القائمة الرئيسية

الصفحات


دع القلق لا تحزن ...



دع القلق لا تحزنْ ...
 فإنَّ ربك يقولُ : 
﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾ :
 وهذا عامٌّ لكلِّ من حمَلَ الحقَّ وأبصرَ النورَ ، وسلَكَ الهُدَى .  
﴿أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ
 فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ ﴾
إذاً فهناك حقٌّ يشرحُ الصدور ، وباطلٌ يقسِّيها . 
﴿فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ﴾ :
 فهذا الدينُ غايةٌ لا يصلُ إليها إلا المسدَّد . 
﴿ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا ﴾ :
 يقولُها كلُّ منْ يتيقَّنَ رعاية اللهِ ، وولايته ولطفه ونصرَه. 
﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ
 فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ :
 كفايتُه تكفيك ، وولايتُه تحميك . 
﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ :
 وكلُّ منْ سلك هذهِ الجادَّة حصل على هذا الفوزِ . 
﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ﴾ :
 وما سواهُ فميِّتٌ غَيْرُ حيٍّ ، زائلٌ غَيْرُ باقٍ ، ذليلٌ وليس بعزيزٍ . 
﴿ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ
 مِّمَّا يَمْكُرُونَ127إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ﴾ :
فهذهِ معيتهُ الخاصةُ لأوليائِهِ بالحفظِ والرعايةِ والتأييدِ والولايةِ ،
 بحسبِ تقواهمْ وجهادِهمْ . 
﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾:
 علوّاً في العبوديةِ والمكانةِ . 
﴿ لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ ﴾ . 
﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ .
﴿ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ . 
وهذا عهدٌ لنْ يخْلَفَ ، ووعدٌ لنْ يتأخَّرَ . 
﴿ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ{44}
فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾ .﴿ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ .
لا تحزنْ وقدِّرْ أنكَ لا تعيشُ إلا يوماً واحداً فَحَسْبُ ،
فلماذا تحزنُ في هذا اليومِ ، وتغضبُ وتثورُ ؟! 
في الأثرِ : 
( إذا أصبحتَ فلا تنتظر المساءَ ، وإذا أمسيتَ فلا تنتظرِ الصباحَ ) . 
والمعنى : أن تعيشَ في حدودِ يومِك فَحَسْبُ ، 
فلا تذكرِ الماضي ، ولا تقلقْ من المستقبلِ . 
قال الشاعرُ : 
ما مضى فاتَ والمؤمَّل غَيْبٌ *** ولك الساعةُ التي أنت فيها 

إنَّ الاشتغالَ بالماضي ، وتذكُّرَ الماضي ،

 واجترار المصائبِ التي حدثتْ ومضتْ ،
 والكوارثَ التي انتهتْ ، إنما هو ضَرْبٌ من الحُمْقِ والجنونِ . 
يقول المَثَلُ الصينيُّ : لا تعبرْ جِسْراً حتى تأتيَه . 
ومعنى ذلك : لا تستعجلِ الحوادثَ وهمومَها وغمومَها
 حتى تعيشَها وتدركَها . 
يقولُ أَحَدُ السلفِ : يا ابن آدمَ ، إنما أنتَ ثلاثةُ أيامٍ :
 أمسُكَ وقدْ ولَّى ،
 وغدُكَ ولمْ يأتِ ،
 ويومُك فاتقِّ اللهَ فيه . 
كيف يعيشُ منْ يحملُ همومَ الماضي واليومِ والمستقبلِ ؟!
 كيف يرتاحُ منْ يتذكرُ ما صار وما جرى ؟!
 فيعيدهُ على ذاكرتِهِ ، ويتألمُ لهُ ، وألمُه لا ينفعُه ! . 
ومعنى : 
( إذا أصبحتَ فلا تنتظر المساءَ ، وإذا أمسيتَ فلا تنتظرِ الصباحَ ):
 أيْ : أن تكونُ قصيرَ الأملِ ، تنتظرُ الأجَلَ ، وتُحْسِنُ العَمَلَ ،
 فلا تطمحْ بهمومك لغيرِ هذا اليومِ الذي تعيشُ فيه ، فتركّزَ جهودكَ عليه ، وتُرتِّبَ أعمالَكَ ، وتصبَّ اهتمامَك فيهِ ، محسِّناً خُلقَكَ مهتمّاً بصحتِك ، مصلحاً أخلاقَكَ مع الآخرين . ..


التنقل السريع