القائمة الرئيسية

الصفحات

لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ...


اداب الدعوة لله من كتاب الله ...
﴿اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42)﴾
ولا تنيا، يعني لا تتباطأ.
﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)﴾
دخل واعظ على بعض الملوك، قال إني سأعظك وأغلظ عليك ...

فقال له الملك وكان أفقه من الواعظ، ولما الغلظة يا أخي ؟
 لقد أرسل الله من هو خير منك إلى من هو شر مني،
 أرسل موسى إلى فرعون فقالا:
﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)﴾
الإسلام قوته في أفكاره، قوته في الحقائق التي ينطوي عليها قوته في هذا الكتاب،

 قوته في السنة، أما أن يلجأ الإنسان إلى العنف ؟؟؟
هذا الأسلوب ما أنزل الله به من سلطان،
هذا الأسلوب من صنع أعداء المسلمين، في تشويه سمعة المسلمين،
 ليستقر في ذهن كل إنسان أن المسلم مجرم،
 والآن العالم كله يكافح الإرهاب الإسلامي بزعمهم .
﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)﴾
أضرب لكم مثلاً:
في طريقة اسمها التدخل الإيجابي، لو فرضا في عندنا مائة محل تجاري

 وهذه المحلات أصحابها لا يتقيدون بالتسعيرة،
مثلاً يقدمون بضاعة سيئة بأسعار باهظة، هناك تدليس، هناك غش الخ..
ولي أمر المسلمين ماذا عليه أن يفعل ؟ عليه أن يقمع الغش،
فإذا داهمنا هذه المحلات، وضبطنا الغش، وأغلقناها، وختمناها،
وأخذنا أصحابها إلى السجن، هذه الطريقة اسمها طريقة القمع .
وهناك طريقة نظرية ليست مطبقة عملية، تفتح محل تبيع أحسن بضاعة،
بأرخص سعر، بأطيب معاملة، وكل هؤلاء الناس يأتون إليك،
وينصرفون عن هؤلاء الغشاشين، لا قمعت، ولا قهرت، ولا ظلمت،
 ولا اعتديت بل قدمت هذا الأسلوب بأرقى شكل.
الدعوة الآن إلى الله لا تنجح إلا بهذه الطريقة، قدم الإسلام بأبهى صورة،

 قدمه بالتفكير العميق، قدمه بالأدلة الواضحة، قدمه بالنموذج الصادق،
 قدمه بالقدوة الحسنة، قدمه باليسر، قدمه بالتسامح قدمه بالموعظة الحسنة،
قدمه بالنصيحة المخلصة، قدمه بالواقعية، لا تحقد، ولا تكن عنيفاً،
 ولا تسلك سبل المجرمين لنشر هذا الإسلام وهذه الآية دليل.
﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43)﴾
فرعون الذي قال:
﴿فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24)﴾
( سورة النازعات: 43 )

فرعون الذي ذبح أبناء بني إسرائيل، فرعون الذي استحيا نسائهم،

 فرعون الذي ملكهم، وعبّدهم، هذا بالذات:
﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)﴾
إذاً: من الأمر بالمعروف، انظروا فالحق أعظم، وأسمى وأجل من أن نتخذ

وسائل غير مشروعة لنشره، الهدف النبيل نسلك في نشره الأسلوب النبيل،
الأهداف النبيلة لا تبرر الوسائل غير النبيلة الأهداف النبيلة لها وسائل نبيلة،
 الشريعة رحمة كلها، عدل كلها مصلحة كلها،
 فأي قضية خرجت من العدل إلى الجور، من الرحمة إلى القسوة،
من المصلحة إلى المفسدة، فليست من الشريعة ولو أدخلت عليها بألف تأويل وتأويل، علموا ولا تعنفوا، فإن المعلم خير من المعنف، إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله،
 لا يكون الرفق في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه.
﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ

وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ﴾
( سورة آل عمران: 159 )
وورد في الحديث القدسي:
((إن هذا الدين قد ارتضيته لنفسي ولا يصلحه إلا السخاء وحسن الخلق،

 فأكرموه بهما ما صحبتموه.))
الدعوة إلى الله تحتاج إلى حكمة بالغة، تحتاج إلى أن تملك القلوب،

 لا أن تملك الرقاب، الأقوياء ملكوا الرقاب، لكن الدعاة إلى الله ملكوا القلوب،
ولا تملكوا القلوب إلا بالإحسان، والتلطف والمثابرة، والحلم،
 والتبشير لا التنفير، والتيسير لا التعسير والستر لا الفضيحة،
 فالأساليب التي تستخدم الآن في نشر الإسلام والمخالفة لمنهج الإسلام
إنها تخدم أعداء الإسلام، نحن لا نخشى على الدين من أعدائه،
نخشى على الدين من أدعيائه، أعداء الإسلام يدفعون الملايين المملينة
من أجل تشويه الإسلام، والإسلام لا يشوه إلا بالعمل الإجرامي،
إلا أن يستقر في ذهن العالم كله، أن الإسلام يعني جريمة.
فلذلك قال تعالى :
﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ﴾

الإسلام قوي بأفكاره، قوي بحججه، قوي ببيانه، قوي بالمنهج،

 قوي بهذا الكتاب، قوي بهذه السنة.
﴿إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)

************
التنقل السريع