جوهرة صنعت مجدًا ودمّرت ملوكًا
في مكانٍ ما من قلب الهند القديمة، وُلدت الماسة التي حملت في بريقها لعنة لا تخبو.
اسمها “كوهينور”، أي جبل النور، ويُقال إن أول من عثر عليها كان في القرن الثالث عشر، حين اكتشفها عامل بسيط أثناء التنقيب في منجم بمنطقة جولكوندا. لم يكن يدري أنه حمل بين يديه حجرًا سيُلهب حروبًا ودماءً على مدار مئات السنين.
كانت الماسة تُنسب للآلهة في الأساطير الهندية القديمة، وكان الاعتقاد السائد أن من يمتلكها يملك القوة، لكن بثمنٍ فادح: الدماء والدموع.
مرت “كوهينور” على أيدي العديد من السلاطين والملوك — من حكام المغول في الهند، إلى نادر شاه ملك فارس، الذي نهبها بعد غزوه للهند عام 1739، وهو من أطلق عليها اسم “جبل النور” حين رآها تتلألأ تحت ضوء الشمس.
لكنه لم يهنأ بها طويلًا، إذ اغتيل بعد فترة قصيرة بطريقة غامضة.
انتقلت بعدها إلى أيدي أمراء أفغانستان، ثم إلى مهراجا البنجاب “رانجيت سينغ” الذي أحبها بشدة وجعلها رمزًا لمملكته.
لكن بعد وفاته، تفككت المملكة، وسقط ابنه، وصودرت الجوهرة بعد احتلال البريطانيين للهند عام 1849.
ومنذ ذلك الوقت، أصبحت كوهينور ملكة المجوهرات في التاج البريطاني — لكنها جلبت أيضًا الخوف لكل من حملها من الرجال.
الأسطورة تقول إن الماسة تحمل لعنة قديمة:
“كل رجل يمتلكني سيعرف الشقاء حتى الموت، أما النساء فسيجدن فيّ الحماية والمجد.”
ومنذ أن دخلت بريطانيا، لم يرتدها أي ملك بعد الآن.
بل أُضيفت إلى تاج الملكة فيكتوريا، ثم نُقلت إلى تاج الملكة إليزابيث لاحقًا. ومنذ ذلك الوقت، لم تُرتدِ الماسة إلا من نساء العائلة المالكة — وكأن التاريخ نفسه يحذر الرجال من لمسها.
الملفت أن كل من طالب بإعادتها إلى الهند أو أفغانستان، اصطدم بحواجز سياسية ودبلوماسية معقدة، وكأن “اللعنة” نفسها تحمي مكانها الحالي في برج لندن حيث تُعرض اليوم خلف زجاج سميك ومراقبة أمنية مشددة.
قصة “كوهينور” ليست مجرد حكاية عن حجر كريم، بل عن هوس الإنسان بالملكية، وكيف يمكن للجمال أن يتحول إلى لعنة حين يتجاوز حدود الطمع.
هي مرآة لزمنٍ اعتقد فيه الملوك أن الأشياء تمنحهم الخلود، لكنهم نسوا أن حتى الجواهر تُرهق من كثرة الدماء التي حملتها عبر التاريخ.
الحقائق المؤكدة:
الماسة حقيقية 100%.أصلها من الهند، ويُعتقد أنها اكتُشفت في مناجم “جولكوندا” قبل أكثر من 800 سنة.
كانت ملكاً لعدد من الحكّام: المغول، الفرس، الأفغان، السيخ، ثم استولت عليها بريطانيا عام 1849 وأُضيفت إلى مجوهرات التاج البريطاني.
وهي الآن موجودة في برج لندن ضمن التاج الخاص بزوجة الملك.
الجانب الأسطوري:
“لعنة الماسة” ليست مثبتة علمياً، بل جاءت من القصص التي تناقلها الناس بعد أن لاحظوا أن كل رجل امتلكها تقريباً مات مقتولاً أو خسر ملكه.
لذلك صار يُقال إن الماسة تجلب النحس للرجال فقط، بينما النساء لا يصيبهن منها شيء — ولهذا بريطانيا تبقيها للملكات والملكات القرينات فقط.
كلمات مفتاحية:
Kohinoor diamond, cursed diamond, British crown jewels, Indian history, mysterious jewels, royal treasure, gemstone curse, historical mystery, diamond legend, lost treasures.
تعليقات
إرسال تعليق