القائمة الرئيسية

الصفحات

ظاهرة الخسوف الكلي للقمر: "القمر الدموي"

يعتبر خسوف القمر الكلي أحد أروع الظواهر الفلكية التي يمكن مشاهدتها بالعين المجردة، حيث يتحول لون القمر إلى اللون الأحمر الداكن، مما يمنحه لقب "القمر الدموي". هذا الحدث الكوني يجمع بين العلم والجمال، ويستمر في إثارة دهشة العلماء والمشاهدين حول العالم.



ما هو الخسوف الكلي للقمر؟

يحدث خسوف القمر عندما تمر الأرض بين الشمس والقمر، فتحجب ضوء الشمس عن القمر. في هذه الحالة، يقع القمر بالكامل داخل منطقة الظل الداكنة التي تلقيها الأرض في الفضاء، وتسمى "الظل الحقيقي" (Umbra). لكن القمر لا يختفي تمامًا، بل يكتسي لونًا أحمر أو برتقاليًا.

لماذا يظهر القمر باللون الأحمر؟

يُعزى هذا اللون الأحمر إلى ظاهرة علمية تُسمى تشتت رايلي (Rayleigh scattering). عندما يمر ضوء الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض، فإن الأجواء تعمل كمنشور عملاق. تقوم بتشتيت الألوان ذات الأطوال الموجية القصيرة مثل الأزرق والبنفسجي، بينما تسمح للألوان ذات الأطوال الموجية الطويلة مثل الأحمر والبرتقالي بالمرور. هذا الضوء الأحمر المنكسر عبر الغلاف الجوي هو الذي يصل إلى سطح القمر ويعكسه مرة أخرى نحو الأرض، مما يجعلنا نرى القمر باللون الأحمر الدموي.

تؤثر حالة الغلاف الجوي للأرض بشكل كبير على درجة احمرار القمر. فإذا كان الغلاف الجوي مليئًا بالملوثات أو الرماد البركاني، فإن القمر سيظهر بلون أحمر داكن جدًا. أما إذا كان الغلاف الجوي نقيًا، فسيظهر بلون برتقالي فاتح.

مراحل الخسوف الكلي

يُمكن تقسيم خسوف القمر إلى عدة مراحل يمكن ملاحظتها:

• مرحلة شبه الظل (Penumbral Phase): يبدأ القمر في الدخول إلى منطقة شبه الظل الخفيفة للأرض. في هذه المرحلة، لا يلاحظ المشاهدون أي تغيير كبير في إضاءة القمر.

• الخسوف الجزئي (Partial Eclipse): يبدأ القمر في الدخول إلى منطقة الظل الحقيقي للأرض. يظهر بوضوح جزء مظلم ينمو ببطء على سطح القمر.

• الخسوف الكلي (Total Eclipse): يغوص القمر بالكامل داخل الظل الحقيقي للأرض. في هذه المرحلة، يكتسب القمر لونه الأحمر المميز.

• نهاية الخسوف: تتكرر المراحل السابقة بشكل عكسي حتى يخرج القمر بالكامل من ظل الأرض ويعود إلى إضاءته الطبيعية.


آية من آيات الله في الكون

عندما نشهد هذه الظاهرة الفلكية العظيمة، وهي تتحكم في حركة الأجرام السماوية بدقة متناهية، ندرك مدى عظمة الخالق الذي أبدع هذا الكون ونظّمه. إن خسوف القمر ليس مجرد حدث فلكي عابر، بل هو آية من آيات الله في كونه، تذكرنا بأن كل شيء في الوجود يسير وفق نظام محكم ومقدر. إنها دعوة للتأمل في بديع صنع الله وقدرته التي لا حدود لها، كما قال تعالى في كتابه العزيز: "وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ۚ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ".



تعليقات

التنقل السريع