القائمة الرئيسية

الصفحات

الإعجاز العلمي في القرآن الكريم: دلائل كونية أثبتها العلم الحديث.


يُعَدّ القرآن الكريم كتاب هداية وتشريع، لكنه في الوقت ذاته يضم بين آياته إشارات كونية ومعجزات علمية لم يُكتشف صدقها إلا بعد قرون طويلة من نزول الوحي. هذا ما يُعرف بـ الإعجاز العلمي، وهو ما يؤكد أن هذا الكتاب العظيم كلام الله عز وجل الذي يعلم أسرار السماوات والأرض.




1. توسّع الكون

قال الله تعالى:

﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾ [الذاريات: 47]

لم يكن أحد يعلم أن الكون في حالة تمدّد دائم إلا في القرن العشرين، عندما اكتشف العلماء أن المجرات تبتعد عن بعضها بسرعة هائلة. هذا الاكتشاف يُعَد من أهم النظريات العلمية الحديثة، وقد ورد ذكره في القرآن قبل أكثر من 1400 عام.


2. نشأة الجنين في بطن الأم

قال تعالى:

﴿خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ﴾ [الإنسان: 2]

وفي آية أخرى:

﴿ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا﴾ [المؤمنون: 14]

العلم الحديث أثبت أن الجنين يمر بهذه المراحل بدقة متناهية: نطفة، ثم علقة (تشبه قطعة الدم المعلقة)، ثم مضغة (كتلة لحم صغيرة)، ثم تتكون العظام ويكسوها اللحم. هذا الوصف القرآني الدقيق سبق علم الأجنة بقرون طويلة.


3. الحاجز بين البحرين

قال تعالى:

﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ۝ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ﴾ [الرحمن: 19-20]

العلم الحديث أثبت أن هناك حاجزًا مائيًا يفصل بين البحار ذات الكثافات المختلفة فلا يطغى أحدهما على الآخر، وهو ما يسمّى بـ “البرزخ المائي”. هذه الحقيقة لم تُعرف إلا حديثًا عبر الدراسات البحرية.


4. الجبال أوتادًا للأرض

قال تعالى:

﴿وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا﴾ [النبأ: 7]

الجيولوجيا الحديثة أثبتت أن للجبال جذورًا عميقة تمتد تحت الأرض وتعمل على تثبيت القشرة الأرضية مثل الأوتاد، وهو ما يُفسّر استقرار اليابسة ومنعها من الاهتزاز الشديد.


5. ظلام الفضاء

قال تعالى:

﴿وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ۝ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا﴾ [الحجر: 14-15]

الاكتشاف العلمي يثبت أن الصعود خارج الغلاف الجوي يكشف عن ظلام دامس وغياب الألوان، وهو ما أشار إليه القرآن الكريم بدقة بالغة.


الحكمة من الإعجاز العلمي

الإعجاز العلمي لا يعني أن القرآن كتاب علوم، بل هو كتاب هداية أشار إلى حقائق كونية ليزداد المؤمن إيمانًا، وليعلم الكافر أن هذا الكلام لا يمكن أن يكون من عند بشر.


الخلاصة

هذه الأمثلة ليست سوى جزء يسير من بحر واسع من إعجاز القرآن الكريم، الذي لا تنقضي عجائبه ولا يَخلَق على كثرة الرد. ومع كل اكتشاف علمي جديد، يزداد اليقين بأن القرآن الكريم كلام الله الحق


تعليقات

التنقل السريع