القائمة الرئيسية

الصفحات

الجور الانساني والعدل الرباني

إن الله يمهل ولا يهمل ...


تستطيع ان تهرب من الناس ولكن 
أين تذهب من رب الناس !!!
حدثنا أحد ضباط البحث الجنائي عن أغرب قصة أذهلته مما عاينه فقال :
 في يوم من الأيام وكان يوم الخميس وقبل صلاة المغرب بقليل جاءت سيارة مسرعةً بسرعةٍ جنونية متهورة على الطريق السريع فصدمت رجلاً كان يمشي بجانب الطريق أمام باب وكالة سيارات (شهيرة) وهرب السائق الذي صدم هذا الرجل ...
 وقد تمكنت الشرطة في نفس اليوم من إلقاء القبض عليه ...
أما الرجل الذي صدمته السيارة فقد توفي في الحال لقوة الضربة ،
 وعند البحث عن الأوراق التي كانت بحوزته ، تبين أنه قادم للبحث عن عمل في وكالة السيارات التي توفي أمامها ...
ونقل هذا المتوفى إلى إحدى المستشفيات حتى يحفظ في الثلاجة ويأتي أحد أقاربه للسؤال عنه واستلامه ...
مضى أسبوعين ولم يسأل عنه أي أحد !!
في نهاية الأسبوع الثاني بدأ ضابط البحث الجنائي يبحث عن هاتف منزله
 من خلال الأوراق التي كانت بحوزته ...
اتصل الضابط بالمنزل فردت عليه امرأة فسألها : أين فلان قالت : غير موجود ..
 فقال لها : وماذا تقربين أنت له ؟
قالت : انا زوجته ..
فقال لها : متى سيعود.
قالت : لا أعلم .!!!
لقد خرج منذ أسبوعين ولا نعلم عنه شيء وأنا وأطفالي الاثنين ننتظر عودته . ... أنهى الضابط المكالمة معها دون أن يخبرها بما حدث ...
وبدأ يفكر في أمرها وكيف يبلغها بأمر زوجها الذي دعسته السيارة ومات ...
ظل في حيرة من الأمر لمدة يومين ثم قرر بعدها إبلاغها بما حدث ...
اتصل عليها مرة أخرى وأبلغها بالأمر فحزنت حزناً شديداً وبكت وهو يحدثها ..
ثم طلب منها أن ترسل أي أحد من الأقارب حتى يتابع القضية
وينهي الإجراءت النظامية ...
فأبلغته المرأة بأنه لا يوجد لهم أقارب إلا عم لزوجها يسكن في منطقة تبعد عنهم
مئات الكيلومترات والعلاقة بينهم مقطوعة مع الأسف ...
تابع الضابط موضوع هذه المرأة بنفسه ...
 حتى دفن زوجها وحكمت المحكمة على السائق بالسجن  ودفع الدية للمرأة ...
أخذ هذا السائق يماطل بالدفع ويقول انني لا أملك شيئاً ولا أستطيع الدفع لها ...
 وبعد مرور ثلاثة أشهر من الحادث استطاع أن يحضر صك إعسار من احدى المحاكم بشهادة اثنين ... وطويت القضية على أنه معسر وسيتم سداده لهذه المرأة عندما تتحسن حالته المالية ....
تصوروا أحبتي حالة هذه المرأة المادية التي كان زوجها يبحث عن عمل ...
يقول الضابط كنت أجمع لها بعض النقود وأعطيها إياها ،
 وكنت أدلها على بعض الجمعيات الخيرية في البلد ..
ومرت الأيام ...
يقول الضابط المحترم : وفي يوم من الأيام وبعد سنة بالضبط من الحادث الأول كنت مناوباً وفي المساء وإذا بمكالمة هاتفية تأتي إلى الشرطة...
ويقدر الله أن أرد على هذه المكالمة وأنا بحضرة حوالي عشرين ضابطاً ...
 وإذا بخبر حادث سيارة أمام وكالة السيارات (الشهيرة) ذاتها التي وقع امامها الحادث السابق من سنة  ...
ذهبت إلى موقع الحادث للتحقيق فيه فوجدت إن سيارة صدت رجل ومات في الحال ... وكانت الجثة مشوهة جداً لا أحد يستطيع التعرف على ملامح هذا الميت ...
وكان اليوم خميس والوقت قبل المغرب بقليل ...
وبعد البحث عن الأوراق التي بحوزته كانت المفاجأة المذهلة والصاعقة
التي تيقنت من خلالها أنه لا شيء يضيع عند رب الأرباب فسبحان الله…
لقد تبين لي بأنه هو نفس الشخص الذي عمل الحادث السابق وظلم المرأة واولادها ولم يدفع الدية بحجة الإعسار الكاذب …
 في نفس المكان ونفس الموعد بعد سنة من الحادث الأول … !!
ومن هول المفاجأة بالنسبة لي أخذت أتردد على المكان عدة مرات ولعدة أيام وقست المسافة بين موقع الحادث الأول والحادث الثاني فوجدت الفرق خمسة أمتار بينهما …
ومما زاد من المفاجأة أن الذي توفي في الحادث الثاني جاء يمشي للدخول إلى وكالة السيارات ومعه شيك ليدفعه للوكالة لشراء سيارة جديده له منها … !!
انظر أخي المسلم كيف أن الرجل الأول كان في الطريق للبحث عن عمل
 وكان الثاني في الطريق لشراء سيارة جديدة ...
يقول الضابط الشهم : فأخبرت القاضي الذي سيتولى الحكم بموضوع هذا الرجل
وما كان منه من ظلم المرأة وعدم دفع الدية بحجة الإعسار…
وقد قدر الله أن سائق السيارة الذي صدم الرجل الثاني كان يعمل في شركة كبيرة وعندما طلبت منه الدية أحضرها سريعاً …
ولكن القاضي اصدر حكم بأن تكون هذه الدية من نصيب المرأة وأولادها التي ظلمهم هذا الميت حكماً عادلاً يرضي الله ورسوله ...
فسبحان الله ما أعظمه أن الجزاء من جنس العمل وكما تدين تدان …

تعليقات

التنقل السريع