القائمة الرئيسية

الصفحات

الصحابي الجليل أبا ذر الغفاري رضي الله عنه  





قبل الإسلام ...في الجاهلية كان شجاعاً بطبعه، وقد روى ابن سعد في طبقاته، "أنّ أبا ذر كان رجلاً يصيب الطريق، وكان شجاعاً يتفرد وحده بقطع الطريق، ويغير على الصرم ـ وهي الفرقة من الناس بأعداد قليلة ـ في عماية الصبح على ظهر فرسه، أو على قدميه، كأنه السبع، فيطرق الحي ويأخذ ما يأخذ، ثم إن الله قذف في قلبه الإسلام".وكان هذا هو نمط الحياة السائد في البادية، التي كانت تقوم على النهب والسلب، ولا يرى فيها الأعرابي ما يخلّ بالشرف أو المكانة الاجتماعية، بل كانت  مدعاة فخر واعتزاز ،و تمنح لمن يقوم بها رفعةً ومكانةً بين قومه، ودليلاً على شدة بأسه وقوة شكيمته،
ولكن الإسلام نهى عن هذه الممارسات المحرمة ، فاستجاب أبو ذر والمسلمون لهذه الدعوة.

في الإسلام ...
وحين أسلم أبو ذر، زاده الإسلام قوةً وصلابة وشجاعة ، و منحه زخماً إيمانياً ، جعله من فرسان الإسلام وأبطاله الأوائل ،  وهذا ما تجلّى بقوله للنبي():" يا رسول الله، إني منصرف إلى أهلي ، وناظر حتى يؤمر بالقتال ، فألحق بك ، فإني أرى قومك عليك جميعاً "، فقال رسول الله ():" أصبت".كان أبو ذر في الجاهلية يرفض عبادة الأصنام ، وحين تناهى إلى سمعه نبأ ظهور النبي () ،في مكة ودعوته الناس إلى الإسلام ، عقد العزم على اللقاء به ، والاستماع إليه ، فأرسل أخاه أنيساً ليحمل إليه بعض أخباره ، و انطلق أنيس حتى قدم مكة ،
وسمع من قوله ()، ثم رجع إلى أبي ذر، وقال له ،رأيته يأمر بالمعروف ، و ينهى عن المنكر، و يأمر بمكارم الأخلاق ، وسمعت منه كلاماً ما هو بالشعر !!!!!
ما أثار حفيظة أبي ذر، فقدم إلى مكة ، وأتى المسجد ، فالتمس النبي() وهو لا يعرفه ، و كره أن يسأل عنه ، فالتقاه علي رضي الله عنه ، فمكث عنده ثلاثة أيام ، اصطحبه بعدها إلى النبي () .داعية متفان في سبيل الإسلامعرض النبي() الإسلام عليه فأسلم ، وشهد بأنه لا إله إلاّ الله ، وأن محمداً رسول الله ،
وطلب الرسول منه أن يرجع إلى قومه ويدعوهم إلى الإسلام،
ويكتم أمره عن قريش ، ولكنه ما إن وصل إلى المسجد ، حتى صاح بأعلى صوته بالشهادتين، فثار إليه القوم وضربوه ، فأنقذه العباس رضي الله عنه ، مبيناً لهم مخاطر ما أقدموا عليه على تجارتهم التي تمر بالقرب من غفار.تركت هذه الحادثة أثراً سلبياً على نفسية أبي ذر رضي الله عنه ، وعاهد نفسه أن يثأر من قريش ، فخرج وأقام بـ " عسفان " ،
وكلما أقبلت عير لقريش يحملون الطعام ، يعترضهم ويجبرهم على إلقاء أحمالهم ،
فيقول أبو ذر لهم : لا يمس أحد حبة حتى تقولوا لا إله إلا الله ، فيقولون لا إله إلاّ الله ، ويأخذون ما لهم .وحين رجع أبو ذر إلى قومه ، نفّذ وصيّة رسول الله () ،فدعاهم إلى الله عز وجل ، ونبذ عبادة الأصنام والإيمان برسالة محمد (فكان أول من أسلم منهم أخوه أنيس ، ثم أسلمت أمهما ،
ثم أسلم بعد ذلك نصف قبيلة غفار، وقال نصفهم الباقي ، إذا قدم رسول الله إلى المدينة ، أسلمنا ، و هذا ما تم ، و جاءت أسلم فقالوا يا رسول الله : إخوتنا ، نسلم على الذي أسلموا عليه ، فأسلموا . و في ذلك قال رسول الله (): " غفّار غفر الله لها ، وأسلم سالمها الله ".
ومما يلفت له، أن أبا ذر كان من المبادرين الأول لاعتناق الإسلام ، حتى قيل إنه رابع من أسلم ، وقيل خامسهم .وبقي أبو ذر بين قومه فترة طويلة ،
لم يحضر في خلالها غزوة بدر ولا أحد ولا الخندق ،
كما تقول الروايات ، وبقي بينهم في الخندق الآخر، حيث كان يفقههم في دينهم ، ويعلمهم أحكام الإسلام .عناية خاصة من قبل الرسول ():حظي أبو ذر بالاهتمام الكبير ،والعناية الخاصة من قبل الرسول( فعن أبي الدرداء قال: " كان النبي() يبتدئ أبا ذر إذا حضر ويتفقده إذا غاب " ،حاول المشاركة في غزوة تبوك ، ولكن جمله أبطأ عليه ، فتركه وحمل رحله على ظهره وتبع النبي ماشياً .ولم يعلم الكثير عن مسار شخصية أبي ذر ،في الفترة ما بين خلافة عمر إلى خلافة عثمان، فلا حديث ولا رواية عنه في تلك الفترةويكفي قول رسول الله() فيه: "ما تقل الغبراء، ولا تظل الخضراء من ذي لهجة أصدق ولا أوفى من أبي ذر".أقام في الشاموقد جاء في تاريخ ابن الأثير في حوادث سنة 23هـ:
"وفيها غزا معاوية الصائفة الروم ومعه عبادة بن الصامت، وأبو أيوب الأنصاري، وأبو ذر".وفي حوادث سنة 28هـ، قال: "كان فتح قبرس على يد معاوية... إلى أن قال: ولما غزا معاوية هذه السنة،
غزا معه جماعة من الصحابة، منهم أبو ذر...".رحمك الله ابا ذرٍ و رضي الله عنك،،، و عن جميع صحابة النبي محمد


التنقل السريع