القائمة الرئيسية

الصفحات






قصة طالوت وجالوت...




ذهب بنو إسرائيل لنبيهم يوماً وسألوه: ألسنا مظلومين؟
 قال: بلى.. 
قالوا: ألسنا مشردين؟ 
قال: بلى..
 قالوا: اطلب من الله أن يبعث لنا ملكاً يجمعنا تحت رايته
 كي نقاتل في سبيل الله ونستعيد أرضنا ومجدنا.
قال نبيهم وكان أعلم بهم :
 هل أنتم واثقون من القتال لو كتب عليكم القتال؟
قالوا: ولماذا لا نقاتل في سبيل الله، وقد طردنا من ديارنا،
 وتشرد أبناؤنا، وساء حالنا ؟
قال نبيهم: إذاً إن الله قد اختار لكم طالوت ملكاً عليكم .
 قالوا: كيف يكون طالوت ملكاً علينا !!!???
وهو ليس من أبناء الأسرة
التي يخرج منها الملوك - أبناء يهوذا- ؟؟؟
 كما أنه ليس غنياً وفينا من هو أغنى منه ؟؟؟


 قال نبيهم : إن الله اختاره، وفضله عليكم بعلمه وقوة جسمه.
 قالوا: ما هي آية ملكه ؟



قال لهم نبيهم : آية ملكه من الله أن يعيد لكم التابوت 
ـ وهو صندوق التوراة ـ الذي أخذ منكم واخفي عنكم 
وفيه شيء من ما ترك نبيكم موسى عليه السلام
فوقعت المعجزة وجيء بالتابوت تحمله الملائكة 
فرآه الناس يسبح في الهواء ، وعادت إليهم التوراة يوما،


استلم طالوت الملك والقيادة وأخذ يعمل على تجهيز الجيش ،
فلما تجهز الجيش عدةً وعتاداً على ما اراد طالوت ..
سار بالجيش لملاقاة عدوهم وكان سفراً طويلاً وشاقاً 
حتى أحس الجنود بالعطش.
 قال الملك طالوت لجنوده: سنصادف نهراً في الطريق،
فمن شرب منه كثيراً وارتوى فليخرج من الجيش 
ولا يرافقنا بقية سفرنا ، 
ومن لم يشرب منه وإنما بل ريقه فقط فليبق معنا في الجيش.
 وصل الجيش العرمرم النهر فشرب منه معظم الجنود،
وخرجوا من الجيش، وكان طالوت قد أعد هذا الامتحان 
ليعرف من يطيعه من الجنود ومن يعصيه ممن يأتي من قبلهم الهزيمة ، 
 وليعرف أيهم قوي الإرادة ويستطيع بهم تحقيق النصر،
 وأيهم ضعيف الإرادة يستسلم بسرعة.وكانت المفاجأة !!!؟؟؟


 لم يبق من الجيش إلا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً .
 فأصبح عدد أفراد جيش طالوت قليلاً،
 وكان جيش العدو كبيراً وقوياً ، 
فشعر بعض -هؤلاء الصفوة- أنهم أضعف من جالوت وجيشه


 وقالوا : كيف نهزم هذا الجيش الجبار؟
قال المؤمنون من جيش طالوت: النصر ليس بالعدة والعتاد ،
إنما النصر من عند الله .
 قال تعالى : ( كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ ).



 وبرز جالوت في دروعه الحديدية وسلاحه، 
وهو يطلب أحداً يبارزه. وخاف منه جنود طالوت جميعاً . 
وهنا برز من جيش طالوت راعي غنم صغير الجسم هو داود. 
وكان داود رجلاً مؤمناً بالله ومجهول بين الناس لا يعرفه أحد !!!
 وكان يعلم أن الإيمان بالله هو القوة الحقيقية في هذا الكون، 
وأن العبرة ليست بكثرة السلاح، ولا بضخامة الجسد.
وكان الملك طالوت قد قال ووعد بأن : 
من يقتل جالوت يصبح قائداً على الجيش


ويتزوج ابنتي. ولم يكن داود يهتم كثيرا لهذا الإغراء.
 بل كان يريد أن يقتل جالوت لأن جالوت رجل جبار وظالم
 ولا يؤمن بالله. فأراد قتله تقرباً لله وتخليصاً لعباد الله من شره، 
فسمح الملك طالوت القائد العام لجنديه داود أن يبارز جالوت. 
وتقدم داود بعصاه وخمسة أحجار ومقلاعه. 
تقدم جالوت المدجج بالسلاح والدروع.
وسخر جالوت من داود وأهانه وضحك منه ، 
ووضع داود حجراً قوياً في مقلاعه وطوح به في الهواء 
وأطلق الحجر. فأصاب جالوت فقتله. 
وبدأت المعركة وانتصر جيش طالوت على جيش جالوت الظالم.
نصراً عزيزا مؤزراً واستشهد طالوت في المعركة 
 فأصبح داوود - عليه السلام- ملكاً لبني إسرائيل،
 فجمع الله على يديه النبوة والملك مرة أخرى...

تعليقات

التنقل السريع