القائمة الرئيسية

الصفحات

عمر الاربعين سنة ما سر ذكره في القران ؟



قمة الرجولة و الشباب ...
ولتنظر نفسٌ ما قدمت لغدٍ ...


- من أهم مراحل الحياة ومحطاتها بلوغ سن الأربعين
وانقضاء عهد الشباب حيث تستقر الغرائز وتتفتح المدارك 
والأذهان ويصل الإنسان الى مرحلة النضج العقلي ،،،
الذى يجعله يقف وقفة تأمل لتدبر عواقب الأمور

فأنت أخي أنت أختي : 


إن كنتم في سن الأربعين أو اقتربتم من الأربعين، أو تجاوزتموه بقليل،
اعلموا أن الأربعين هو العمر الوحيد الذي خصه القرآن الكريم بدعاءٍ مميز.

قال الله تعالى : "حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة ،
قال ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ
وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي،
إني تبت اليك وإني من المسلمين". الأحقاف :15

إن هذا الدعاء المؤثرجداً يتضمن :الشكر على ما فات والدعاء لما هو آت.
ففي الأربعين يشعر الإنسان منّا نحن بني البشر ،
وكأنه على قمة جبل، ينظر الى السفح الأول
فيرى طفولته وشبابه . ويجد أن مذاقهما لا يزال في أعماقه ،
وينظر إلى السفح الآخر فيجد ما تبقى
من مراحل عمره ويدرك كم هو قريب منها.
إنه العمر الذي يكون الإنسان قادراً فيه على أن يفهم
كل الفئات العمرية ويعايشها ويتحدث بمشاعرها و أفكارها.





في الأربعين نكتشف بياض الشيب وقد بدأ بغزو رؤوسنا وهاماتنا
إن لم يكن قد بدأ سابقاً، وتبدأ كذلك ابصارنا بالضعف
فيقبل الكثير منّا على النظارة للقراءة،،،
لتصبح جزءاً من حياتنا اليومية .
وفي الأربعين نصبح نسمع الكثير ممن ينادينا
في الأماكن العامة والخاصة ( تفضل يا عم ) ..
(تفضلي ياخالة ) ليجد وجوهنا مستغربة للنداء الجديد .
في الأربعين يلتفت لنا من هم في الستين ليقولوا لنا :
هنيئاً لكم مازلتم شباباً ، فيزداد استغرابنا.

في الأربعين تبدأ أزمة منتصف العمر !!!



يبدأ السؤال القاسي :ماذا أنجزت في عملك؟
ماذا أنجزت لأسرتك؟
ماذا أنجزت في حياتك؟
ماذا أنجزت في علاقتك مع ربك؟
فإذا لم ترجع لربك وقد بلغت هذا العمر
فمتى ترجع يا بن آدم ؟؟؟
إنه سؤال يهز القلوب ويشغل التفكير،
والمشكلة أن الأيام تمر أسرع مما نتوقع ،
ألم تنظر خلال طفولتك إلى من هم في سن الأربعين
على أنهم شبعوا من دنياهم ؟


أما اليوم  

فإننا نرى بأننا لم نحقق الكثير مما وضعناه لأنفسنا ،
وأن السنوات تجري بنا ولا تعطينا فرصة لكي نصنع ما نريد .
في الأربعين ندرك القيمة الحقيقية للأشياء الرائعة التي تحيط بنا ،
ننظر إلى والدينا إذا كانا موجودين أو إلى أحدهما،،،
فنشعر أنهما كنزٌ وعلينا أن نؤدي حقهما ونبر بهما .
كذلك ننظر إلى أبنائنا فنراهم قد غدوا إخواناً لنا ينافسوننا
طولاً و عرضاً و ينتظرون صحبتنا .
كذلك ننظر إلى الإخوان والأصحاب فنشعر بسرورٍ غامر
لوجودهم حولنا، كما ننظر إلى تقصيرنا وأخطائنا
فنرى أنها لا تليق بمن هو في الأربعين
عمرالحكمة والتوازن و الرصانة و العقل.

- في الأربعين يبدأ الحصاد و نشعر حقيقةً
أننا كنّا كمن كان يجري ويجري، واليوم بدأ
يخفف من جريه . ويلتفت إلى لوحة النتائج
ليقرأ ملامحها الأولية ،
وهو يعلم أن النتائج النهائية لم تحسم بعد ،
إلا أن التغيير بعد الأربعين ليس بسهولة ما قبلها .


لكم أخي وأنت أختي يا من بلغتم سن الأربعين :


أذكركم و أذكر نفسي بواجباتٍ مهمة لنا في هذا السن ..

1- فلنحرص على شكر االله على النعم
التي وفقنا للتنعم بها طيلة أربعين عاماً من حياتنا...
2- ولنبادرإلى التوبة النصوح والاستقامة على طريق الإسلام.
3- و لا ننسى الأمانة واليقظة في تربية الأبناء والذرية
والاهتمام بهم وتنشئتهم على الدين القويم.
4- ولنحرص في كل دقيقة مما تبقى من دهرنا ،
على العمل الصالح المرضي عند الله سبحانه وتعالى
إغتناماً لما بقي من العمر وجبراً لما فات منه .


ورحم من قال :

دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلة ٌ له: إنَّ الحياة َ دقائقٌ وثواني
فارفع لنفسك بعدَ موتكَ ذكرها . . فالذكرُ للإنسان عُمرٌ ثاني
للمرءِ في الدنيا وجَمِّ شؤونها . . ما شاءَ منْ ريحٍ ومنْ خسران

التنقل السريع