القائمة الرئيسية

الصفحات








قصة بطل من أبطال المسلمين ...





ابن تيميه و غازان ...



حين توجه غازان – أحد ملوك التتار الذين ادعوا الإسلام –


إلى الشام وقصد غزوها توجه إليه ابن تيمية مع عدد من علماء 


المسلمين ووجهائهم يحذرونه من مغبة فعله ,



وكان غازان قد قتل سبعين ألف فى يوم واحد ،



دخل ابن تيمية على غازان ولم يلق عليه السلام وقال له :


" أنت تزعم أنك مسلم ومعك مؤذنون وقاضٍ وإمام وشيخ 



على ما بلغنا , فغزوتنا وبلغت بلادنا على ماذا ؟!


وأبوك وجدك هلاكو كانا كافرين وما غزوا بلاد الإسلام،



بل عاهدوا قومنا فصدقا ولم يخلفا، وأنت عاهدت فغدرت ,


 

وقلت فما وفيت ...



وكان في أثناء حديثه لغازان يرفع صوته ويقترب منه

حتى كادت ركبته تلاصق ركبة السلطان يحذره ويخوفه ,

 فخافه السلطان وأنصت له

قال أحد الشيوخ الذى ذهب مع بن تيمية فى هذا اللقاء


فرفعنا ثيابنا خوفاً من يقطع غازان رقبة بن تيمية


 ويأتى دمه على ثيابنا ،


فنظر إليه غازان التتري


قال من هذا لقد وقفت له كل شعره فى رأسى 

ولقد وقع كلامه فى قلبي 

هذا لم تلد النساء مثله ، وقال له غازان ادعوا لي.

قال بن تيميه : اللهم إن كان قد خرج لإعلاء رايتك 




ولنصرة
 دينك ولنصرة الإسلام وأهله فانصره وسدده ،


وإن كان قد خرج رياءً وسمعةً وليفعل الافاعيل بالعباد 


والجور عليهم


فاللهم دمره وبدده ولا تسدده وأقضي عليه ومن معه.


ثم إن الشيخ حذره من قتل المسلمين وأخذ أموالهم ,


وحين قدّم لهم الطعام أبى ابن تيمية الأكل منه ,


 فقيل له : ألا تأكل ؟!

فقال : كيف آكل من طعامكم ؟؟؟!!!


وكله مما نهبتموه من أغنام المسلمين

وطبختموه بما قطعتموه من أشجارهم . .


 وحين خرجوا منه عنده

قال له أصحابه الامامين البلسى ونجم الدين :


" كدت تهلكنا وتهلك نفسك والله لا نمشي معك ،


قال لهم بن تيمية : والله لن أمشي معكم .


فسلك بن تيمية طريق وتركهم فسمع به الامراء من التتار


 فاحبوا أن يلتمسوا منه البركة في الدعاء 


حتى سار معه المئات


يحرسونه ويسيرون معه فى الطريق .


أما صاحبيه الأمامين البلسي ونجم الدين


خرج عليهم عصابة من التتار


فسرقوهم حتى أخذوا ملابسهم ومشوا عراة .

فلقد كانت شجاعة الشيخ بن تيمية الحقيقية والنادرة 

 ليس لأنه كان يملك جيشاً أو سلاحاً أو عشيرةً 

 بل لأنه كان مؤمناً بالله واثقاً بنصره وتأيده . 

تعليقات

التنقل السريع