القائمة الرئيسية

الصفحات

طليحة الاسدي بطل مخابراتي فوق العادة


بطل من أبطال العرب و المسلمين ...
الأسد طليحة بن خويلد الأسدي ...

ابان معركة القادسية الفاصلة بين المسلمين والفرس
ارسل سيدنا سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه القائد العام للجيوش الإسلامية
في العراق مفرزة استطلاع متقدمة من سبعة رجال من خيرة المقاتلين
لاستكشاف اخبار جيش الفرس وخططهم وتجهيزاتهم واعدادهم وأسلحتهم ،
وامرهم ان يأسروا رجل من الفرس ان استطاعوا !!
فتجهزت سرية الإستطلاع وأمر عليها سعد بطل فوق العادة ومغوار قل نظيره
وفدائي لا يخيب سهمه ولا يكسر سيفه إنه البطل طليحة بن خويلد الاسدي
وبمجرد خروج السرية وتوجههم إلى مواقع تمركز جيوش الفرس
تفاجئوا بجيش الفرس امامهم وقريباً جداً منهم ..
وكان الكل يظن انهم بعيدين عنهم ولم يصلوا إلى هذا القرب من مواقعهم ..
فتشاورت السرية وتناقشوا الأمر فقال أكثرهم نعود إلى مواقع جيشنا
فلا مجال للإستطلاع أو الإغارة أو اسر أي جندي فارسي .
ولكن الأمير طلحة رفض العودة الا بعد ان يتم المهمة التى كلفه بها سعد !!
وبالفعل عاد الستة رجال الى جيش المسلمين ..
واتجه بطلنا ليستكشف جيش الفرس وحده !!


التف بطلنا حول الجيش وتخير الاماكن التى فيها مستنقعات مياه وبدأ يمر منها
حتى تجاوز مقدمة الجيش الفارسى المكونه من 40 الف مقاتل !!
ومن ثم وبطريقة ذكية رائعة وحنكة وخبرة وبسرعة البرق الخفية تجاوز قلب الجيش
حتى وصل الى خيمة بيضاء كبيرة امامها خيل من افضل الخيول
فعلم وأيقن ان هذه خيمة رستم القائد العام لجيش الفرس !!
فانتظر في مكانه حتى الليل، وعندما جن الليل ذهب إلى الخيمة،
وضرب بسيفه حبال الخيمة، فوقعت على رستم ومن معه بداخلها،
ثم قطع رباط الخيل وأخذ الخيل معه وجرى.
وكان يقصد من ذلك أن يهين الفرس، ويلقي الرعب في قلوبهم !!
وعندما هرب بالخيل تبعه الفرسان فكان كلما اقتربوا منه اسرع ..
وكلما ابتعد عنهم تباطىء حتي يلحقوا به لأنه يريد ان يستدرج احدهم
ويذهب به أسيراً إلى القائد سعد بن ابي وقاص كما أمره !!
فلم يستطع اللحاق به إلا ثلاثة فرسان فاشتبك البطل معهم وقاتلهم قتال الأسود
وأنشب فيهم سيفه كمخالب الصقر الهزبر فقتل إثنان منهم وآسر الثالث !!
كل هذا وبطلنا لوحده وبإيمانه بالله وقوة صبره وشجاعته النادرة !!
فأمسك بالاسير ووضع الرمح فى ظهره وجعله يجرى امامه
حتى وصل به الى معسكر المسلمين.. وأدخله على سعد بن ابي وقاص ..
فقال الفارسي : أمّنّي على دمي واصدقك القول يا أيها الأمير ..
فقال له سعد : الامان لك ونحن قوم صدق ولكن بشرط ألا تكذب علينا ..
ثم قال سعد اخبرنا عن جيشك ..
فقال الفارسي في ذهول قبل ان اخبركم عن جيشي اخبركم عن رجلكم !!!
( فقال الفارسي الأسير : إن هذا الرجل ما رأينا مثله قط ؛!!!
لقد دخلت حروباً ومعارك منذ نعومة أظافري،
فكيف بي برجل تجاوز معسكرين لا يتجاوزهما جيوش ،
 ثم قطع خيمة القائد وأخذ فرسه ،
وتبعه الفرسان ولم يستطع أن يلحق به إلا منهم ثلاثة:
قتل الأول ونعدله عندنا بألف فارس، وقتل الثاني ونعدله بألف،
 والاثنان أبناء عمي؛ فتابعته وأنا في صدري الثأر للاثنين اللذين قتلا،
 ولا أعلم أحدا في فارس في قوتي، فرأيتُ الموت فاستأسرت (أي طلبت الأسر) ،
فإن كان من عندَكم مثله فلا هزيمة لكم !! )
ثم أخبرهم الآسير خبر جيشه وأعلمهم كل معلوماتٍ عليهم 
وفاجىء الجميع معلناً إسلامه فكبر المسلمين ودخلوا المعركة العظيمة.
ومن مشاهدها .. في يوم عماس من أيام القادسية :
 غامر طليحة الأسدي وكان مقداماً لا يهاب الموت وعبر بمفرده نحو الفرس
 فجائهم من وراء العتيق حيث الجسر المردوم حتى صار خلف صفوفهم ،
ومن هناك كبّر ثلاث تكبيرات ارتاع لها الفرس ،
 فظنوا أن جيش الإسلام جاء من ورائهم ،
 وتعجب المسلمون وكف بعضهم عن بعض..
وخاطب طليحة الفرس بعدهم قائلا :
 لا تُعدموا أمراً يضعضعكم .. فلله در رجل يرعب تكبيره الفرس.
وكتب الله في القادسية النصر الكبير المأزر
 وكسر عنفوان وجبروت فارس وهزم جيشها .


فلنقترب أكثر ونشاهد صورة هذا البطل الإستثنائي :
إنه :((طُلَيْحَة بن خُوَيْلِد بن نَوْفَل بن نَضْلَةَ بن الأَشْتَر
بن حجوان بن فَقْعَس بن طَرِيف بن عَمْرو بن قُعَين بن الحارث بن ثَعْلَبة
بن دُودَان بن أسد بن خُزَيْمة بن مُدْرِكة بن إِلْيَاس بن مُضَر)) الطبقات الكبير
- إنه ابن نوفل الأسدي، البطل الكرار، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
 ومن كان يضرب بشجاعته المثل.
- كان ممن شهد الخندق من ناحية المشركين غفر الله له .
- أسلم سنة تسعاً للهجرة ، حينما جاء مع وفد بني تميم وكانوا عشرة،
ولكنه مع كل أسف ارتد بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
 في أيام الصـديق وظـلم نفسـه غفر الله له،
ثم ادعى طليحة الأسدي النبوة بنجد والتف حوله لفيف كبير
من المرتدين والكفار من العرب والعجم ،
فحاربه المسلمون بعدة معارك فانهزم وتفرق الجمع من حوله
 وكان ذلك على يد البطل المؤمن
خالد بن الوليد ابا سليمان رضي الله عنه وارضاه...
فهرب طليحة ولحق بآل جفنة الغسانيين من النصارى بالشام ..
ثم شاء الله ان يشرح صدره وعاد إلى رشده وندم على شنيع فعله
 فتاب وعاد للإسلام بقوة أكبر مما سبق .
حسن إسلام طليحة لما توفي الصديق ابا بكر وأحرم طليحة بالحج،
فلما رآه عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال له :
 يا طليحة لا أحبك بعد قتلك عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم.
وكانا طليعة لخالد ابن الوليد يوم معركة بزاخة ضد طليحة وجنده
 فقتلهمـا طليحة وأخوه . فقـال طليحة :
 يا أمير المؤمنين هما رجـلان أكرمهمـا الله على يدي ولم يهني بأيديهما.
وبعد هذه الحجة تفرغ بطلنا للجهاد في سبيل الله ليكفرعما فعله في كفره وردته
رامياً بصره ومتوجهاً بكليته للشهادة في سبيل الله فشهد اليرموك ضد الروم ، والقادسية ضد فارس وفيها بعثه سعد بن أبي وقاص في سرية في معركة القادسية ليطلع له على أخبار الفرس،كما ورد في قصتنا الواردة اولاً
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:
بالله الذي لا إله إلا هو ما اطلعنا على أحد من أهل القادسية يريد الدنيا مع الآخرة،
ولقد اتهمنا ثلاثة نفر، فما رأينا كما هـجمنا عليهم، من أمانتهـم وزهدهم:
طليحة بن خويلد الأسدي، وعمرو بن معدي كرب، وقيس بن المكشوح.
وذكر أن النعمان بن مقرن في نهاوند ارسل بين يديه طليعة وهم الثلاثة الصناديد :
طليحة الأسدي وعمرو بن معدي كرب وعمرو بن أبي سلمة ؛
 ليكشفوا له خبر القوم وما هم عليه،
فسارت الطليعة يوماً وليلة، فرجع عمـرو فقيل له: ما رجعك ؟
فقال: كـنت في أرض العجـم وقتلت أرض جاهلها وقتل أرضاً عالمها،
ثم رجع بعده عمرو بن معدي كرب 
وقال: لم نر أحداً وخـفت أن يؤخذ علينا الطريق،
ونفذ طليحة ولم يحفل برجوعـهما فسار بعد ذلك نحـواً من بضـعة عشر فرسخاً
حتى انتهى إلى نهاوند ، ودخـل في العجم، وعـلم من أخبارهم ما أحب،
ثم رجع إلى النعمان، فأخبره بذلك وأنه ليس بينه وبين نهاوند شيء يكرهه.
- وكان طليحة يعد بألف فارس لشجاعته وشدته.
- قلت: أبلى يوم نهاوند، ثم استشهد، سنة إحدى وعشرين،
رضي الله عنه وسامحه وغفر الله له.

ومما يجدر بنا معرفته بأن :
 نعلم ان ام المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها القرشية من قبيلة قريش ،
أما طليحة بن خويلد رضي الله عنه فأسدي من قبيلة بني أسد
فالإسمان متشابهان ولكن النسب مختلف فلا صلة قربى بينهما ...


مما قيل وتناثر عن طليحة ...
من أكثر ما اختلف في قصته أنه أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم 
ثم ارتد بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وادعى النبوة وقاتله ابو بكر 
وهزمه خالد ابن الوليد وتشرد في البلاد ثم عاد واسلم زمان عمر وحسن اسلامه وجاهد حق الجهاد واستشهد في ميادين الوغى والفتح والكرامة ..
فهل طليحة رضي الله عنه يعد من الصحابة أم من التابعين ؟؟؟- كتب عمر ابن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص:
أن شاور طليحة في أمر الحرب ولا توله شيئاً.
- وقال محمد بن سعد : «كان طليحة يعد بألف فارس لشجاعته وشدته.»
- وقال صاحب أسد الغابة : «كان من أشجع العرب.»...

تعليقات

التنقل السريع