القائمة الرئيسية

الصفحات




قصة وعبرة ...
يحكي احد المسلمين المرضى قصته فيقول :
 " لم أستمع لنصائح الطبيب عندما اكتشف قصوراً لدي في عمل

 القلب، مما يسبب لي الآلام الرهيبة التي لا تدعني أنام،
 لقد كانت كل نصائحه لي أن أعتدل في الطعام والشراب 
وأن أكثر من الصيام حتى ينزل وزني ويكون الشفاء بإذن الله
 على حد قوله، قلت له بحسم :



أعطني علاجاً للقلب يا دكتور ولا تحمل همّ طعامي وشرابي".
"أخذ الطبيب يشرح لي بابتسامته العريضة 
كيف أن المعدة إذا امتلأت بالطعام والشراب
 ولم يترك لها متسعاً للهواء ثقل عليها جداً هضم الطعام،
وذكرني بحديث رسول الله :
" بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لابد فاعلاً
 فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه" ...رواه الترمذي ...
وأكد لي أن أحوالي الصحية ستزداد تدهوراً 
لو استمر نظامي الغذائي بهذا الشكل". " 
لم أنفذ حرفاً واحداً مما قلته للطبيب،
 بل إني تناولت في طعام العشاء تلك الليلة جزءاً كبيراً 
من ديك رومي محشو بالمكسرات، 
وشربت من علب العصائر وزجاجات المياه الغازية 
عدداً لا يعلمه إلا الله، ثم نمت وصحوت فجراً 
على نيران تتأجج في صدري؛ 
لقد أصابتني ذبحة قلبية كادت تنهي حياتي،


 وفي المستشفى كنت مجبراً على تناول ما يعطونه لي من طعام.
الإفطار : لبن وخبز أسمر وعسل أسود،
 والغذاء : خضار مسلوق وسلطة خضراء 
وقطعتا لحم صغيرتان وفاكهة،
 والعشاء : عسل نحل وخبز أسمر. هذا هو كل طعامي،
 حتى المياه الغازية ممنوعة، 
حاولت الهرب من المستشفى ولكني للأسف فشلت "


" فاجأني الطبيب في حجرتي بلوحة مكتوبة بألوان جميلة جداً
 علقها أمام سريري كتب عليها نص الآية الكريمة :
قال تعالى: [وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين] 
وظللت طول الوقت أنظر لجملة "إنه لا يحب المسرفين"،
 لقد كانت مكتوبة بصورة ملفتة جداً للعين، 
وكأن كل حرف فيها يشير إلى أني أنا المقصود بها،
 وتألمت كثيراً لفكرة أن الله عز وجل لا يحبني،
 فأنا لا يمكن أن أكون إلا من أشد المسرفين،
 وبعد أيام ترسبت عندي عزيمة قوية للابتعاد عن الإسراف، 
واتباع منهج الإسلام في الطعام والشراب،


 وبدأت في الالتزام بالنظام الغذائي المفروض عليّ،
 ولكن هذه المرة بحبٍ واقتناع كبير جداً ورغبة عارمة 
في اكتساب حب الله عز وجل قبل طلب الشفاء".
 " مر علي شهرٌ كاملٌ في المستشفى التزمت فيه بكل توجيهات

 طبيبي الفاضل، وكنت أمارس رياضة المشي إلى جانب 
بعض التمرينات الرياضية وحمامات البخار، 
وبدأت أشعر بتحسن كبير في صحتي، 
وقلّت كثيراً بفضل الله متاعبي الصحية
 ونقص وزني اثنا عشر كيلوجراماً في هذه المدة القصيرة، 
والفضل لله تعالى ثم لتلك الآية القرآنية العظيمة، 
التي أشعر الآن أنها محفورة في قلبي 
وليست فقط معلقة على الحائط. "


قال تعالى : وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ...
(الأعراف 31 )...

المعدة بيت الداء ...
والحمية رأس الدواء ...

ثبت للعلم الحديث بما لا يدعو للشك أن السبيل الوحيد 
للحياة الصحيحة الخالية من الأمراض نظرياً هو ...


الاعتدال وعدم الإسراف في الطعام والشراب، 
وهل ذاك إلا ما ذكره القرآن الكريم كأمر إلهي 
في كلمات معدودة في الأية السابقة ...

 إن النظام الغذائي الإسلامي نظام متوازن معتدل،


 ينظر إلى الحياة على أنها أثمن بكثير من أن نضيعها 
غرقاً في أطنان المأكولات والمشروبات ، 
فهو يقر بأهمية الغذاء ولكن ؟؟؟
 على مبدأ أن نأكل لنعيش لا أن نعيش لنأكل ، 
كما هو شعار الكثير من بني البشر !!!
 وعلمياً وطبياً ينظر إلى المعدة على أنها جهاز رقيق حساس 
يجب أن نتعامل معه برفقٍ ووعيٍ وعناية خاصة ،
 فإنها تعد بحق بيت الداء كما قال  إذا حملتها فوق ما تطيق
بأصناف الطعام المتداخلة والأشربة المتنوعة وغير ذلك ،


 فلا يجب أن تملأ بإدخال الطعام فوق الطعام ولا بأكل كميات 
فوق الطاقة وملؤها بالأشربة الساخنة والباردة وغيرها 
حتى فوق الإشباع !!!
 وانظروا ماذا قال  فيما رواه الإمام أحمد:
" ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات 
يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه 
وثلث لنفسه. " 

لقد ثبت علمياً أن إرهاق المعدة بالتهام كميات كبيرة من الطعام 
يربكها ويحدث التخمة ويسبب عسر الهضم وعدم اكتمال الامتصاص، 
ثم يؤدي كل هذا إلى السمنة وأخطارها
 من مرض السكر وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين 
وتكون الحصى في الكلى والمثانة والتهاب المفاصل، 


وعند الترمذي قال ﷺ :(كُفَّ عنا جُشاءك،
 فإن أكثرهم شبعًا في الدنيا أطولهم جوعًا يوم القيامة)
 وكثير من الأمراض الأخرى تصيب الإنسان بسبب سوء التغذية، 
فاختلاف مواعيد الطعام وعدم الحركة بعده يسبب أمراضاً.
 ونجد أن التزام المسلم بأداء الصلوات في أوقاتها 
تدرأ عنه هذا الخطر، والإكثار من الطعام يسبب أمراضاً.
وفيما جاء في القرآن الكريم والسنة من هدي الرسول  
في التحذير من هذا السلوك ضمان للسلامة من هذه الأخطار،


وورد في الصحيحين انه ﷺ قال :
 (المؤمن يأكل في مِعًى واحد، والكافر يأكلُ في سبعة أمعاء)

 وكذلك فالإقلال من الطعام بكثرة الصيام والحرمان من الغذاء
 الذي تتقوي به الابدان يسبب ضعفاً وهزالاً أيضاً ،
 وفي هذا نهى رسول الله  عن مواصلة الصيام ...
فقال ﷺ فيما رواه البخاري: " لا صام من صام الأبد " 
وجعل  صيام ثلاثة أيام في الشهر هو الحد المعتدل المطلوب
 من كل مسلم يتبع هديه ، 
وفي البخاري قال ﷺ (طعامُ الواحد يكفي الاثنين، 
وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية)

أيضا عدم التأني في المضغ وسرعة البلع 


يسببان أمراضا معوية وضعفاً في الأسنان،
 ولقد كان رسول الله  يحسن مضغ الطعام ويتأنى كثيراً في بلعه، 
 كما أنه كان لا يأكل إلا بثلاثة أصابع فقط من يده اليمنى
 ( الإبهام والسبابة والوسطى)...
 وهذا يضمن أيضا للإنسان التأني في تناول طعامه.
 ومما يجدر بنا معرفته أن الوقوف أو الجلوس متكئاً عند الطعام
 يسبب ارباكاً للمعدة ويجعل الدماء تجري بعيداً عنها مما يسبب
 عسر الهضم، وقد نهى الرسول  عن هذا فقال فيما رواه البخاري، 
" لا آكل متكئا إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد "
 فكانت جلسته  أثناء الطعام كجلسة التشهد في الصلاة ،
 وهو أفضل وضع يريح المعدة ويتيح للظهر أن ينتصب قائماً ،
 كما يمنع من ملء المعدة بالطعام . والنوم بعد الطعام مباشرةً
 يؤذي الجسم ويجلب الأمراض،
 ومن المؤكد أن معظم حالات الذبحة القلبية تأتي بعد أكلة دسمة
 أو ثقيلة ثم ينام الإنسان صاحب القلب الواهن بعدها مباشرةً،
 وقد قال أحد حكماء المسلمين:
 " من أراد الصحة فليجود وليمضغ الغذاء، وليأكل على نقاء
 - أي على معدة خاوية - ، وليأكل على ظمأ ويقلل من شرب الماء،
 ويتمدد بعد الغذاء ويتمشى بعد العشاء، ولا ينام حتى يعرض 
نفسه على الخلاء، وليحظر دخول الحمام عقيب الامتلاء"



وقال الشافعي:
ثلاث هن مهلكة الأنام  ***وداعية الصحيح إلى السقام
دوام مدامة ودوام وطء ***  وطعام على الطعام


وقال ابن الرومي:

فإن الداء أكثر ما تراه  *** يكون من الطعام أو الشراب



تعليقات

التنقل السريع