القائمة الرئيسية

الصفحات

شاب وفتاة يسبحان في الاسرار العميقة مع الاقدار القاسية (قصة)






قصة وعبرة ...





يقول الشاب صاحبنا : أنا احب الأطفال جداً
وطول عمري احلم أن أتزوج
و أنجب طفلاً ألعب معه و يلعب معي ،
فأحببت فتاة و كنت أعشقها ولم أتخيل حياتي بدونها
وما لبثت طويلاً حتى خطبتها ،
كنت أعمل في شركة براتب 800 دينار..
ومرة اخبرتني خطيبتي عن إعلان لوظيفة
في شركة استيراد و تصدير براتب 1500 دينار.
انبهرت جداً بالمبلغ لأنه يعتبر ضعف راتبي
فإستأذنت من مديري وجريت إلى الشركة صاحبة الإعلان ،
وأثناء ذلك و أنا امشي علي الطريق دهستني سيارة ،
كانت تقودها فتاة بسرعة عالية !!!
فأنا من شدة فرحتي بالوظيفة لم أكن أنظر حولي
وكان كل املي الحصول على الوظيفة
كي أسعد خطيبتي وأن ألبي لها كل احتياجاتها
خصوصاً أنها كثيرة المطالب.
لم أشعر بنفسي بعدها إلا و أنا على السرير في المستشفى
ولم أشعر بساقي اليمنى وعندما بدأت أفيق من الغيبوبة
رأيت فتاة جميلة جداً تمسك بوكيه ورد وتقف أمامي
وتنظر إليّ بابتسامة خفيفة فقلت من أنتي؟ وأين أنا ؟
قالت إهدأ .. وستعرف كل شيءٍ في أوانه ،
فصرخت و قلت رجلي تؤلمني ...
فدخل الطبيب عندما سمع صراخي وأعطاني حقنة مهدئة
وقال لي إهدأ..
قد تم قطع رجلك اليمنى بسبب قوة الإصطدام !!!
فبكيت وانهارت أعصابي من هول الصدمة ،
واذا بالفتاة جاءت وجلست بجواري على الفراش
قائلة لي : آسفة..
أنا السبب و حكت لي كل ما حدث وأن الخطأ مني ،
بسبب مروري السريع على الطريق.
فقمت بالإتصال بحبيبتي(خطيبتي) في الهاتف وحكيت لها ،
فأتت لي مسرعة إلى المستشفى وعندما رأتني في هذا الوضع ،
إنصدمت ولم تنطق بكلمة غير اسفة ،
أتمنى لك الشفاء ثم انصرفت..
وبعد أقل من نصف ساعة جائتني رسالة على هاتفي منها ،
تقول فيها : آسفة..
لا استطيع أكمال المشوار معك جاني عريس
وفي البيت غصبوني إن أتزوجه.
ثم أغلقت هاتفها وعلمت بعد ذلك أنها قامت بتغيير رقمها.
كل هذا والفتاة الجميلة تقف معي تبكي وتنظر لي .
وبعد مرور أسبوعين سمح لي الدكتور بالخروج على كرسي
وكانت تلك الفتاة معي لحظة بلحظة حتى ذهبت إلى منزلي .
عندما دخلت المنزل صرخت بأعلى صوتي لأني لم أستطع الحركة.
صرخت و قلت لماذا يا رب ؟
لماذا يا رب تجعل حبيبتي تتركني ؟
لماذا تجعل الوظيفة تذهب مني؟
لماذا تجعلني طول عمري عاجز ؟ لماذا يا رب؟
و كانت دموعي تنهمر على خدودي كينبوع دافق !!! .
ولم يدم حزني طويلاً خصوصاً أني لم أكن وحيداً ،
فلا أنكر أن تلك الفتاة كانت تأتي إلي وتزورني يومياً ،
واليوم الذي كانت تتأخر فيه أشعر كأني يتيم و وحيد ،
وبعد مرور شهرين أتاني إستدعاء من الجيش ،
و لكن تم إعفائي نهائياً بسبب ظروفي الصحية ،
وذهب شخص آخر من أصدقائي في دفعتي و لكن للأسف،
حدث إنفجار بإحد مستودعات أنابيب الغاز القريبة من الوحدة ،
أدت إلى موته واستشهاده ، فبكيت عليه كثيراً ،
و ايقنت ان الله منحني عمراً بقطع رجلي
وانا لا أعرف منحه سبحانه وتعالى .
ثم علمت من أحد الأصدقاء أن خطيبتي الأولى 
تزوجت أحد جيرانها ،
وهي على خلاف معه يوميًا لأنها تعاني من عقم ،
فحزنت عليها وعلى حالها ولكن شكرت ربي ،

و خصوصاً لأني متعلق بالأطفال.
وعندما كنت أتصفح الجرائد قرأت أن شركة الإستيراد والتصدير
التي كنت اريد اللحاق بها قد أعلنت إفلاسها بسبب ديون البنوك
مما دفعهم لطرد جميع العاملين بها فشكرت ربي على رحمته بي.


وطول هذه الفترة التي دامت أكثر من 70 يوماً ،
كانت تلك الفتاة الجميلة التي صدمتني بسيارتها
واهلها يزورني بإستمرار،
وتحضر لي كل مستلزمات المنزل
فقررت أن أطلب منها الزواج.
ولكن كنت أخشى أن ترفضني
و أخسر أجمل ملاك تعودت أن أراه أمام عيني
وعندما حضرت وكانت تقوم بعمل الشاي قررت أن أصارحها،
ولكن المفاجأة أنها أتت وقالت لي هل تقبل الزواج مني؟
فارتعش جسمي و قلت لها ماذا تقولين؟
قالت هل تقبل الزواج مني؟
فقلت لها أنا لا أقبل الشفقة من أحد.
قالت والله ليست شفقة و لكني أحببتك حقاً
ولا أستطع أن أعيش بدونك.
قلت لها و ساقي المقطوعة فإنها سوف تعجزني عن العمل ،
قالت أنت سوف تعمل في منصب مدير في إحدى 

شركات والدي وكل شغلك يكون على مكتب 
ولا يتطلب الحركة ،
فاندهشت جداً ولم أقل غير كلمة واحدة
والدموع تنزل من عيناي أمطار:
سامحني يارب.. سامحني فقد عارضت حكمتك
ونظرتك المستقبلية لي فلولا الحادث لكنت:
تزوجت عاقر لا تحب في الكون غير نفسها
فقد كشفتها لي قبل فوات الأوان.
كنت ذهبت إلى الجيش و تعرضت للوفاة ،
فأنت أخذت مني قدمي اليمنى و أعطتني عمراً.
- كنت التحقت بوظيفة لن تدوم لي ،،
وأنت الآن أعطيتني وظيفة بمرتب لم أحلم به أبدا.
عبرة و عظة ...
أخي و أختي :

قال تعالى :
(وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم 
وعسى ان تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم
والله يعلم وانتم لا تعلمون‏ (البقرة :216)). 
ما أعطاك الله فهو الخير لك ...
وما أخذ منك حتى يعطيك الأفضل فالحمد لله...

ثقوا دوماً أن الله يختار النافع لكم 

فلا تحزنوا إن أخذ الله منكم شيئًا ،
بل ثقوا أنه سوف يعطيكم أشياءاً أحسن منه بكثير.

التنقل السريع