أبي رحمك الله ...
****************************
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟
قال : أمك ، قال ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ،
قال : ثم من ؟ قال : ثم أبوك " . رواه البخاري ومسلم .
احد الأسئلة الذي تم طرحه على طلاب الماجستير
للآداب الإنسانية كان : من هو الأب ؟
وكانت الإجابات جميلة ومنها إجابات عادية
ولكن أفضل ما ذكر هو هذه الأجابة :
الأب....
ذاك الرجل الذي ،،
تلبس حذائه فتتعثر من كبر حذائه لصغر قدمك،
تلبس نظارته تشعر بالعظمة،
تلبس قميصه فتشعر بالوقار،
تسمع صوته تشعر بالخوف و الوجل ،
تراه تشعر بالأمن و الطمأنينة ،
تطلبه مفتاح سيارته وتحلم أنك هو وأنك تقودها
يخطر في بالك شيء تافه فتتصل عليه وقت عمله،
يرد ويتقبلك بكل صدر رحب و لا تعلم ربما مديره وبخه
أو زميله ضايقه أو مصاريفكم أثقلته
وتطلبه بكل هدوء :
"بابا جيب معاك عصير فراولة"
ويرد :
من عينيّا بس بشرط خليك شاطر و متعذبش الماما،،،
يأتي البيت وقد أُرهق من العمل والحراره وزحمة الناس
والشارع فنسي طلبك فتقول بابا و ين العصير؟
فيبتسم و يخرج ليحضر لك طلبك التافه ،
بكل سعادة متناسيًا إرهاقه
لما نمرض لا ينام
وفي الإمتحان يدرس كأنه الملام
يتدين المال و لا يشعر بنيه بالحاجة و العوز ،
يفني شبابه لنكبر وندرس و ننجح،
إنه الشمعة التي تحترق لتنير لنا الدرب .
أما اليوم و قد كبرنا كما نعتقد ...
فمعظمنا إن لم نكن كلنا ...
لا تلبس حذائه بسبب ذوقه القديم !!!
تحتقر ملابسه و اغراضه و سيارته ،
التي كنت تتباهي بها أمام أصحابك ،،،
لأنها لا تروق لك وكلامه لا يلائمك !!!
فقد اصبحت مثقفاً !!!!!!!
وحركاته تشعرك بالاشمئزاز،
ويصيبك الإحراج منه لو رأه اصحابك !
تتأخر فيقلق عليك ويتصل بك فتشعر بأنه يضايقك،
وقد لا ترد عليه إذا كرر الإتصال والقلق !!!
تعود للبيت متاخراً فيوبخك ليشعرك بالمسؤولية
فتغضب... وتصرخ و تتمرد أنا حر ، لا احد له حق عليّ،،،
ويستمر في مشوار تربيتك ،،،
لأنه راع وكل راع مسؤول عن رعيته
ترفع صوتك عليه وتضايقه بكلامك وردودك ،،،
فيسكت ليس خوفاً منك بل من حبه وتسامحه معك!
وقدرة استيعابه لك ،،،
بالأمس في شبابه يرفعك على كتفه
واليوم أنت أطول منه بكثير فلا تحاول ان تمسك بيده
بالأمس تتعثر في الكلام وتخطيء في الأحرف
واليوم لايسكتك أحد !!!
فهل نسيت انه مهما ضايقك فهو والدك؟
كما تحمّلك في طفولتك وسفهك وجهلك
فتحمّله في مرضه و شيخوخته
أحسن إليه .. فغيرك يتمنى رؤيته من جديد
سألوني أي رجل تحب؟
فـقلت :
من انتظرني تسعه أشهر واستقبلني بفرحته
ورباني على حسابه وحساب صحته،
فسهر الليالي يفكر ويدبر حتى أصبحت رجلاً...
هو الذي سيبقى أعظم حـب بقلبي للأبد
عذراً لـجميع الرجال فـلا أحد يشبه الاب
الهي من مات فاغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناتك.
وكل حي اطل في عمره وفرج همه وارزقه من حيث لا يحتسب
وامطره برحمةٍ منك واغفر له وادخله فسيح جناتك.