القائمة الرئيسية

الصفحات

يحيى النبي شهيد فتوى الحق


نبي الله يحيى عليه السلام...
من هو نبي الله يحيى ؟

إنه يحيى ابن نبي الله زكريا عليه السلام ، 
والذي ولد استجابة لدعاء زكريا عليه السلام لله..
 فبعدما ما رآى زكريا عليه السلام من آيات الله ومعجزاته الباهرة
 التي أعطاها الله لمكفولته مريم ابنة عمران وخاصة لما رأى أطايب الطعام
والشراب والفاكهة تأتيها يومياً بشكل غريب عجيب..
فسألها من أين لك هذا كله  قالت له مريم عليها السلام وبكامل الإيمان 
والثقة بالله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب !!!
وقتها ومن فوره دعا زكريا عليه السلام ربه متبتلاً ومخلصاً ومنيباً
 أن يرزقه الذرية الصالحة بعد أن بلغ من العمر مبلغاً كبيراً وأن زوجته عاقر
فاستجاب له ربه وأرسل له البشير جبريل عليه السلام وهو قائم يصلي في المحراب فبشره بقدوم مولود له ذكر واسمه يحيى بإذن الله 
 ومن فرحة سيدنا زكريا عليه السلام لم يكد يصدق !!!
فقال يا رب اجعل لي علامة ومعجزة لأزداد ايماناً وتصديقاً ببشارتك يا ربي
 فأعطاه رب العزة آية ودلالة ومعجزة ...
وكانت آية مولده(يحيىعليه السلام) أن لا يستطيع زكرياعليه السلام 
أن يكلم الناس ثلاث ليال كاملات وأصبح يحدثهم بالإشارة ،
وخرج على قومه بالبشرى وأعلمهم بالإشارة أن يسبحوا الله بكرة وعشيا..

قال تعالى :
فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ [37]هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ [38] فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ [39] قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ

قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ [40] قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً ۖ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ۗ وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ [41]
..آل عمران :37-41...

فضله عليه السلام..
يذكر العلماء فضل نبي الله يحييعليه السلام فمما ورد :
كان يحيي معاصراً لنبي الله عيسى ابن مريم عليهما السلام
وقريبه من جهة الأم (ابن خالة أمه)..
وتروي السنة أن يحيي وعيسى التقيا يوما.
فقال عيسى ليحيي: استغفر لي يا يحيي.. أنت خير مني.
قال يحيي: استغفر لي يا عيسى. أنت خير مني.
قال عيسى: بل أنت خير مني.. سلمت على نفسي وسلم الله عليك.
و
في ذلك  تشير القصة إلى فضل يحييعليه السلام حين سلم الله عليه
فقال تعالى: فالسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا.
أما سيدنا عيسى فقد قال الله تعالى على لسانه :
والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً...


- ويقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه يوماً
 فوجدهم يتذاكرون فضل الأنبياء عليهم السلام.
قال قائل: موسى كليم الله.
وقال قائل: عيسى روح الله وكلمته.
وقال قائل: إبراهيم خليل الله.
ومضى الصحابة يتحدثون عن الأنبياء،
فتدخل الرسول عليه الصلاة والسلام حين رآهم لا يذكرون يحييعليه السلام.
فقال صلى الله عليه وسلم : وأين الشهيد ابن الشهيد ؟
يلبس الوبر ويأكل الشجر مخافة الذنب. أين يحيي بن زكريا ؟
ولد يحيي عليه السلام.. كان ميلاده معجزة..
 فقد جاء لأبيه زكريا بعد عمر طال حتى يئس الشيخ من الذرية..
 وجاء بعد دعوة نقية تحرك بها قلب النبي زكريا.

سمته عليه السلام...
وقد كان نبي الله يحيى عليه السلام نبياً وحصوراً ومن الصالحين ،
 كما كان باراً بأبيه زكريا وأمه كثيراً
وكان رجل ديناً وتقياً يعلم حدود الله ويقف عندها ويلتزمها
وكان ورعاً عن الحرام منذ صباه ، ولم تغره المظاهر والمعاصي
 ولا الملذات التي كانت مزدهرة حولهم في تلك الحقبة من الزمن

قال تعالى في سورة (مريم):
يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12)
وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (13) وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا (14)
وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا(15)

سيرة حياته 
عليه السلام...
هذا هو يحييعليه السلام ، نبي الله الذي شهد الحق عز وجل له:
 أنه لم يجعل له من قبل شبيهاً ولا مثيلاً،
وهو النبي الذي قال الحق عنه: (وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا)..
ومثلما أوتي الخضر علماً من لدن الله، أوتي يحيي حنانا من لدن الله،
والعلم مفهوم ، وأما الحنان فهو العلم الشمولي الذي يشيع في نسيجه حب عميق للكائنات ورحمة بها ، كأن الحنان درجة من درجات الحب الذي ينبع من العلم.
ولقد كان يحيي
عليه السلام في الأنبياء نموذجاً لا مثيل له في النسك والزهد
 والحب الإلهي.. فهو النبي الناسك.
كان يشع ويتوقد حباً لكل الكائنات ، فأحبه الناس وأحبته الطيور والحيوانات
والوحوش والصحاري والجبال،وأحبه كل شيء
وكل ذلك لم يكن يشفع له عند أهل الحكم والسياسة وعلية القوم الفاسدون
 فقد أهدر دمه بسبب كلمة حق قالها في بلاط ملك ظالم،
 بشأن أمر يتصل بإمرأة لعوب وراقصة بغي وقع في حبائل هواها الملك !!! .

تفاصيل حياته عليه السلام حتى الشهادة ...
ولد يحيي عليه السلام فجاءت طفولته غريبة عن دنيا الأطفال..
كان معظم الأطفال يمارسون اللهو، أما هو فكان جادا طوال الوقت..
 كان بعض الأطفال يتسلى بتعذيب الحيوانات،
 وكان يحيي يطعم الحيوانات والطيور من طعامه رحمة بها، وحنانا عليها،
 ويبقى هو بغير طعام.. أو يأكل من أوراق الشجر أو ثمارها.
وكلما كبر يحيي في السن زاد النور في وجهه وامتلأ قلبه بالحكمة وحب الله
والمعرفة والسلام. وكان يحيي يحب القراءة، وكان يقرأ في العلم من طفولته..
 فلما صار صبيا نادته رحمة ربه:
يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا

صدر الأمر ليحيي وهو صبي أن يأخذ الكتاب بقوة،
بمعنى أن يدرس الكتاب بإحكام، كتاب الشريعة..
فرزقه الله الإقبال على معرفة الشريعة والقضاء بين الناس وهو صبي..
فكان أعلم الناس وأشدهم حكمة في زمانه درس الشريعة دراسة كاملة،
 ولهذا السبب آتاه الله الحكم وهو صبي.. كان يحكم بين الناس،
 ويبين لهم أسرار الدين، ويعرفهم طريق الصواب ويحذرهم من طريق الخطأ.
وكبر يحيي فزاد علمه، وزادت رحمته، وزاد حنانه بوالديه، والناس،
 والمخلوقات، والطيور، والأشجار.. حتى عم حنانه الدنيا وملأها بالرحمة..
 كان يدعو الناس إلى التوبة من الذنوب، وكان يدعو الله لهم..
ولم يكن هناك إنسان يكره يحيي أو يتمنى له الضرر.
كان محبوباً لحنانه وزكاته وتقواه وعلمه وفضله..
 ثم زاد يحيي على ذلك بالتنسك.
وكان يحيي إذا وقف بين الناس ليدعوهم إلى الله أبكاهم من الحب والخشوع..
وأثر في قلوبهم بصدق الكلمات وكونها قريبة العهد من الله وعلى عهد الله..
وجاء صباح خرج فيه يحيي على الناس.. امتلأ المسجد بالناس،
 ووقف يحيي بن زكريا وبدأ يتحدث.. فقال عليه السلام :
 إن الله عز وجل أمرني بكلمات أعمل بها، وآمركم أن تعملوا بها..
 أن تعبدوا الله وحده بلا شريك.. فمن أشرك بالله وعبد غيره
 فهو مثل عبد اشتراه سيده فراح يعمل ويؤدي ثمن عمله لسيد غير سيده..
 أيكم يحب أن يكون عبده كذلك..؟
وآمركم بالصلاة لأن الله ينظر إلى عبده وهو يصلي، ما لم يلتفت عن صلاته..
 فإذا صليتم فاخشعوا.. وآمركم بالصيام..
فان مثل ذلك كمثل رجل معه صرة من مسك جميل الرائحة،
 كلما سار هذا الرجل فاحت منه رائحة المسك المعطر.
وآمركم بذكر الله عز وجل كثيرا، فان مثل ذلك كمثل رجل طلبه أعداؤه
فأسرع لحصن حصين فأغلقه عليه..
 وأعظم الحصون ذكر الله.. ولا نجاة بغير هذا الحصن.
كان أحد ملوك ذلك الزمان طاغية ضيق العقل غبي القلب يستبد برأيه،
 وكان الفساد منتشرا في بلاطه.. وكان يسمع أنباء متفرقة عن يحيي فيدهش
لأن الناس يحبون أحداً بهذا القدر، وهو ملك ورغم ذلك لا يحبه أحد.
وكان الملك يريد الزواج من ابنة أخيه، حيث أعجبه جمالها،
 وهي أيضا طمعت بالملك، وشجعتها أمها على ذلك.
 وكانوا يعلمون أن هذا حرام في دينهم.
فأرد الملك أن يأخذ الإذن من يحيى عليه السلام.
 فذهبوا يستفتون يحيى ويغرونه بالأموال ليستثني الملك.
لم يكن لدى الفتاة أي حرج من الزواج بالحرام، فلقد كانت بغيّ فاجرة.
لكن يحيى عليه السلام أعلن أمام الناس تحريم زواج البنت من عمّها.
حتى يعلم الناس –إن فعلها الملك- أن هذا انحراف.
فغضب الملك وأسقط في يده، فامتنع عن الزواج.
لكن الفتاة كانت لا تزال طامعة في الملك.
 وفي إحدى الليالي الفاجرة أخذت البنت تغني وترقص فأرادها الملك لنفسهن
 فأبت وقالت: إلا أن تتزوجني. قال: كيف أتزوجك وقد نهانا يحيى.!!!
قالت: ائتني برأس يحيى مهراً لي.
وأغرته إغراءاً شديداً فأمر في حينه بإحضار رأس يحيى له.
فذهب الجنود الأغبياء ودخلوا على نبي الله يحيى 
عليه السلام 
فوجدوه يصلي في المحراب ولم يمهلوه حتى ينهي صلاته فقتلوه،
 وقطعوا رأسه وقدموا رأسه على صدر من ذهب للملك ،
 وبدوره قدّم الملك الصدر الذهبي وعليه رأس نبي الله يحيىعليه السلام
 إلى ابنة أخيه البغيّ مهراً لها وتزوجها بالحرام...!!!

تعليقات

التنقل السريع