رجال حول رسول الله ﷺ...
مواقف في جهاد وبطولات :
علي بن أبي طالب رضي الله عنه...
اسلام بطل الإسلام علي ...
هذا الغلام البطل الجميل من شباب الصحابة"رضي الله عنهم وأرضاهم"
لا يتجاوز عمره عشر سنين عندما بُعث محمدﷺ وجاءه الوحي
بادر فكان أول من اسلم ودخل في الإسلام إنه:
علي ابن أبي طالب رضي الله عنه
فقد قال الكثير من العلماء وهذا خير دليل على رجحان عقله وعلو همته
وسمو نفسه وهو في هذه السن !!
فبمجرد أنه عرف الحق وتبين له الباطل الذي يعيش عليه مجتمعه
شهد شهادة الحق ولم يقل كيف أخالف أهلي وقومي وعشيرتي !!
وانظروا إخوتي كيف أنه في هذا السن لم يكن يشغله اللعب واللهو والضياع
بل رأى في نفسه أنه جدير بأن يكون أول من دخل في دين الإسلام
وهو غلام لا يتجاوز عمره العشر سنين .
جهاده مع رسول الله ﷺ
كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه من أبطال المسلمين القلائل الذين صاحبوا
رسول اللهﷺ لقتال عدوه دوماً، فهو لم يتخلف عن أي غزوة غزاها الرسولﷺ
سوى غزوة تبوك لأن رسول اللهﷺ أمره أن يبقى في المدينة أميراً عليها
يدير شؤون المسلمين فيها في غياب رسول اللهﷺ ،
وراجع رسول اللهﷺ ليأذن له في الخروج معه فأمره أن يبقى في المدينة
وقال له ﷺ : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى
غير انه لا نبي بعدي..
والذي يتتبع جهاد علي رضي الله عنه في غزوات رسول اللهﷺ
يجد أنه قد سجل بطولات كثيرة و رائعة وتحسب له وتسجل بأحرف من نور..
- ففي غزوة بدر بارز أحد أبطال المشركين وهو الوليد بن عتبة
وفي لحظات صرعه،
وفي غزوة أحد ثبت مع النبي ثبات الأبطال يقاتل المشركين ويدافع عن رسول اللهﷺ إذ كان في وسط المعمعة ،
وأصيب إصابات كثيرة بلغت ست عشرة إصابة ،
وحمل الراية بعد استشهاد مصعب بن عمير رضي الله عنه
و في غزوة الأحزاب خرج عمرو بن عبد ود العامري معلماً ليرى مكانه ،
فلما وقف هو وخيله قال : من يبارز؟
فبرز له علي بن أبي طالب رضي الله عنه ،
فقال له : يا عمرو إنك قد كنت عاهدت الله ألا يدعوك رجل من قريش
إلى إحدى خلتين إلا أخذتها منه ،
قال له :أجل ... قال له علي: فإني أدعوك إلى الله ورسوله وإلى الإسلام
قال عمرو: لا حاجة لي بذلك...
قال علي : فإني أدعوك إلى المنزل ( النزال )
فقال له عمرو : لم يا ابن أخي ؟ فوالله ما احب ان أقتلك..
فقال له علي : لكني والله أحب أن أقتلك..
فحمي عمرو عند ذلك فاقتحم عن فرسه فعقره او ضرب وجهه ثم اقبل على علي فتنازلا و تجاولا حتى اوقعه علياً ارضاً وابعد عنه سيفه ، فلما ايقن عدو الله الموت بصق في وجه علي فتركه علي ولم يقتله وقال له خذ سيفك وبدأ بمبارزته من جديد
فقتله علي رضي الله عنه في هذه الجولة وكبر جند الله الله أكبر الله اكبر
و خرجت خيله منهزمة حتى اقتحمت الخندق هاربة!!
وفي غزوة بني قريظة سلمه رسول اللهﷺ الراية وأمَره على المسلمين
الذين توجهوا للقتال .فكان أدنى المسلمين إلى بني قريظة
وفي غزوة خيبر استعصى أهم حصن وهو (حصن ناعم) على المسلمين ، وحاولوا أكثر من مرة اقتحام الحصن فلم يتمكنوا من ذلك ،
وفي المساء قال رسول اللهﷺ: لأعطين هذه الراية غدا رجلاً يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه،،،
قال الراوي : فبات الناس جميعا يدركون أيهم يعطاها والكل يتمناها،
فقالﷺ: أين علي بن أبي طالب ، فقيل هو يا رسول الله يشتكي عينيه ،
قال ﷺ: فأرسلوا إليه ، فأتى فبصق رسول اللهﷺ في عينيه ،
ودعا له ، فبرأ كأن لم يكن له وجع، فأعطاه الراية ،
فقال علي : يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ،
فقالﷺ: أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام ،
وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه ،
فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم
وحمل علي بن أبي طالب وتقدم الصفوف ، فخرج له مرحب بطل يهود خيبر يطلب المبارزة ويرتزج قائلاً:
لقد علمت خيبر أني مرحب *** شاكي السلاح بطل مجرب
أطعن أحياناً وحين أضرب *** إذا الليوث أقبلت تلهـــــب
فردّ عليّه أسد الله الغالب علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) قائلاً:
أنا الذي سمّـتني أمي حيدرة .. أكيلكم بالسيف كيل السّـندرة
ضرغام آجام وليث قسورة .. عبل الذراعين شديد القصره
كليث غابات كريه المنظر .. على الأعادي مثل ريح صرصرة
أكليكم بالسيف كيل السندرة .. أضربكم ضربا يبين الفقره
وأترك القرن بقاع جزره .. أضرب بالسيف رقاب الكفرة
ضرب غلام ماجد حزوره .. من يترك الحق يقوم صغره
أقتل منهم سبعة أو عشرة .. فكلهم أهل فسوق فجره
فبرز له علي بن أبي طالب على الفور فتبارزا ،
فاختلف هو وعلي ضربتين فضربه علي رضي الله عنه على هامته
حتى عض السيف منها بأضراسه وسمع أهل المعسكر ضربته وخر صريعًا..
ثم هجم عليٌ والمسلمين على الحصن ففتحه الله لهم وتحقق النصر المؤزر.
وبعد وفاة الرسولﷺ :
كان أبو بكر رضي الله عنه يستشيره في عظائم الأمور
وكان يقول له دائماً :( أفتنا أبا الحسن ).
كذلك كانت مكانته عظيمة عند الفاروق عمر رضي الله عنه
وكان كثيراً يقول له : ( لولا علي لهلك عمر ).
وأيضاً كان كذلك على عهد عثمان رضي الله عنه :
فقد فكان علي رجل دولة بلا منازع ومستشار فوق العادة.
وفي خلافته رضي الله عنه كان قائداً وبطلاً مجاهداً ..
وفي الختام ...
استشهاد البطل والخليفة والإمام :
خرج عليٌ لصلاة الفجر فخرج عليه المجرم عبد الرحمن بن مُلجم من الخوارج
فقد اتفق مع اثنين آخرين على قتل الإمام علي ومعاوية بالشام وعمرو بن العاص بمصر . وكان السيف مسموماً فطعنه به وحُمل علي إلى داره وفطلب منه حامليه
أن يرجعوا إلى المسجد ليصلوا صلاة الفجر ثم يعودوا إليه
وحين رأى قاتله والناس ممسكة به قال لهم علي :
( لا تقتلوا بي سواه إن الله لا يحب المعتدين ، أحسنوا إليه وأكرموه
فإن عشت فأنا أولى بدمه قصاصاً أوعفواً ..
وإن مت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين ) ...
ثم إن الناس ألحوا عليه أن يستخلف ابنه الحسن وهم يقولون له :
( ماذا تقول لربك إن لقيته دون أن تستخلف علينا؟ )
فقال لهم علي ٌ:( أقول له جل شأنه :
لقد تركتهم كما ترك رسولك الكريم المسلمين دون أن يستخلف عليهم ) .
تعليقات
إرسال تعليق