القرآن الكريم ليس كتاب هداية روحية فقط، بل هو أيضًا كتاب يحمل إشارات علمية دقيقة توافق ما توصّل إليه العلماء في العصر الحديث. إن الإعجاز العلمي في القرآن يُظهر عظمة الخالق وقدرته، ويجعل المؤمن يزداد يقينًا بأن هذا الكتاب من عند الله. وفي هذا الجزء الثاني من السلسلة، سنعرض خمسة من أبرز الإعجازات القرآنية التي تتعلق بالكون والطبيعة.
1. دورة الماء في الطبيعة
قال تعالى:
﴿وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ﴾ (المؤمنون: 18).
القرآن الكريم وصف دورة الماء بدقة مذهلة؛ نزوله من السماء، جريانه في الأرض، ثم تبخره وعودته إلى السماء. هذه الدورة اكتشفها العلماء بعد قرون طويلة، بينما أشار إليها القرآن منذ أكثر من 1400 سنة.
2. ظلمات البحر العميق
قال تعالى:
﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ﴾ (النور: 40).
الآية تصور البحار العميقة حيث الظلام الدامس نتيجة ضعف الضوء، مع الإشارة إلى الموج الداخلي تحت السطح. هذه الحقيقة لم تُكتشف إلا بالوسائل العلمية الحديثة.
3. الحديد منزل من السماء
قال تعالى:
﴿وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ﴾ (الحديد: 25).
ثبت علميًا أن الحديد لم يتكون على الأرض، بل أتى من النيازك التي اصطدمت بها منذ ملايين السنين، وهو ما يوضح دقة التعبير “أنزلنا”.
4. بصمة الإصبع
قال تعالى:
﴿بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ﴾ (القيامة: 4).
البنان هو أطراف الأصابع. القرآن يلفت إلى تميز البنان، والعلم الحديث أثبت أن لكل إنسان بصمة إصبع لا تتكرر عند أحد، وهي وسيلة أساسية للتعرف على الهوية.
5. طبقات الغلاف الجوي
قال تعالى:
﴿الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا﴾ (الملك: 3).
تشير كلمة “طباقًا” إلى طبقات متراكبة. وقد اكتشف العلم أن الغلاف الجوي مكوّن من عدة طبقات (التروبوسفير، الستراتوسفير، الميزوسفير…)، كل منها له دور في حماية الحياة على الأرض
ما عرضناه هنا ليس سوى بداية الطريق في فهم الإعجاز القرآني في الكون. لنكتشف معًا كيف يفتح القرآن الكريم آفاقًا واسعة للتفكر في عظمة الله.

تعليقات
إرسال تعليق