القائمة الرئيسية

الصفحات


نبي الله ابراهيم الخليل عليه السلام ...

مواجهة عبدة الملوك:
بعد أن أقام إبراهيم الحجة على عبدة التماثيل بشكل قاطع،
 كما أقامها على عبدة النجوم والكواكب من قبل بشكل حاسم،
 فلم يبق إلا أن تقام الحجة على الملوك المتألهين وعبادهم..
 وبذلك تقوم الحجة على جميع الكافرين.
 فذهب إبراهيم عليه السلام لملك متألّه كان في زمانه.
 وتجاوز القرآن اسم الملك لانعدام أهميته،
 لكن روي أن الملك المعاصر لإبراهيم كان يلقب (بالنمرود):
 وهو ملك الآراميين بالعراق. كما تجاوز حقيقة مشاعره،
كما تجاوز الحوار الطويل الذي دار بين إبراهيم وبينه.
 لكن الله تعالى في كتابه الحكيم أخبرنا الحجة الأولى التي أقامها إبراهيم عليه السلام على الملك الطاغية، فقال إبراهيم بهدوء:
قال تعالى: { رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ } البقرة 258
فقال النمرود: { أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ } البقرة 258
فأستطيع أن أحضر رجلاً يسير في الشارع وأقتله!!!
وأستطيع أن أعفو عن محكوم عليه بالإعدام وأنجيه من الموت..!!! وبذلك أكون قادراً على الحياة والموت.
لم يجادل إبراهيم الملك لسذاجة ما يقول.
 غير أنه أراد أن يثبت للملك أنه يتوهم في نفسه القدرة
 وهو في الحقيقة ليس قادراً على شيء بدون قدرة الله وإذنه.
 فقال إبراهيم ، قال تعالى :
{فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ}البقرة 258 استمع الملك إلى تحدي إبراهيم صامتاً واجماً..
 فلما انتهى كلام النبي بُهت الملك وأحس بالعجز الكامل
 ولم يستطع أن يجيب. فقد أثبت له إبراهيم أنه كاذب..
 قال له إن الله يأتي بالشمس من المشرق،
 فهل يستطيع هو أن يأتي بها من المغرب..
 إن للكون نظاماً وقوانين يمشي طبقاً لها.. قوانين خلقها الله
 ولا يستطيع أي مخلوق أن يتحكم فيها.
ولو كان الملك صادقاً في ادعائه الألوهية...
 فليغير نظام الكون وقوانينه.. ساعتها أحس الملك بالعجز..
وأخرسه التحدي. ولم يعرف ماذا يقول، ولا كيف يتصرف.
انصرف إبراهيم من قصر الملك، بعد أن بهت الذي كفر.

هجرة إبراهيم عليه السلام: 
انطلقت شهرة إبراهيم في المملكة كلها. تحدث الناس عن معجزته ونجاته من النار، وتحدث الناس عن موقفه مع الملك وكيف أخرس الملك فلم يعرف ماذا يقول. واستمر إبراهيم في دعوته لله تعالى.
بذل جهده ليهدي قومه، حاول إقناعهم بكل الوسائل،
 ورغم حبه لهم وحرصه عليهم فقد غضب قومه وهجروه،
ولم يؤمن معه من قومه سوى امرأة ورجل واحد.
 امرأة تسمى سارة، وقد صارت فيما بعد زوجته، ورجل هو لوط،
 وقد صار نبيا فيما بعد. وحين أدرك إبراهيم أن أحداً لن يؤمن بدعوته. قرر الهجرة ,قبل أن يهاجر، دعا والده للإيمان،
 ثم تبين لإبراهيم أن والده عدوٌ لله، وأنه لا ينوي الإيمان،
 فتبرأ منه وقطع علاقته به. فسبحان الله الواحد الأحد !!!
للمرة الثانية تتكرر في قصص الأنبياء ونصادف هذه المفاجأة.
 في قصة نبي الله نوح عليه السلام كان الأب نبياً والابن كافراً،!!!
 وفي قصة إبراهيم كان الأب كافراً والابن نبياً،
وفي القصتين نرى المؤمن يعلن براءته من عدو الله،
 رغم كونه ابنه أو والده !!!!
وكأن الله يفهمنا من خلال القصة أن العلاقة الوحيدة التي ينبغي
أن تقوم عليها الروابط بين الناس،
 هي علاقة الإيمان لا علاقة النسب والقرابة والدم...
 خرج إبراهيم عليه السلام من بلده وبدأ هجرته.
سافر إلى مدينة تدعى أور. ومدينة تسمى حاران.
ثم رحل إلى فلسطين ومعه زوجته، المرأة الوحيدة التي آمنت به. وصحب معه لوطاً .. الرجل الوحيد الذي آمن به.
بعد فلسطين ذهب إبراهيم إلى مصر. وطوال هذا الوقت وخلال هذه الرحلات كلها، كان يدعو الناس إلى عبادة الله، ويحارب في سبيله، ويخدم الضعفاء والفقراء، ويعدل بين الناس،
ويهديهم إلى الحقيقة والحق.

 قصة إبراهيم عليه السلام وزوجته سارة
وموقفهما مع ملك مصر: 
 وصلت الأخبار لملك مصر بوصول رجل لمصر معه امرأة هي أجمل نساء الأرض. فطمع بها. وأرسل جنوده ليأتونه بهذه المرأة.
 وأمرهم بأن يسألوا عن الرجل الذي معها، فإن كان زوجها فليقتلوه. فجاء الوحي لإبراهيم عليه السلام بذلك.
فقال إبراهيم -عليه السلام- لسارة إن سألوك عني فأنت أختي -أي أخته في الله-، وقال لها ما على هذه الأرض مؤمن غيري وغيرك -فكل أهل مصر كفرة، ليس فيها موحد لله عز وجل.
 فجاء الجنود وسألوا إبراهيم: ما تكون هذه منك ؟
قال: أختي . لما عرفت سارة أن ملك مصر فاجر ويريدها له أخذت تدعوا الله قائلة : اللهم إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك
 وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط عليّ الكافر.
 فلما أدخلوها عليه. مد يده إليها ليلمسها فشلّ وتجمدت يده في مكانها، فبدأ بالصراخ لأنه لم يعد يستطيع تحريكها، وجاء أعوانه لمساعدته لكنهم لم يستطيعوا فعل شيء. فخافت سارة على نفسها أن يقتلوها بسبب ما فعلته بالملك. فقالت: يا رب اتركه لا يقتلوني به. فاستجاب الله لدعائها. لكن الملك لم يتب وظن أن ما حدث كان أمراً عابراً وذهب. فهجم عليها مرة أخرى. فشلّ مرة ثانية. فقال: فكيني. فدعت الله تعالى فَفَكّه. فمد يده ثالثة فشلّ. فقال: فكيني وأطلقك وأكرمك. فدعت الله سبحانه وتعالى فَفُك.
 فصرخ الملك بأعوانه: أبعدوها عني فإنكم لم تأتوني بإنسان بل أتيتموني بشيطان. فأطلقها وأعطاها شيئاً من الذهب،
 كما أعطاها أَمَةً اسمها "هاجر".
 هذه الرواية مشهورة عن دخول إبراهيم -عليه السلام- لمصر. وكانت زوجته سارة لا تلد. وكان ملك مصر قد أهداها سيدة مصرية لتكون في خدمتها، وكان إبراهيم قد صار شيخاً،
وابيض شعره من خلال عمر أبيض أنفقه في الدعوة إلى الله،
 وفكرت سارة إنها وإبراهيم وحيدان، وهي لا تنجب أولاداً،
 ماذا لو قدمت له السيدة المصرية لتكون زوجة لزوجها ؟
 وكان اسم المصرية "هاجر".
وهكذا زوجت سارة سيدنا إبراهيم من هاجر،
 وولدت هاجر ابنها الأول فأطلق والده عليه اسم "إسماعيل".
كان إبراهيم شيخاً حين ولدت له هاجر أول أبنائه إسماعيل.

إبراهيم عليه السلام وإحياء الموتى:
ملأ اليوم الآخر قلب إبراهيم بالسلام والحب واليقين.

وأراد أن يرى يوما كيف يحيي الله عز وجل الموتى.
 حكى الله هذا الموقف في سورة (البقرة)..
 قال تعالى: { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ :
أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنْ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا
 ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(260) }
 فعل إبراهيم ما أمره به الله. ذبح أربعة من الطير
وفرق أجزاءها على الجبال. ودعاها باسم الله فنهض الريش يلحق بجناحه، وبحثت الصدور عن رؤوسها،
 وتطايرت أجزاء الطير مندفعة نحو الالتحام،
والتقت الضلوع بالقلوب، وسارعت الأجزاء الذبيحة للالتئام،
ودبت الحياة في الطير، وجاءت طائرة مسرعة
ترمي بنفسها في أحضان إبراهيم.

تعليقات

التنقل السريع