان ..
وصلت ملكة سبأ العظيمة بلقيس إلى مملكة سليمان عليه السلام الأعظم !!!
استقبلت بالحفاوة والتكريم ومن أهم مشاهد زيارتها كان الموقفين العظيمين
اللذين وجدت نفسها أمامهما وكانا الفرقين في الزيارة !!!
أولاً - موقفها أمام عرشها الذي سبقها بالمجيء،
وقد تركته وراءها وعليه الحراس وعليه الحراس.
ثانياً - موقفها أمام أرضية القصر البلورية الشفافة التي تسبح تحتها الأسماك.
فمع أول الإجتماعات الرسمية فاجأ سليمان ضيفته بعرشها ماثل أمامها!!!
قال تعالى : ( فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ !!!
وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ )..النمل :42..
تصور الآية وموقف الحوار بين سليمان وبلقيس.
نظرت بلقيس إلى عرشها فرأته عرشها تماماً !! وليس عرشها تماماً.!!
إذا كان عرشها فكيف سبقها في المجيء..؟
وإذا لم يكن عرشها فكيف أمكن تقليده بهذه الدقة ..؟
قال سليمان وهو يراها تتأمل العرش: (أَهَكَذَا عَرْشُكِ؟)
قالت بلقيس بعد حيرة قصيرة: (كَأَنَّهُ هُوَ!)
قال سليمان: (وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ).
النور يسري إلى قلب بلقيس ..
توحي عبارته الأخيرة إلى الملكة بلقيس أن تقارن بين عقيدتها وعلمها،
وعقيدة سليمان المسلمة وحكمته.
إن عبادتها للشمس، ومبلغ العلم الذي هم عليه،
يصابان بالخسوف الكلي أمام علم سليمان وإسلامه.
لقد سبقها سليمان إلى العلم بالإسلام، بعدها صار من السهل عليه
أن يسبقها في العلوم الأخرى، هذا ما توحي به كلمة سليمان لبلقيس..
أدركت بلقيس أن هذا هو عرشها، لقد سبقها إلى المجيء،
وأنكرت فيه أجزاء وهي لم تزل تقطع الطريق لسليمان..
أي قدرة يملكها هذا النبي الملك سليمان؟!
انبهرت بلقيس بما شاهدته من إيمان سليمان وصلاته لله،
مثلما انبهرت بما رأته من تقدمه في الصناعات والفنون والعلوم..
وأدهشها أكثر هذا الاتصال العميق بين إسلام سليمان وعلمه وحكمته:
( وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ)..النمل :43..
انتهى الأمر واهتزت داخل عقلها آلاف الأشياء..
رأت عقيدة قومها تتهاوى هنا أمام سليمان ودينه وعقيدته ،
وأدركت أن الشمس التي يعبدها قومها ليست غير مخلوق خلقه الله تعالى
وسخره لعباده ، وانكسفت الشمس للمرة الأولى في قلبها،
أضاء القلب نور جديد لا يغرب مثلما تغرب الشمس..
صارت مسألة إعلانها لهذا الإيمان مسألة وقت.
وقد أحسنت بلقيس اختيار الوقت الذي أعلنت فيه إسلامها..
النهاية السعيدة واسلام بلقيس..
قال تعالى: ( قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً
وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ
قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)النمل :44..
قيل لبلقيس ادخلي القصر..
فلما نظرت لم تر الزجاج، ورأت المياه، وحسبت أنها ستخوض البحر،
(وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا) حتى لا يبتل رداؤها.
نبهها سليمان -دون أن ينظر- ألا تخاف على ثيابها من البلل.
ليست هناك مياه.( إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ)..
إنه زجاج ناعم لا يظهر من فرط نعومته..
اختارت بلقيس هذه اللحظة لإعلان إسلامها..
اعترفت بظلمها لنفسها وأسلمت ( مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ).
وتابعها قومها كلهم على الإسلام ولم يلو أحد منهم .
فقد أدركت بلقيس أنها في حضرت أعظم ملوك الأرض، وأحد أنبياء الله الكرام.
تعليقات
إرسال تعليق