القائمة الرئيسية

الصفحات







تابع ...


سبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله





الرابع : وَ رَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللّهِ، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ :


(اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ ): 


الضمير يعود إلى الحب في الله ، 


و المقصود أنهما داما على الحب في الله و لم يقطعاه أبداً سواء

اجتمعت أجسادهم او لم تجتمع في الدنيا حتى فرق بينهما الموت .

المقصود أن يكون الحب في الله حقيقياً يحركه القلب ، 

فلا يكفي أن يكون ظاهرياً فقط أو باللفظ فقط ،و أن يكون 


الحب في الله لا في مال أو جاه أو نسب أو قرابة و نحو ذلك .

الخامس : وَ رَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَ جَمَالٍ،


 فَقَالَ : إِنِّي أَخَافُ اللّهَ : 


(دَعَتْهُ) : أي طلبته لفعل الفاحشة و الزنا بها ،

 و هذه أول الدواعي في هذه الخصلة ، فالطلب جاء منها ،

و ثاني الدواعي أنها ذات منصب أي أصل و شرف و مال ،


و ثالثها أنها ذات جمال ، و لا يمتنع 


عن ذلك مع وجود هذه الدواعي إلا قلباً عظم فيه الخوف من الله .


خُصَّ المنصب والجمال لشدة رغبة الناس فيهما 



وحرصهم عليهما و صعوبة حصولهما . 

- قال القرطبي رحمه الله : امتناعه دليل على عظيم معرفته 

بالله تعالى ، وشدة خوفه من عقابه ، ومتين تقواه ،

و حيائه من الله تعالى ، و هذا هو المقام اليوسفي" 

- ( إِنِّي أَخَافُ اللّهَ ) الخوف من الله: هو الرهبة من عذابه ،

 فالذي منعه من فعل الفاحشة هو الخوف من الله لا سبب آخر ،

و قال (إِنِّي أَخَافُ اللّهَ) يحتمل أنه قالها بقلبه ليزجر نفسه ، 

ويحتمل أنه قالها بلسانه ليزجرها- أي المرأة الطالبة –

 ليزجرها عن الفاحشة بتذكيرها بالله تعالى أو ليعتذر إليها ،

 و قوله ذلك فيه دلالة على شدة خوفه من الله تعالى


السادس : وَ رَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا 


حَتَّىٰ لاَ تَعْلَمُ يَمِينُهُ مَا تُنْفِقُ شِمَالُهُ :


المقصود من ذلك هو المبالغة في الإخفاء والاستتار بالصدقة


عند بذلها بحيث لا تعلم الشمال بما تصدقت اليمين مع قربها 

وملازمتها له ، فضرب المثال هنا لبيان المبالغة في الإخفاء

وطلب الإخلاص ، وليس المراد ظاهر المثال بأن يخفي شماله


 عند بذل يمينه للصدقة و الله تعالى أعلم .

قوله (تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ) صدقة نكرة والتنكير يفيد العموم 

فيشمل كل ما يتصدق به من قليل أو كثير ،

 وظاهر الحديث أن الصدقة الأفضل 

فيها الإخفاء سواء كانت صدقة واجبة كالزكاة أو صدقة تطوع لأن 

اللفظ عام يشمل ذلك ، ونقل النووي أن أكثر العلماء على أن 

الصدقة الواجبة الإعلان بها أفضل , وليس في المسألة نصٌّ يفصل 

ذلك , ولذلك جرى الخلاف في هذه المسألة ، و الأظهر و الله أعلم 

أن الأفضل في الصدقة واجبة أو مستحبة الإخفاء إلا إذا وجدت 

مصلحة للإعلان فالإعلان أفضل ويدل على ذلك النص والنظر.

فمن النص : قوله تعالى : 

(إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَ تُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء


 فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ )


 البقرة 271

واختلف أهل العلم في المراد بالصدقة في الآية فقيل : 

صدقة الفرض وقيل : صدقة التطوع.

السابع : وَ رَجُلٌ ذَكَرَ اللّهَ خَالِياً، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ :



(فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ):أي فاضت وسالت دموع عينيه ،



لأن العين لا تفيض والذي يفيض هو الدمع ، 


وأسند الفيض للعين مبالغة كأنها هي 



التي فاضت و هذا يسمى مجاز مرسل .


(ذَكَرَ اللّهَ خَالِياً) : إما بالتذكر بالقلب و الفكر ، و إما بالذكر باللسان

و (خالياً ) أي في موضع خال ليس فيه أحد من الناس ليكون أبعد 

عن الرياء و اقرب إلى الإخلاص ، و خالياً من الالتفاف لغير الله

 تعالى .قال القرطبي رحمه الله : "فيض العين : بكاؤها ،

 و هو على حسب حال الذكر ،

وبحسب ما ينكشف له من أوصافه تعالى ، فإن انكشف له غضبه 

فبكاؤه عن خوف ، وإن انكشف له جماله وجلاله فبكاؤه عن محبة 

وشوق ،وهكذا يتلون الذاكر بحسب ما يذكر من الأسماء والصفات" 


قال أهل العلم : " فذكر الرسول محمد صلى الله عليه و سلم 


هؤلاء السبعة،إذ كل واحد منهم كمل في العبادة التي يقوم بها ،


التنقل السريع