القائمة الرئيسية

الصفحات

سر جزيرة الملوك الغامضة (قصة)



من روائع القصص والحكم ...


قصة الشاب وجزيرة النهاية ...
يحكی انه في إحدى البلاد كانت هناك مدينة يحكمها ملك منتخب!!!

حيث كان أهل هذه المدينة يختارون الملك ليحكم فيهم
 شرط أن لا يحكمهم غير سنتين فقط 
وبعد انتهاء حكمه يرسل الملك المنتهية ولايته إلى جزيرة بعيدة 
 يكمل فيها بقية عمره ويختار الناس ملك آخر غيره 
بعد ان يخبروه بالشروط ويوافق عليها ...

ومرة وبعد أن أنهى أحد الملوك فترة الحكم الخاصة به ألبسوه الملابس الغالية 
وأركبوه فيلاً كبيراً وأخذوا يطوفون به في أنحاء المملكة 
قائلين له وداعاً وتكون تلك اللحظة من أصعب لحظات الحزن 
والألم على الملك وعلى جميع من كان يحبونه ...
 ثم ما يلبثوا بعد ذلك إلا أن يضعوا الملك المعزول في سفينة
والتي ستنقله إلى الجزيرة البعيدة حيث يكمل فيها بقية عمره !!!
 وذات مرة وهم قافلون عائدين للمملكة بعد إيصالهم للملك السابق
 للجزيرة وجدوا إحدى السفن التي غرقت منذ وقت قريب 

وإذ بشاب متعلق بقطعة من الخشب عائمة على الماء يصارع
 الموت ويحاول النجاة من الغرق ، فأنقذوه وأخذوه معهم إلى 
بلدتهم ومرت الأيام والشاب بينهم فلاحظوا فطنته 
وذكائه الغير عاديين
وأنه رجل عاقل ورزين وذو رأي وحكمة سديدين وعنده أمانة
 وحصافة وحب وتعاون وعقل لا يستهان به ...
فاجمع الناس على أنه يصلح للملك !!!
فطلبوا منه أن يكون ملكاً عليهم بنفس المدة المعتادة للحكم 
ولكنه رفض في البداية ثم وافق بعد ان أخبره الناس عن 
التعليمات التي تسود هذه المدينة وأنه بعد مرور سنتين 
سوف يحمل إلى تلك الجزيرة التي تركوا فيها ذاك الملك الأخير .
 فاختاروه ملكاً عليهم وبعد مدة من تولي الشاب للعرش 
في هذه المدينة سأل الوزراء هل يمكن أن يرى هذه الجزيرة 
التي أرسل إليها جميع الملوك السابقين؟ 

فوافق الوزراء وأخذوه إلى الجزيرة ورآها 
وقد غطت بالغابات الكثيفة وسمع صوت الحيوانات المفترسة
 وهي تنطلق في أنحاء الجزيرة ...
نزل الملك إلى الجزيرة وهناك وجد جثث الملوك السابقين 
ملقاة على الأرض وفهم الملك القصة 
وأنه ما يلبث أن يترك الملوك السابقون في الجزيرة 
حتى أتت إليهم الحيوانات المتوحشة وسارعت بقتلهم واكلهم!!!





 

عندئذ عاد الملك إلى مدينته وجمع 100 عامل أقوياء 
وأخذهم إلى الجزيرة وأمرهم بتنظيف الغابة وإزالة جثث 
الحيوانات والملوك السابقين وإزالة قطع الأشجار الصغيرة والأوساخ 
وكان يزور الجزيرة مرة في الشهر ليطلع على سير العمل 
وكان العمل يتقدم بخطوات سريعة 
وبعد مرور شهر واحد أزيلت الحيوانات والعديد من الأشجارالكثيفة
  وعند مرورالشهر الثاني كانت الجزيرة قد أصبحت نظيفة تماماً 
 ثم أمر الملك العمال بزرع الحدائق في جميع أنحاء الجزيرة 
وقام بتربية بعض الحيوانات المفيدة مثل الدجاج والبط والماعز والبقر وووو....الخ ...


ومع بداية الشهر الثالث أمر العمال ببناء بيت كبير 
ومرسى للسفن وبمرور الوقت تحولت الجزيرة إلى مكان جميل 
وقد كان الملك ذكياً فكان يلبس الملابس البسيطة 
وينفق القليل على حياته في المدينة في مقابل أنه كان يكرس
 أمواله التي وهبت له في إعمار هذه الجزيرة وبعد مرور سنة
 و9أشهر جمع الملك الوزراء قائلاً لهم :
أنه يعلم أن الذهاب للجزيرة يتم بعد اكمال سنتين في الحكم
 ولكنه يود الذهاب إلى الجزيرة الآن !!!
ولكن الوزراء رفضوا رفضاً قاطعاً !!!
متذرعين بأنه حسب القانون لابد أن تنتظر 3 شهور أخرى 
ثم بعد ذلك تذهب للجزيرة مرت الثلاثة شهور واكتملت السنتين
 وجاء دور الملك ليتنقل إلى الجزيرة ...



وكالعادة ألبسه الناس الثياب الفاخرة ووضعوه على الفيل الكبير 
 قائلين له وداعاً أيها الملك 
ولكن الملك على غير عادة الملوك السابقين كان يضحك 
ويبتسم فتعجب الناس من فعله 
وسألوه عن ذلك فأجاب بأن الملوك السابقين كانوا منشغلين
  بمتعة أنفسهم وأهليهم أثناء فترة الملك والحكم 
 ناسين وغافيلين عما سيأولون اليه بعد إنقضاء مدتهم !!!
بينما انا كنت مشغولاً بالتفكير في المستقبل وفي المكان الذي 
من المقرر ان انتقل اليه فخططت 
لذلك وقمت بإصلاح وتعمير الجزيرة 
فأصبحت جنةً وارفة ودارٌ عامرة وحديقة غناء 
يمكن أن أعيش فيها بقية حياتي بسلام.

فاعملوا للدار الباقية اني لكم ناصح امين 
واغتنموا فرصتكم في دار الدنيا يا اخوتي ... 
فإن العمر ماضٍ بسرعة




منقول من التراث الماليزي بتصرف...

تعليقات

التنقل السريع