الأمراض بين الدواء و الرقية الشرعية ...
- إن من السنن الكونية التي خلقها الله سبحانه وتعالى الأمراض ،
- وهي من الابتلاء الذي قدره الله على عباده ،
- ويكون فيه النفع للمؤمنين منهم ،
- فعن صهيب الرومي رضي الله عنه قال:
- قال رسول الله ﷺ:"عجباً لأمر المؤمن إن أمر كله خير
- وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر
- فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له" .
- رواه مسلم في كتاب الزهد
- ومن المعلوم أن الإبتلاءات من الأمراض وغيرها ،
- إما أن تكون رفع درجات ، أو تكفير سيئات ،
- أو عقوبة والعياذ بالله .
- ومن فضل الله تعالى على المؤمنين أن جعل الأمراض
- التي قدرها عليهم كفارات للذنوب والخطايا ،
- فعن ابن مسعود e، أن رسول الله ﷺ قال:
- "ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه
- إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها "
- رواه البخاري في كتاب المرض
- ومسلم في كتاب البر والصلة والآداب
- وكما أن الله سبحانه وتعالى أنزل الداء أنزل معه الدواء ،
- ويكون رحمةً منه وفضلاً على عباده ، مؤمنهم وكافرهم .
- فعن ابن مسعود e، أن رسول الله ﷺ قال :
- "إن الله لم ينـزل داءً إلا وأنزل له دواءً ؛
- جهله من جهله ، وعلمه من علمه".
- الالباني في"الصحيحة" ، و"صحيح موارد الظمآن".
- ومن الأدوية النافعة بإذن الله تعالى ،
- الرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة الصحيحة ،
- فعلى العبد أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى في الخير والشر،
- وفي السر والعلن ، وأن يدعوه في كشف الضر عنه،
- قال الله تعالى:
- أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ .
- (النمل:62)
- فإنه لا شافي إلا الله ، ولا منجي إلا هو سبحانه وتعالى ،
- قال تعالى : وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ .
- (الشعراء:80) .
- وأن في القرآن الكريم والسنة الصحيحة
- أنواعاً من العلاجات والأدوية النافعة بإذن الله تعالى ،
- وهي لا نعدل عن إلى الأدوية الكيمياوية في العصر الحاضر ،
- وعلينا أن نتداوى بالغذاء بدل الدواء ما أمكنه ذلك .
- قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى :
- وقد اتفق الأطباء على أنه متى أمكن التداوي بالغذاء
- لا يعدل إلى الدواء ، ومتى أمكن بالبسيط لا يعدل إلى المركب ،
- قالوا وكل داء قدر على دفعه بالأغذية والحمية
- لم يحاول دفعه بالأدوية ، قالوا ولا ينبغي للطبيب
- أن يولع بسقي الأدوية فإن الدواء إذا لم يجد
- في البدن داء يحلله أو وجد داء لا يوافقه أو وجد ما يوافقه
- فزادت كميته عليه أو كيفيته تشبث بالصحة وعبث بها ،
- وأرباب التجارب من الأطباء طبهم بالمفردات غالباً
- وهم أحد فرق الطب الثلاث . الطب النبوي .
- وقال في مكان آخر :
- فإعراض الناس عن طب النبوة كإعراضهم عن الاستشفاء بالقرآن
- الذي هو الشفاء النافع . الطب النبوي.
- وقال ابن حجر رحمه الله تعالى:
- في تعليقه على حديث المرأة التي تصرع :
- "وفيه أن علاج الأمراض كلها بالدعاء والالتجاء إلى الله
- أنجع وأنفع من العلاج بالعقاقير ،
- وأن تأثير ذلك وانفعال البدن عنه أعظم من تأثير الأدوية البدنية ،
- ولكن إنما ينجع بأمرين :
- أحدهما من جهة العليل وهو صدق القصد،
- والآخر : من جهة المداوي
- وهو قوة توجهه وقوة قلبه بالتقوى والتوكل والله أعلم" .
- فتح الباري .
تعليقات
إرسال تعليق