القائمة الرئيسية

الصفحات

اسرار معجزة البقرة الاغلى في الكون




قصة البقرة وموسى وبني اسرائيل :






مكث موسى في قومه يدعوهم إلى الله ما شاء الله من الوقت
وبعد أن أنجاه الله وبني اسرائيل المؤمنون من فرعون وجنوده
بإغراقهم في البحر بعد معجزة شق البحر لموسى وقومه
ومرورهم فيه بدون أدنى أذى أوخطر فلحقهم فرعون وجنوده
فأطبق الله عليهم البحر فأغرقوا جميعاً ...
- ورث موسى وقومه المؤمنون مصر (الأرض) وما حولها
وأصبحوا اسيادها وحكامها بعد أن كانواً عبيداً وخدماً فيها
لدى فرعون وملأه...
ولكن يبدو أن نفوسهم كانت غير متشربة بالإيمان كفاية
رغم كل المعجزات والآيات التي رأوها بأم أعينهم
وحضروها بأنفسهم ولمسوها بكل حواسهم،
وظهر ذلك جلياً مثلاً عندما رأوا قوماً يعكفون على صنم يعبدوه
فقالوا لموسى عليه السلام اجعل لنا آلهة كما لهم آلهة !!!
فقال لهم موسى عليه السلام إنكم قوم تجهلون ...
وكذلك فيما يعرف بقصة البقرة التي أمرهم الله
أن يذبجوها لحكمة ارادها الله ...
فالموضوع كله لم يكن يقتضي كل هذه المفاوضات
بينهم وبين موسى عليه السلام ،
كما أنه لم يكن يستوجب كل هذا التعنت والتفاصيل والأخذ والرد .

وقصة البقرة المعجزة هي :





أن رجل ثري وذو منزلة رفيعة في بني إسرائيل
وجد مقتولاً دون أدلة على قاتله ولا مقدمات لمقتله،
فاختصم القوم وأهله وكادوا يقتتلون إذ لم يعرفوا قاتله،
وحين أعجزههم الأمر لجئوا لموسى عليه السلام ليطلب إلى ربه
أن يجلي الحقيقة للقوم دون أي ريبة وشك .
فلجأ سيدنا موسى عليه السلام لربنا سبحانه وتعالى
الذي يعلم السر وأخفى .
فأمره الله أن يأمر القوم أن يذبحوا بقرة .
وكان على بني اسرائيل أن يقولوا سمعنا وأطعنا أمر الله
وأن يذبحوا أول بقرة تقع عليها ايديهم طاعة لله وتنفيذاً لأمره .

ولكنهم بدءوا مفاوضات لا أصل لها وبدأوا بأسئلة لا فائدة منها .
فبادىء ذي بدأ اتهموا موسى عليه السلام بأنه يسخر منهم ويتخذهم هزوا،
واستعاذ موسى بالله أن يكون من الجاهلين وان يسخر منهم.
وأفهمهم أن حل القضية يكمن في ذبح بقرة
وليس بالمناقشات التي لا طائل لها.
وأن الأمر هو معجزة ربانية يريد الله أن يريهم إياها ،
ولا علاقة لها بالمألوف في الحياة أو المعتاد بين الناس. 



فليست هناك علاقة بين ذبح البقرة ومعرفة القاتل في الجريمة
الغامضة التي وقعت، لكن متى كانت الأسباب المنطقية
هي التي تحكم حياة بني إسرائيل وتقنعهم ؟

إن المعجزات الخارقة هي القانون السائد الذي كان دائماً يقنعهم ،
وليس استمرارها في حادث البقرة أمراً
يوحي بالعجب أو يثير الدهشة. ويعاود أمره أن يذبحوا بقرة،
وتعود الطبيعة المراوغة لبني إسرائيل إلى الظهور،
تعود اللجاجة والالتواء، فيتساءلون:
أهي بقرة عادية كما عهدنا من هذا الجنس من الحيوان؟
أم أنها خلق تفرد بمزية، فليدع موسى ربه ليبين ما هي ؟؟
ويدعو موسى عليه السلام ربه فيزيد الله التشديد عليهم ،
وتحدد البقرة أكثر من ذي قبل، بأنها بقرة وسط.
ليست بقرة مسنة، وليست بقرة فتية. بقرة متوسطة.
إلى هنا كان ينبغي أن ينتهي الأمر، غير أن المفاوضات
لم تزل مستمرة، والمراوغة من بني إسرائيل
لم تزل هي التي تحكم مائدة المفاوضات.
فما هو لون البقرة ؟ يتساءلون ؟
لماذا يدعو موسى ربه ليسأله عن لون هذا البقرة ؟
لا يراعون مقتضيات الأدب والوقار اللازمين في حق الله تعالى
وحق نبيه الكريم،
وكيف أنهم ينبغي أن يخجلوا من تكليف موسى بهذا الاتصال المتكرر
حول موضوع بسيط لا يستحق كل هذه اللجاجة والمراوغة.
ويسأل موسى ربه ثم يحدثهم عن لون البقرة المطلوبة.
فيقول أنها بقرة صفراء، فاقع لونها تسر الناظرين.
وهكذا حددت البقرة بأنها صفراء، ورغم وضوح الأمر،
فقد عادوا إلى اللجاجة والمراوغة.
فشدد الله عليهم كما شددوا على نبيه وآذوه.
عادوا يسألون موسى أن يدعو الله ليبين ما هي،
فإن البقر تشابه عليهم،
وهنا حدثهم موسى عليه السلام نقلاً عن ربه تعالى فيقول :
أنها بقرة ليست معدة للحرث ولا للسقي، سالمة من كل العيوب،
صفراء لا شية فيها، بمعنى خالصة الصفرة.
انتهت بهم اللجاجة إلى التشديد وأخرسوا وبدءوا
بحثهم عن بقرة بهذه الصفات الخاصة وأعياهم البحث جداً.

وفي النهاية ...

وأخيرا وجدوا البقرة...!!




ولكن أين وجدوها ؟؟
وماذا جرى بعد أوجدوها ؟؟

فقد وجدوا البقرة ضالتهم عند يتيم ليس له من الرزق غيرها
فطلبوها منه فرفض بيعها وبدأوا يفاوضوه ببيعها
ويغروه بالسعر والولد وأمه يرفض البيع !!!
( ويقال : إنهم لم يجدوا بقرة بهذه الصفة إلا عند رجل منهم ،
كان باراً بأبيه ، فطلبوها منه ، فأبى عليهم ،
فأرغبوه في ثمنها حتى-أعطوه فيما ذكر السدي-بوزنها ذهباً،
فأبى عليهم حتى أعطوه بوزنها عشر مرات ذهباً !!!
فباعها لهم ، فأمرهم نبي الله موسى بذبحها )
وبقي القوم يساوموه على البقرة حتى دفعوا له 10 اضعاف
وزنها ذهباً ومجوهرات وحلي ما يشتري مئات بل آلاف
الأبقار غيرها ولكنهم لا يريدون إلا هذه البقرة !!!
فقبل الولد رغم ذلك مكرهاً وعلى مضض ببيع البقرة
بعد أن عرف الأمر الإلهي وطلب موسى عليه السلام
وليس طمعاً بالمال فاشتروها وذبحوها.
وأمسك موسى جزء من البقرة ( وقيل لسانها )
وضرب به القتيل فنهض من موته.
فسأله موسى عليه السلام عن قاتله فحدثهم القتيل عن قاتله
( وقيل أشار إلى القاتل فقط من غير أن يتحدث)
ثم عاد إلى الموت !!!.
وشاهد بنو إسرائيل معجزة إحياء الموتى أمام أعينهم،
وسمعوا بآذانهم إلى اسم القاتل وانكشف غموض القضية
التي حيرتهم زمناً طال بسبب لجاجتهم وتعنتهم.
فانظروا إخوتي إلى سوء أدب القوم مع نبيهم وربهم،
وكان الأولى بهم أن يقولوا لموسى عليه السلام تأدبا :


بدل ( ادْعُ لَنَا رَبَّكَ) ادع لنا ربنا.
أما ما يقولوا له فكأنهم يقصرون ربوبية الله تعالى
على موسى عليه السلام ويخرجون أنفسهم من شرف العبودية لله.
انظر إلى الآيات كيف توحي بهذا كله.
ثم تأمل سخرية السياق منهم لمجرد إيراده لقولهم :
( الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ )
بعد أن أرهقوا نبيهم ذهاباً وجيئةً بينهم وبين الله عز وجل ،
بعد أن أرهقوا نبيهم بسؤاله عن صفة البقرة ولونها وسنها
وعلاماتها المميزة ، بعد تعنتهم وتشديد الله عليهم،
يقولون لنبيهم حين جاءهم بما يندر وجوده
ويندر العثور عليه في البقر عادة
فقد سألوا لأنفسهم التشديد فشدد الله عليهم كثيراً
عقوبةً لهم . ساعتها قالوا له: "الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ".
كأنه كان يلعب قبلها معهم،
ولم يكن ما جاء هو الحق من أول كلمة لآخر كلمة.
ثم انظر إلى ظلال سياق الآيات وما تشي به من ظلمهم:
( فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ)
ألا توحي لك ظلال الآيات بتعنتهم وتسويفهم ومماراتهم
ولجاجتهم في الحق؟
هذه اللوحة الرائعة تدل بما لا يدع مجالاً للشك
بمواقف بني إسرائيل على موائد المفاوضات
فهي دائماً كصورتهم على مائدة المفاوضات
مع نبيهم الكريم موسى عليه السلام .


تعليقات

التنقل السريع