مسائل في علم التوحيد ...
فاعلموا أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل ليستقيم أمر ديننا و دنيانا :
1. العلم وهو معرفة
الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الإسلام بالأدلة .
2. العمل به .3.الدعوة إليه .4. الصبر على الأذى
فيه .
قال ربنا :
(وَالعَصْرِ *إِنَّ
الأِنْسَانَ لفِي خُسْرٍ*
إِلا الذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلوا الصَّالحَاتِ
وَتَوَاصَوْا بِالحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)
.
قال الشافعي رحمه الله تعالى:
"لو
ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم"
وقال البخاري رحمه الله تعالى :
باب
العلم قبل القول والعمل والدليل قوله تعالى
(فَاعْلمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلا
اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لذَنْبِك)
فبدأ بالعلم قبل القول والعمل .
فلنبدأ اخوتي بهذه المسائل الضرورية لكل مسلم شرحاً و تفصيلاً ...
1. أن
الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملاً بل أرسل إلينا رسولاً
فمن أطاعه دخل الجنة ومن
عصاه دخل النار .
قال تعالى : (إِنَّا أَرْسَلنَا إِليْكُمْ رَسُولاً
شَاهِداً عَليْكُمْ
كَمَا أَرْسَلنَا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً*
فَعَصَى
فِرْعَوْنُ الرَّسُول فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً).
2. أن
الله لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته لا ملك مقرب ولا نبي مرسل .
قال تعالى (وَأَنَّ المَسَاجِدَ للهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللهِ أَحَداً).
3. أن من أطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة
من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب
قريب .
قال تعالى: ( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ
وَاليَوْمِ الآخِرِ
يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولهُ وَلوْ كَانُوا
آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ
أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ
كَتَبَ فِي قُلوبِهِمُ الأِيمَانَ
وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلهُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ
خَالدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللهُ
عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ
أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ
المُفْلحُونَ) .
الأصل الأول معرفة العبد ربه :
العلم وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الإسلام بالأدلة
اعلم أرشدك الله لطاعته أن الحنيفية ملة
إبراهيم
أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين وبذلك أمر الله جميع الناس وخلقهم لها
كما قال تعالى (وَمَا خَلقْتُ الجِنَّ وَالأِنْسَ إِلا ليَعْبُدُونِ) ،
ومعنى
يعبدون يوحدون وأعظم ما أمر الله به التوحيد
وهو إفراد الله بالعبادة وأعظم ما نهى
عنه الشرط وهو دعوة غيره معه .
قال تعالى (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ).
فإذا قيل لك:
ما الأصول الثلاثة التي
يجب على الإنسان معرفتها؟
فقل معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمداً
صلى الله عليه وسلم.
فإذا قيل لك: من ربك؟
فقل ربي الله الذي رباني وربي جميع العالمين
بنعمه
وهو معبودي ليس لي معبود سواه.
قال تعالى (الحَمْدُ
للهِ رَبِّ العَالمِينَ) ،
وكل ما سوى الله عالم وأنا واحد من ذلك العالم
.
فإذا قيل لك: بم عرفت ربك؟
فقل بآياته ومخلوقاته ومن آياته الليل
والنهار والشمس والقمر
ومن مخلوقاته السموات السبع والأرضون السبع ومن فيهن وما
بينهما.
قال تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ الليْل وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ
وَالقَمَرُ
لا تَسْجُدُوا للشَّمْسِ وَلا للقَمَرِ وَاسْجُدُوا للهِ
الذِي
خَلقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) ،
وقوله تعالى (إِنَّ
رَبَّكُمُ اللهُ الذِي خَلقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
ثُمَّ
اسْتَوَى عَلى العَرْشِ يُغْشِي الليْل النَّهَارَ يَطْلبُهُ حَثِيثاً
وَالشَّمْسَ
وَالقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ
أَلا لهُ الخَلقُ وَالأَمْرُ
تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَالمِينَ)
والرب هو المعبود.
قال تعالى (يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الذِي خَلقَكُمْ
وَالذِينَ مِنْ قَبْلكُمْ
لعَلكُمْ تَتَّقُونَ *
الذِي جَعَل لكُمُ
الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً
وَأَنْزَل مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ
بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لكُمْ
فَلا تَجْعَلوا للهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ
تَعْلمُونَ)
قال ابن كثير رحمه الله تعالى
"
الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة "
وأنواع العبادة التي أمر الله بها
مثل الإسلام والإيمان والإحسان
ومنه الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة
والرهبة والخشوع
والخشية والإنابة والاستعانة والاستعاذة والاستغاثةوالذبح
والنذر
وغير ذلك من أنواع العبادة التي أمر الله بها كلها لله تعالى
قال تعالى (وَأَنَّ
المَسَاجِدَ للهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللهِ أَحَداً)
فمن صرف منها شيئاً لغير الله فهو
مشرك كافر .
قال تعالى (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لهُ بِهِ
فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلحُ الكَافِرُونَ)
وفي الحديث: الدعاء مخ
العبادة .
قال تعالى (وَقَال رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لكُمْ
إِنَّ الذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)
ودليل الخوف قوله تعالى
(
فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)
ودليل الرجاء قوله تعالى
(فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لقَاءَ رَبِّهِ فَليَعْمَل عَمَلاً صَالحاً
وَلا
يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)
ودليل التوكل قوله تعالى:
(عَلى اللهِ فَتَوَكَّلوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) ،
وقوله (وَمَنْ
يَتَوَكَّل عَلى اللهِ فَهُوَ حَسْبُه)
ودليل الرغبة والرهبة
والخشوع
قوله تعالى ( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي
الخَيْرَاتِ
وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لنَا خَاشِعِينَ)
ودليل الخشية قوله
تعالى ( فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي)
ودليل الإنابة قوله تعالى
( وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَأَسْلمُوا له)
ودليل الاستعانة قوله
تعالى (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) ،
وفي الحديث "إذا
استعنت فاستعن بالله"
ودليل الاستعاذة قوله
تعالى (قُل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)
ودليل الاستغاثة
قوله تعالى
(إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لكُمْ)
ودليل الذبح قوله
تعالى
(قُل إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ
العَالمِينَ *
لاشَرِيكَ لهُ وَبِذَلكَ أُمِرْتُ
وَأَنَا أَوَّل المُسْلمِينَ) ،
ومن السنة : " لعن الله من
ذبح لغير الله "
ودليل النذر قوله تعالى
(
يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) .
المسأله الثانية :.العمل به...............يتبع
تعليقات
إرسال تعليق