القائمة الرئيسية

الصفحات


إن السمع والبصر والفؤاد ،
 كل أولئك كان عنه مسؤولاً ...



غض البصر وصحة الإنسان ...
يقول الله تعالى في كتابه الكريم:

[ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم
 ذلك أزكى لهم ، إن الله خبير بما يصنعون،
 وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ]
( النور 30-31) ...

فهل في غض البصر عن المحرمات أثرعلى صحة الإنسان ؟؟؟
إن العين هي الدرة الثمينة التي لا تقدر بثمن،
 وقد سماها الله تعالى الحبيبة والكريمة،
كما جاء في حديث رواه البخاري والترمذي وابن حبان
 أن النبي ﷺ قال :
 " إن الله عز وجل قال: إذا أخذت كريمتي عبدي ـ وفي رواية حبيبتي عبدي ـ فصبر واحتسب لم أرض له ثوابا دون الجنة".
وخلق العين من أعظم أسرار قدرة الخالق عز وجل،
 فهي برغم صغرها بالنسبة إلى كل المخلوقات من حولها،
 فإنها تتسع لرؤية كل هذا الكون الضخم بما فيه من سماوات وأراضين وبحار وكل المخلوقات.
 إنها عظمة الخالق البارئ المصور [ تبارك الله أحسن الخالقين ] وحاسة البصر تأتي في المرتبة الثانية من الأهمية بعد السمع،
 فيقول الله تعالى:
 [ إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيراً] (الإنسان 2) ...
والبصر مرآة الجسم، وآلة التمييز، 
وهو النافذة التي يطل منها على العالم الخارجي،
 ويكشف بها عن أسرار الأشكال والأحجام والألوان،
 وهو وسيلة الإنسان للإبصار والتفكر في خلق السماوات والأرض والكائنات بشكل عام قال تعالى :
[ قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق
 ثم الله ينشئ النشأة الآخرة، إن الله على كل شئ قدير] 
( العنكبوت 20) ...
ولأن العين كما قلنا أغلى ما يمتلكه الإنسان،
 فإنه من الواجب عليه أن يعتني بها ويصونها ويدرأ بها عن أي سوء قد يصيبها، والعين تحتاج إلى قدر كبير من الأوكسجين ، والهواء الطلق يعيد إليها الحيوية والنشاط، لذا فإن السفر إلى المناطق المفتوحة والنظر إلى البحر والجبال يريح العين ويجدد حيويتها، كما أنه من المهم جدا عمل تمرينات يومية لتنشيط العضلات المنظمة لحركة العين،....



فمثلا يتم نقل تركيز النظر من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار بالتدريج ثم العودة،
 والتركيز لأعلى نقطة في مجال الرؤيا ثم الهبوط لأسفل نقطة بالتدريج مع التكرار،
 والنظر إلى أعلى نقطة ثم الدوران بالنظر مائة وثمانون درجة والعكس،
 ومثل هذه التمرينات تحفظ صحة عضلات العين وتبقيها مرنة.
 ويجب كذلك العناية بتنظيف العين دائما، 
وتناول الأغذية التي تقويها وتحفظها،
 كتلك التي تحتوي على فيتامين (أ) :
كالكبد والبقدونس والجزر واللبن وغيرها من الأغذية،
 ومن أهم الأمور التي تحفظ للعين صحتها وقوتها هو:
 عدم استخدامها في معصية الله 
وهي النعمة التي أنعم علينا بها سبحانه وتعالى،
كإرهاقها بالنظر والتحديق إلى البرامج والأفلام المثيرة
 في جهاز "التلفاز"،
والله تعالى يقول في كتابه الكريم :
[ إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً ] 

(الإسراء 36) ...
فلا يجب على المسلم أن يصرف حواسه ويستهلكها 
فيما لا يرضي الله وفيما لا يفيد، 
فالتحديق بالبصر فيما يجلب الفتنة والشهوة للنفس الإنسانية 
شيء يتنافى تماماً مع الفطرة السليمة التي فطرنا الله عليها،،،
 وقد روى الطبراني والحاكم 
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :
 قال رسول الله ﷺ عن ربه عز وجل :
 " النظرة سهم مسموم من سهام إبليس 
من تركها من مخافتي أبدلته إيماناً يجد حلاوته في قلبه"...

 وقد ثبت علميا بالأبحاث والدراسات الطبية أن تكرار النظر بشهوة إلى الجنس الآخر وما يصاحبه من تولد رغبات جامحة لإشباع الغرائز المكبوتة، كل ذلك يفضي بالشخص إلى مشاكل عديدة
 قد تصل إلى إصابة جهازه التناسلي بأمراض وخيمة مثل احتقان البروستاتا، أو الضعف الجنسي وأحيانا العقم الكلي ، 
كما أثبتت بعض الدراسات الاجتماعية في المجتمعات الغربية
 أن عدم غض البصر يورث الاكتئاب والأمراض النفسية،
 وأن التفسخ الأخلاقي والتحلل الجنسي في تلك المجتمعات 
إنما هي بعض من نتائج عدم وجود دستور ديني أو قيود أدبية أخلاقية ينظم عمل هذه الحاسة النبيلة ويرشد استخدامها في الحياة بما يتوافق مع صحة الإنسان البدنية والنفسية، 
فحاسة النظر أقوى الحواس على الإطلاق من ناحية الاستجابة للإثارة الجنسية،
ومعنى أن يستخدمها الإنسان بلا وعي ولا نظام في النظر 
إلى كل شيءٍ مثير للشهوة
 فإن هذا يعني ببساطة أن صاحبها يبددها دون أن يدري،
 ويتبعها في هذا تبديد توازنه النفسي وبلا طائل يجنيه 
سوى توهم المتعة بما يرى.
وخير علاج لمرض النظر الشهواني إلى الجنس الآخر هو تذكر الله في كل وقت، وتذكير النفس دائما أنه سبحانه وتعالى يرانا ولا نراه،

فأين لنا بمكان يمكن أن نعصيه فيه دون أن يرانا ؟؟؟
 أين هو هذا المكان ؟!!

ولنتذكر فضل الله وثوابه على من يغض البصر خشية له سبحانه واتباعا لأوامره،
 فقد قال رسول الله فيما رواه أحمد والطبراني:
 " ما من مسلم ينظر إلى محاسن امرأة ثم يغض بصره،،،
 إلا أحدث الله له عبادة يجد حلاوتها في قلبه "

قصة واقعية وتجربة حقيقية ...
* يقول شاب تائب من إحدى المدن الساحلية :
 " كانت متعتي الوحيدة أيام شبابي في أوقات فراغي وفي الإجازات الصيفية الخروج إلى الطرقات وإلى شاطئ البحر مع بعض أصدقائي والنظر إلى وجوه الجميلات من الفتيات والنساء المتبرجات،
 فكنت أشعر بمتعة كبيرة في بادئ الأمر، ثم ومع مرور الوقت تحولت هذه الهواية لدي إلى ما يشبه الإدمان حتى أني تأخرت كثيراً في الدراسة، وكانت صور النساء اللاتي تقع عليهن عيناي تنطبع في ذاكرتي ولا تفارقها في نومي واستيقاظي وأحلامي،
 وبدأت أحيا في عالم عجيب من اختلاط الواقع بالحلم".
"وفي الجامعة فشلت في إقامة أي علاقة زمالة حقيقية واحدة

 مع أية فتاة كباقي الزملاء،
وكان الزملاء يحذروني من أن زميلاتنا تلحظن نظراتي المبتذلة لهن.
 وازدادت حالتي النفسية سوءاً وبدأت أتردد على الأطباء النفسيين
وأعالج بالمهدئات حتى نصحني أحدهم بأن أتزوج بأي شكل"
"وفعلا تزوجت وظن الجميع بي كما ظننت بنفسي أنى سأنتهي تماماً من متاعبي، وأفرغ رغباتي المكبوتة بشكل فطري طبيعي،

 ولكن هيهات، فقد فوجئت ببرود رهيب لدرجة لم أتخيلها أبداً. واسودت الدنيا في عيني وكنت أبكي كالأطفال في كل ليلة، 
وتحملتني زوجتي الطيبة ودعتني إلى العودة إلى الله معها،
 وقرأت لي في كتاب الله ثم قرأت بعدها،
 وكأني عثرت فجأة على كنز لا يقدر بثمن،
 لقد كانت هذه أول قراءة واعية لي في حياتي لآيات القرآن الكريم"
"مع مرور الأيام عاد الهدوء إلى نفسي مع الانتظام في قراءة القرآن والصلاة، وكان يوم قرأت في سورة النور
 [ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ]
يوماً عظيماً في حياتي، فقد أيقنت تماماً أن هذا الكتاب لا يمكن أن يضعه إلا خالق هذا الكون، لقد أحببت الله كثيراً منذ ذلك اليوم،
وازددت حباً لكتابه الكريم، ذلك الكتاب الذي تلمس حروفه وكلماته
 كل حنايا النفس البشرية فتوجهها إلى النور والطهر والاستقامة،
 وعدت مع طاعتي لله إلى حالتي الطبيعية.
 واليوم عندي والحمد لله من الأبناء أربعة والخامس في الطريق إن شاء الله".......

تعليقات

التنقل السريع