اسلاميات دين تعديل المشاركة الحسد القاتل و المكر الفاشل 10 أغسطس 2015 من تراثنا العربي ... قصة مؤثرة ... كان هناك رجل ساق اسمه محمد ، يسقي الماء المحلى للناس وهو يتجول بجرته الطينية في الأسواق ليرتزق الحلال ، وكسب الرجل حب كلّ الناس لحسن خلقه ولنظافته ودينه والتزامه وأمانته . وذاع صيت الرجل وبلغ خبره الآفاق ..حتى وصل خبره لقصر الملك ، ولما سمع الملك بهذا الساقي قال لوزيره : اذهب وأحضر لنا محمد الساقي . ذهب الوزير ليبحث عنه في الأسواق إلى أن وجده وأتى به إلى الملك سأل الملك محمد عن حاله وعن عياله وعمله فحمد الله الرجل وأثنى عليه فقال الملك : من اليوم فصاعدا لا عمل لك خارج هذا القصر، ستعمل هنا في قصري تسقي ضيوفي وتجلس بجانبي ، وتحكي لنا طرائفك التي اشتهرت بها.. قال محمد : السمع والطاعة. عاد محمد إلى زوجته يبشرها بالخبر السعيد وبفرج الله الذي نزل به ، وفي الغد لبس أحسن ما عنده وغسل جرته وقصد قصر الملك ، دخل الديوان الذي كان مليئاً بالضيوف وبدأ بتوزيع الماء عليهم وكان حين ينتهي يجلس بجانب الملك ليحكي له الحكايات والطرائف المضحكة ، وفي نهاية اليوم يقبض ثمن تعبه ويغادر إلى بيته . بقي الحال على ما هو عليه مدة من الزمن ، حتى دخل الحسد و الحقد في نفوس من حول الملك مما وصلت اليه محبة الملك وندمائه للساقي محمد ، وكان الوزير الأكثر الغيرة من محمد, بسبب المكانة التي احتلها بقلب الملك. فمكر مكراً وخط في نفسه حيلة خبيثة يخلص بها من الساقي الطيب ويصفو له قلب الملك كما كان !!! وفي الغد حين كان الساقي عائداً إلى بيته تبعه الوزير وقال له : يا محمد اني احبك واني لك ناصح ، قال محمد: وما الأمر يا سيدي ؟ قال الوزير : إن الملك يشتكي من رائحة فمك الكريهة واخبرني بذلك . تفاجأ الساقي وسأله : وماذا أفعل حتى لا أؤديه برائحة فمي يا سيدي؟ فقال الوزير : عليك أن تضع لثاماً حول فمك عندما تأتي إلى القصر. قال محمد : حسناً سأفعل . عندما أشرق الصباح وضع الساقي لثاماً حول فمه وحمل جرته واتجه إلى القصر كعادته. فاستغرب الملك منه ذلك لكنه لم يعلق عليه ، واستمر محمد يلبس اللثام يومياً إلى أن جاء يوم ، وسأل الملك وزيره عن سبب وضع محمد للثام ، فقال الوزير : أخاف يا سيدي إن أخبرتك قطعت رأسي !!!. فقال الملك : لك مني الأمان فقل ما عندك يا وزير ، قال الوزير: لقد اشتكى محمد الساقي من رائحة فمك الكريهة يا سيدي!!! أرعد الملك و أزبد وذهب عند زوجته فأخبرها بالخبر ، قالت الملكة : من سولت له نفسه قول هذا غداً يقطع رأسه، ويكون عبرة لكل من سولت له نفسه الانتقاص منك . قال الملك لها : ونعم الرأي يا عزيزتي . وفي الغد استدعى الملك الجلاد وقال له : من رأيته خرج من باب قصري حاملاً باقة من الورد فاقطع رأسه. وحضر الساقي كعادته في الصباح وقام بتوزيع الماء.. وحين حانت لحظة ذهابه أعطاه الملك باقة من الورد هدية له ، وعندما هم بالخروج التقى الساقي بالوزير، فقال له الوزير : من أعطاك هذه الورود ؟ قال محمد : سيدي الملك. فقال له : أعطني إياه أنا أحق بها منك. فأعطاه الساقي الباقة وانصرف ، وعندما خرج الوزير رآه الجلاد حاملاً لباقة الورد فقطع رأسه. وفي الغد حضر الساقي كعادته دائماً ملثماً حاملاً جرته ، وبدأ بتوزيع الماء على الحاضرين ، استغرب الملك رؤيته لظنه أنه ميت ، فنادى عليه وسأله : ما حكايتك مع هذا اللثام؟ قال محمد : لقد أخبرني وزيرك يا سيدي أنك تشتكي من رائحة فمي الكريهة ، و أمرني بوضع لثام على فمي كي لا تتأدى. سأله الملك مرة أخرى : وباقة الورد التي أعطيتك؟ قال محمد : أخذها الوزير فقد قال أنه هو أحق بها مني . فابتسم الملك وقال حقاً هو أحق بها منك ، فحسن النية مع الضغينة لا تلتقيان. تذكرة بليغة .. عندما تكون نقياً من الداخل ، يمنحك الله نوراً من حيث لا تعلم ، يحبك الناس من حيث لا تعلم ، و تأتيك مطالبك من حيث لا تعلم ، صاحب النية الطيبة هو من يتمنى الخير للجميع دون استثناء ، فسعادة الآخرين لن تؤخذ من سعادتك ،وغِناهم لن ينقص من رزقك ، وصحتهم لن تسلبك عافيتك ،واجتماعاتهم بأحبتهم لن يفقدك أحبابك .دائما كن الشخص الذي يمتلك النية الطيبة ... فيسبوك تويتر بنترست واتساب ريدايت لينكدين اسلاميات دين أخر المواضيع من قسم : اسلاميات