القائمة الرئيسية

الصفحات

الترهيب لتحقق التصفية في الصيام






الصيام في السنة النبوية ...



الصيام بين الترغيب والترهيب :



لنا فى الكلام عن صيام رمضان خطان متزامنان متلازمان متوازيان
 كلاهما متأثر بالآخر ومؤثر فيه ولا غنى لأحدهما عن الآخر
 بل لا غنى للمسلم عن كليهما :
1- التخلية ( التصفية ) . 2- التحلية ( التربية ) .
وتأسيساً على هاتين الركيزتين جاءت النصوص عن رمضان
 فى القرآن والسنة للترغيب والترهيب :
 الترهيب لتحقق التصفية ، 
والترغيب لتحقق التحلية .
أولا : جانب الترهيب :
1. الترهيب من خروج العبد من رمضان غير مغفور له :
 عن الحويرث رضي الله عنه  قال :
 صعد رسول اللهالمنبر فلما رقى عتبة قال: آمين ،
 ثم رقى أخرى فقال: آمين ، ثم رقى عتبة ثالثة فقال: آمين ،
 ثم قال: أتانى جبريل عليه السلام  فقال يا محمد !
 من أدرك رمضان فلم يغفر له ؛ فأبعده الله ، فقلت : آمين ،
 قال : ومن أدرك والديه أو أحدهما فدخل النار ؛ فأبعده الله ، فقلت : آمين ،
 قال : ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله ، فقلت : آمين .
 [صحيح الترغيب والترهيب ج1 برقم996]
2. الترهيب من الغيبة والفحش والكذب :
عن أبى هريرة رضي الله عنه  قال : قال رسول الله
 :
" من لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه " . [صحيح الترغيب والترهيب ج1 برقم1084]
وعنه قال : قال رسول الله:
" ليس الصيام من الأكل والشرب وإنما الصيام من اللغو والرفث
فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل : إنى صائم " .
 [صحيح الترغيب والترهيب برقم1082]
عن ابن عمر قال : قال رسول الله:
 " رب صائم حظه من صيامه الجوع و العطش ورب قائم حظه من قيامه السهر" . [صحيح الترغيب والترهيب برقم 1084]
* قال ابن حجر : قال ابن بطال : ليس معناه أن يؤمر بأن يدع صيامه وإنما معناه التحذير من قول الزور وما ذكر معه . وأما قوله : " فليس لله حاجة "
 فالمراد : رد الصوم المتلبس بالزور وقبول السالم منه .
* قال ابن أبى العز : ومقتضى هذا الحديث أن من فعل ما ذكر لا يثاب على صيامه .
* وقال البيضاوى : ليس المقصود من شرعية الصوم نفس الجوع والعطش ،
 بل ما يتبعه من كسر الشهوات وتطويع النفس الأمارة للنفس المطمئنة ،
 فإذا لم يحصل ذلك لا ينظر الله إليه نظر القبول واستدل به على أن الأفعال تنقص .
وكأنهم فهموا من ذكر قول الزور والعمل به الأمر بحفظ النطق .

3. الترهيب من إفطار شىء في رمضان :
عن أبى أمامة الباهلي - رضى الله عنه - قال :
 سمعت رسول الله يقول : " بينا أنا نائم أتاني رجلان ,
فأخذا بضبعي فأتيا بي جبلاً وعراً , فقالا : اصعد , فقلت : إنى لا أطيقه ,
 فقال : إنا سنسهله لك فصعدت , حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة ,
قلت : ما هذه الأصوات ؟ فقالوا : هذا عواء أهل النار ,
ثم انطلق بي , فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم , مشققة أشداقهم , تسيل أشداقهم دما ,
 قال : قلت : من هؤلاء ؟ قالا : الذين يفطرون قبل تَحِلة صومهم " .
 [صحيح رواه ابن حبان ]
" ضبعى " : وسط الذراع , " عواء " : صراخ ,
 " بعراقيبهم " : جمع عرقوب وهو الوتر الذى خلف الكعبين ,
 " أشداقهم " : جوانب الفم , " قبل تحلة صومهم "
 أي : قبل أن يحل لهم ما حرم عليهم بسببه , 
والمراد أنهم يفطرون قبل تمام صومهم .
فإذا كانت هذه عقوبة من صام ثم أفطر قبل تحلة الصوم !!!
فما بال الذين لم يصوموا أصلا ؟

التنقل السريع